-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تشجيع تصدير الهاربين!

جمال لعلامي
  • 840
  • 0
تشجيع تصدير الهاربين!

راعني تصريح وزير السياحة عندما قال بالفمّ المليان أن “اصطياف الجزائريين بالخارج دليل على أنهم مرتاحون ماديا”(..)، وحتى لا نحرج ونزعج “صاحب المعالي” كثيرا، سنحصي بعض الأمثلة والأدلّة التي تثبت كلامه:
1-خدمات متدنية في الفنادق والإقامات العمومية وحتى الخاصة، وإن كانت محترمة أو راقية، فإنها تتطلب ما يفوق أجرة الشهر، لليوم الواحد، وهذا طبعا بالنسبة للمرتاحين الذين لا يتقاضون الأجر الأدنى المضمون!
2-انتشار مواقف السيارات كالفطريات خلال موسم الاصطياف، بالشواطئ، وحراستها بـ”القزول” من طرف “بلطجية” يرغمون غير المرتاحين على الدفع وسماع الشتائم، أو المنع من السباحة في شواطئ “البايلك”!
3-إرغام المصطافين على تناول وجبات شعبية وغربية وشرقية محشوة بـ”القرلو” والفئران الطازجة، ومن لم يعجبه الوضع فعليه أن يركب الطائرات والبواخر رفقة من يسميهم الوزير بالمرتاحين!
4-استقبال المواطنين بالاعتداءات والسرقات والتهديد باختطاف البنات والبنين، عبر بعض الشواطئ “المحرّرة” والغابات غير المحروسة من طرف أفراد وجماعات تسيّرها الأقراص و”الزطلة”!
5-“فرار” نحو المليوني جزائري “مرتاح” نحو تونس لوحدها، سنويا، وبنفس العدد أو أكثر نحو وجهات سياحية أخرى عبر العالم، أي بمجموع 4 ملايين، هو عدد صغير جدّا بـ40 مليون جزائري من السكان.. ومع ذلك، لو وجد المرتاح “طلبه” هنا لما بحث عنه هناك!
هل يعني يا وزير السياحة، من خلال تشخيصك للقطاع المريض، بأن “الهاربين” للاصطياف بالخارج، من المرتاحين، والباقون هنا في وديان الشفة والجمعة بني حبيبي ويسّر وشعاب الشلعلع والزبربر ومستنقعات عين الدفلى وبراقي وغيرها، مصنفون في قائمة “غير المرتاحين”؟
نعم، هناك مرتاحون يقصدون شواطئ كانستال وشنوة وشرشال وتيشي وزيامة وسكيكدة وعنابة ودلس وزموري والقادوس ولابوانت وبالمبيتش، وغيرها كثير ولا يعدّ ولا يُحصى، ومرتاحون كذلك يهجمون في الربيع والخريف على حمام كسانة والصالحين والمسخوطين والبيبان وحمام ملوان، وآخرون يفضلون الأسكرام والطاسيلي والهقار وتاغيت!
المشكلة ليست في المرتاحين وغير المرتاحين، وإنما الإشكالية، في قطاع لا يُريد أن يتطوّر رغم ما وهبه الله من خيرات وثروات، تستحق فقط العناية والنظافة والمحافظة عليها بتسيير تكنولوجي وخبرة مستوردة من التجارب الناجحة، وهذا يكفي لاستيراد سياح مرتاحين من الخارج، بدل الافتخار بتصدير المرتاحين وحتى “المزلوطين” من الجزائر إلى جزر الواق واق!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!