تطور أداء مهاجمي مانشستر سيتي يُحرج رياض محرز

أجمع الجزائريون خلال مباراة ليفربول أمام مانشستر سيتي التي انتهت بمهرجان من الأهداف لصالح أشبال غوارديولا، والتي لم يشارك رياض محرز لا في الصناعة ولا في التهديف فيها، على أن النجم الجزائري كان خارج الإطار، أو ربما الحلقة الأضعف، وبأن تواجده في الجهة اليمنى لم يعط الحلول التي اقترحها وبصم عليها النجم الإنجليزي الصغير فودان.

رياض الذي سيبلغ الثلاثين من العمر خلال الأسبوع القادم لعب 72 دقيقة لم يقم خلالها بأي محاولة جادة على المرمى ولم يوجه أي “قذفة”، وكان في الشوط الثاني المثير شبه غائب عن المباراة وهو ما حرم السيتي من السيطرة على المباراة ولم يتمكن الفريق من ذلك إلا بعد خروج رياض ودخول البرازيلي غابريال خيسوس ونقل النجم الإنجليزي فودان إلى الجهة اليمنى، حيث سيطر فريق مانشسر سيتي بالطول وبالعرض على المباراة وانتزع فوزا كبيرا قد يحسم به أمر اللقب قبل الأوان خاصة أن الفارق بينه وبين ليفربول قد ارتفع إلى عشر نقاط مع احتفاظ الفريق بمباراة متأخرة، وبفارق خمس نقاط كاملة عن مانشستر يونايتد مع مباراة ناقصة، وإذا سار منعرج فيفري بسلام فإن رياض محرز سيفوز بثالث لقب له في الدوري الإنجليزي وهو إنجاز لم يحققه كبار إنجلترا وأيضا كبار العالم الذين لعبوا في هذا الدوري القوي جدا.

الملاحظة التي وقف عليها كل من شاهد المباراة بكل تفاصيلها هي التألق الكبير لخط هجوم الفريق السماوي، خلال التسعين دقيقة فكان الدولي الإنجليزي ستيرلينغ سُمّا في دفاعات ليفربول المهزوزة، فمنح فريقه ضربة جزاء وكان وراء أول أهداف مانشستر سيتي كما سجل هدفا من رأسية هو الثالث في المباراة، بينما برز الدولي الإنجليزي فودان بشكل رائع فقاد فرصة الهدف الأول بقذفته المرتدة من الحارس، ومرّر كرة الهدف الثاني وسجل هدفا رابعا من عمل فردي بعد أن احتل منطقة محرز اليمنى، وحتى الدولي البرتغالي بيرناردو سيلفا كان مثل البطارية المشحونة التي لم تتوقف أبدا وكان ضمن مقدمي التمريرات الحاسمة، أما الدولي الألماني غوندوغان فلم تهتز معنوياته بعد تضييعه ضربة الجزاء، وبالرغم من أنه لاعب وسط إلا أنه كان أكثر جرأة من رياض محرز وتواجد أمام خط المرمى في مناسبتين كللتا بهدفين منحا فريقه الانتصار، وحتى قرابة عشرين دقيقة التي لعبها الدولي البرازيلي خيسوس كانت مثيرة وقدم فيها عروضا قوية كدليل على الشحن المعنوي الكبير لكل لاعبي فريق مانشستر سيتي خاصة في المرحلة الصعبة عندما تمكن ليفربول من تعديل النتيجة.

المباراة الكبيرة التي لعبها مانشستر سيتي أبانت القدرات الفنية والفلسفية لغوارديولا، الذي افتقر لديبراين ولآغويرو ولكنه قدّم البدلاء وترك الصغير الإسباني قاهر ألمانيا توريس على مقاعد الاحتياط ومنح الفرصة كاملة لرياض محرز، ولكن الدولي الجزائري كان خجولا واكتفى بمشاهدة زملائه المتألقين.

المهم أن رياض محرز بلغ الآن رقم 1109 دقيقة من اللعب في الدوري، وقد يكون ضمن لاعبي الكأس الأساسيين سهرة الأربعاء أمام سوانسي، لكن لا أحد يضمن تواجده كأساسي في المباريات الأربع المقبلة أمام توتنهام وإيفرتون وأرسنال في الدوري الإنجليزي وأمام بوريسيا مونشن غلاد باخ في رابطة أبطال أوربا، حيث تتطلب جميعها لاعبين متحدّين ولا يتوقفون طوال التسعين دقيقة كما حدث أمام ليفربول حيث دخل رفقاء ستيرلينغ بهدف واحد وهو الفوز وتعبيد الطريق لاستعادة التاج الذي ضاع من الفريق، ففاز غوارديولا لأول مرة في حياته في ليفربول، ولكن محرز عجز عن التسجيل بالرغم ن من أنه لعب المباراة 11 في حياته أمام ليفربول، ما بين ألوان ليستر سيتي ومانشستر سيتي، ولا يمتلك في هذه المباريات سوى تمريرة حاسمة لزميله السابق فاردي وركلة جزاء أضاعها إضافة إلى هدف ملغى بتقنية الفار في نهاية الموسم الماضي عندما فاز مانشستر سيتي برباعية نظيفة.

لا يمكن بعد مباراة ليفربول سوى وضع السيتي كمرشح أول وربما وحيد للفوز بالألقاب المحلية الثلاثة في إنجلترا وكمرشح قوي جدا للتتويج باللقب الأوربي لرابطة الأبطال، بعد تدهور أحوال برشلونة وريال مدريد، على أمل أن يتفادى المفاجئات التي أخرجته في النسختين الماضيتين بسذاجة وفي آخر الدقائق أمام توتنهام وليون، وهو بالتأيد من أحسن الفرق العالمية، وتواجد محرز في هذه المنظومة هو انتصار للاعب وأيضا للمنتخب الجزائري.
ب.ع