-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تركيا مطرقة الناتو في مواجهة روسيا المحصنة

تركيا مطرقة الناتو في مواجهة روسيا المحصنة
ح.م

اتفاق “سوتشي”بين روسيا وتركيا، لا يعني دمشق، هي ليست طرفا فيه، ولا شيء يلزمها بتطبيقه، فهو اتفاق ينظم أنشطة العمليات العسكرية الروسية- التركية في الأرض السورية.

ولد اتفاق “سوتشي” هشا منذ البداية، فأي أحد من الطرفين الروسي أو التركي له القدرة على تنفيذ ما وعد به في أرض عمليات عسكرية مفتوحة على كل الاحتمالات غير المنتظرة.

روسيا أخطأت خطأ استراتيجيا وهي تحرر المدن السورية من قواعد التنظيمات الأصولية المسلحة وتدفع بها نحو مدينة إدلب “الشمال الغربي” المدينة المالكة لمسارات الطريق الدولي، حتى أضحت هدفا مستعصيا يستقوي بقدرات الجيش التركي العضو في حلف الناتو.

قيدت تركيا نفسها بوعد لا تقوى على الالتزام به، وهي تصادق على اتفاق سوتشي، فهي لا تمتلك القدرة على إخلاء إدلب من التنظيمات المسلحة وفقا لرغبة روسية ملحة.

تبعثرت بنود اتفاقية سوتشي، ودخلت روسيا وتركيا في مواجهة عسكرية شبه مباشرة، بعد فشل محادثاتهما الدبلوماسية، وتبادلهما الاتهامات بخرق اتفاق وقف التصعيد في إدلب.
تصريحات نارية متبادلة بين كبار المسؤولين الأتراك والروس، واتهامات كل منهما للآخر بالمسؤولية عن “خرق” اتفاق وقف التصعيد في إدلب، ثم تصريح مباشر من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن موسكو “تدير الصراع” في ليبيا.

رفضت تركيا سيل الاتهامات الروسية بأنها تخلت عن دورها في إيقاف هجمات المسلحين في إدلب، وبلغ رفضها لهذه الاتهامات إلى حد التهديد بعمل عسكري واسع النطاق إذا لم تقف حدة التوتر الذي أدى إلى مقتل 14 جنديا تركيا في المنطقة هذا الشهر بنيران الجيش السوري.

الاتفاق الذي أبرمته أنقرة وموسكو عام 2018 في مدينة سوتشي الروسية بعدم التصعيد في محافظة إدلب وتسيطر عليها فصائل معارضة للنظام السوري المدعوم من موسكو، وأتاح للجيش التركي إقامة 12 نقطة مراقبة لصد أي هجوم تقوده سوريا، تداعت كل بنوده، ولم يلتزم بها أي من الطرفين.

صعد الجيش السوري عملياته العسكرية في إدلب منذ ديسمبر الماضي بدعم من الطيران الروسي، أفقدت تركيا أربع نقاط مراقبة تقع حاليا في مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري.

اتفقتا روسيا وأنقرة على أن يبقى الجيش السوري خارج هذه المنطقة، بضمانة روسية مقابل قيام تركيا بإخلاء إدلب من التنظيمات المسلحة.

اتفاق لم تكن سوريا طرفا فيه، في مدينة تعد نقطة الربط لأهم مسالكها التجارية، إن فقدته فقدت أهم مواردها الاقتصادية، فضلا عن فقدان أمنها الوطني، بفقدان سيادتها التي استقطع الجيش التركي جزءا منها.

الرئيس طيب رجب أردوغان هدد بمهاجمة دمشق في حملة عسكرية إذا لم ينفذ اتفاق سوتشي، ولم يهدد قواعد روسيا التي أبرمت معه الاتفاق بغياب سوريا التي لها الحق في الدفاع عن أراضيها وفرض سيادتها المطلقة، فقوات حلف الناتو بواجهتها التركية غير مؤهلة لمواجهة الكرملين في مناطق نفوذه في إدلب أو بنغازي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • جزائري

    الرءيس التركي يواجه كمينا نصبه له الحلف الاطلسي اللذي بنتمي اليه . السبب ان الحلف يسعر ان اردوغان بدا يخرج عن عصا الطاعة لمن صنعوه لذلك يجب تاديبه وقد بدا السيناريو بالفعل.

  • عبد الله المهاجر

    بسم الله
    - الخطة الروسية هي
    1 - التفاوض مع المسلحين السوريين و نقلهم من المناطق التي تحت سيطرتهم الى - ادلب ,
    أ - هذا يعني دخول قوات النظام السوري و القوات الروسية للمدن بلا قتال
    ب - تجميع المقاتلين في ادلب للقضاء عليهم نهائيا
    2 - روسيا تتقرب من أمريكا و الناتو عبر البوابة التركية ,, تركيا عضو في حلف الناتو
    أ - روسيا تنفذ أجندات اسرائلية و أمريكية في سوريا ,, كيف ؟
    ب - واشنطن و تل أبيب استعملوا ووجهوا المعارضة السورية للحرب على -مجاهدي الدولة الاسلامية -
    بعد انحياز المجاهدين للبادية ,, يجب القضاء على المعارضة السورية كي يبقى النظام السوري العميل لليهود