-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تغبية إلى الأبد!

الشروق أونلاين
  • 573
  • 0
تغبية إلى الأبد!

عندما تقف “المفاوضات” بين وزارة التربية وتكتل النقابات، في عقبة “التاغنانت”، هنا يجب أن ينتفض التلاميذ والأساتذة والأولياء، والمخلصون في هذا القطاع، فهل يعقل أن لا يتفق هؤلاء المتخاصمين إلاّ على أنهم لن يتفقوا، وإذا اتفقوا فإنهم لا يتفقون إلاّ ظرفيا؟
منذ كنـّا في بطون أمهاتنا، والإضرابات والصراعات والتهديدات، تتنفس ثاني أوكسيد الكربون ومختلف الغازات السامة، في قطاع انتقل من التربية إلى التغبية، ومن التعليم إلى التعويم والتنويم، وبدل أن يُرفع المستوى بترقية البرامج وتطوير المناهج، نزل إلى أسفل السافلين، ولم ينج من هذه النزول من التلاميذ والأساتذة “غير طويل العمر وقاسح الكبدة”!
الآن، مع اقتراب إضراب 26 و27 فيفري، التكتل والوزارة، يتكتلان ضد المدرسة، ويرفضان التنازل، ويعمل كل طرف على “مسح الموس” في الآخر، والتمظهر بالبراءة، ليبقى الباقي المتبقي من البقية الباقية لبقايا المتمدرسين، رهينة صراع أبدي وحرب أزلية لا تريد أن تضع أوزارها حتى وإن سقط الجميع قتلى من الطرفين ومن أطراف أخرى!
الجميع يتذكر كيف “تعانقت” قيادات النقابات قبل نحو سنة، أو اكثر، مع وزيرة القطاع بمقرّ الوزارة، وهناك أعلنوا الهدنة و”صلح الحديبية”، وهناك ضحكوا والتقطوا صور “السيلفي”، ومنهم من أظهر “ضرسة العقل”، لكن تأكد الناس بعدها أن القطاع مازال بعيدا عن العقل والتعقل، وأن أطراف النزاع، سرعان ما تعود إلى الكرّ والفرّ عند أوّل منعرج جديد!
الأكيد أن هناك طرفا “باع الماتش”، وطرفا آخر “مخادع”، لكن في كلّ الحالات، فإن النقابات والوزارة معا، تحوّلوا في نظر التلاميذ وأوليائهم، وحتى الأساتذة، إلى “مصلحيين”، يستأنفون العلاقة والدراسة، ويصبح كلّ شيء على ما يرام، عندما يتفقون “على خلاها”، وعندما ينقلب صديق على آخر، فجأة ودون سابق إنذار، ينقلب فيه السحر على الساحر قلبا وقالبا، ويصبح كلّ شيء ليس على ما يرام!
الغريب أن بعض قادة النقابات هم نفسهم، عايش وعاش مع كلّ الوزراء الذين تداولوا على حقيبة التعليم، لا يُريد أن يتجدّد ولا أن يتعدّد أو يتبدّد، كما أن هناك بالمقابل “ديناصورات” في الوزارة يشهدون على كل المشاكل والاحتجاجات والإضرابات والمفاوضات، منذ عشرات السنين، لكنهم للأسف لم يبتكروا الحلول الجذرية والبدائل الدائمة التي لا تزول بزوال الرجال وفي كلّ الأحوال!
لا أحد يُمكنه أن يتخندق مع طرف ضد آخر، لكن من الواجب، حتى على المتخاصمين من النقابات والوزارة، أن يتخندقوا ويتضامنوا مع مدرسة منكوبة، وتلاميذ تحوّلوا إلى ضحايا وأضاح وفئران تجارب ودروع بشرية !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!