-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وردت في وثيقة سرية

تفاصيل جديدة عن قمع الصين للأويغور

الشروق أونلاين
  • 3573
  • 8
تفاصيل جديدة عن قمع الصين للأويغور
إي بي أيه
مسلمون من الأويغور خارج مسجد في مدينة كاشغار بعد صلاة الجمعة في جويلية 2014

قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الاثنين، أنها اطلعت على وثيقة مهمة تلقي الضوء على الطريقة التي تتعامل بها السلطات الصينية مع مئات الآلاف من المسلمين الأويغور.

وتعرض الوثيقة تفاصيل الحياة الشخصية لأكثر من 3000 فرد من المقيمين في إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية).

وتدوّن الوثيقة المؤلفة من 137 صفحة بيانات حول أوقات صلاتهم، وشكل ملابسهم، ومع مَن يتواصلون، بالإضافة إلى معلومات عن سلوك أفراد عائلاتهم.

وتنفى الصين ارتكاب أي مخالفات، وتؤكد أنها تجمع معلومات عن “الإرهابيين والمتشددين دينياً”.

ويعتقد أن هذه الوثيقة أتاحها مصدر من شينجيانغ، كان قد سرب من قبل مجموعة من المواد البالغة الحساسية العام الماضي.

وأكد أدريان زينز، وهو أحد أهم الخبراء في السياسات الصينية بإقليم شينجيانغ، صحة الوثيقة الجديدة، قائلاً: “هذه هو أقوى دليل على أن الصين تضطهد وتعاقب البعض بسبب ممارسات عادية مرتبطة بمعتقدات دينية تقليدية”.

واستطاع زينز التعرف على مركز تأهيلي مذكور في الوثيقة، وهو من بين المراكز التي قالت “بي بي سي” أنها زارتها خلال جولة نظمتها السلطات الصينية في ماي العام الماضي.

وتضم الوثيقة الجديدة تفاصيل تحقيقات حول 311 فرداً، كاشفة خلفياتهم وتقاليدهم الدينية، وعلاقاتهم بمئات من أقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم.

ويُذكر فيها هل يتعين بقاء بعض الأشخاص في مراكز التأهيل، أم يُفضل الإفراج عنهم، ومَن ينصح بعودتهم بعد خروجهم من المراكز.

ويتناقض ما جاء في الوثيقة مع حديث السلطات الصينية عن أن هذه المراكز هي مجرد مؤسسات تعليمية.

اعتقلت بسبب “ارتداء الحجاب”

من بين الأمثلة التي تعرضها الوثيقة عن طريقة التعامل مع الأويغور، امرأة تُدعى هيلشيم (38 عاماً)، التي أرسلت إلى مركز إعادة التثقيف لسبب رئيسي يتمثل في “ارتدائها الحجاب قبل عدة سنوات”.

وهناك معتقلون بسبب تقدّمهم للحصول على جواز سفر، وهو ما يعكس أنه حتى نية السفر باتت مؤشراً على التطرف، في رأي السلطات. وذُكر هذا السبب لتبرير تحويل رجل (34 عاماً) إلى مركز تأهيل رغم تصنيفه على أنه “لا يشكل خطراً عملياً”.

ودخل رجل آخر (28 عاماً) مركز تأهيل بسبب تصفح موقع على الإنترنت أحاله دون قصد، إلى موقع أجنبي.

وتظهر في الوثيقة أحكام بالسجن بسبب ممارسة طقوس دينية أو الاحتفال بمناسبات عادية. فقد حكم على والد أحدهم بالسجن خمس سنوات بسبب لحيته الكثيفة الملونة وبسبب إعطائه دروس دين جماعية.

وحكم على آخر بالسجن 15 عاماً بسبب تواصله عبر الانترنت مع أشخاص في دولة أخرى.

“قائمة كاراكاكس”

وجاءت المجموعة، التي تضم 311 شخصاً وتحدثت الوثيقة عن تحقيقات بشأنهم، من مقاطعة كاراكاكس القريبة من مدينة هوتان في جنوب إقليم شينجيانغ، حيث يمثل الأويغور نسبة 90 في المائة من السكان.

ويطلق الدكتور زينز اسم “قائمة كاراكاكس” على الوثيقة ويراها تؤكد على الصين تنظر إلى أي معتقد ديني على أنه مؤشر لعدم الولاء.

ومع مباشرة حملات الاعتقال في بداية عام 2017، بدأت مجموعات من العمال المخلصين للحزب الشيوعي بجمع معلومات عن الأويغور.

ووقع الأويغور في مصيدة هؤلاء العمّال الذين تعرفوا إليهم بهدف إلقاء نظرة عن قرب على أحوالهم وعاداتهم الدينية داخل منازلهم.

وتعتبر قائمة كاراكاكس دليلاً ملموساً على كيفية استعمال هذه المعلومات التفصيلية في اعتقال البعض. وتكشف كيف تستخدم الصين مفهوم التجريم بالتبعية في اعتقال العديد من الأفراد من عائلة واحدة.

فقد اتخذ قرار بإعادة تأهيل شخص يُدعى يوسوب (65 عاماً)، وهو مثال على من معاقبتهم بسبب أفراد عائلتهم، فلديه ابنتان، واحدة ارتدت الحجاب وأخرى ارتدت النقاب، وسبق ودرس نجله العلوم السياسية الإسلامية.

“أشخاص حقيقيون”

ولا توجد أختام على قائمة كاراكاكس، لذا ليس من السهل التحقق منها. ويعتقد أنها خرجت ضمن مجموعة من الأوراق المهمة العام الماضي، ووصلت إلى يد أحد أفراد الأويغور في المهجر.

وبعد نشر الوثائق الأولى، أرسلت هذه الوثيقة إلى امرأة تدعى آسيا مقيمة في أمستردام وهي أيضاً من الأويغور.

وقالت آسية لـ”بي بي سي”، إن الوثيقة صحيحة “بغض النظر إن كانت موقعة رسمياً أم لا، هذه معلومات عن أشخاص حقيقيين، أحياء”.

وفقدت آسيا الاتصال مع عائلتها في شينجيانغ مع بدء حملات الاعتقال، وتقول إنها لم تملك إلا خيار الإفراج عن الوثيقة وإرسالها إلى منظمات إعلامية، ومن ضمنها “بي بي سي”.

وتوضح قائلة: “أنا بالطبع قلقة على سلامة أقاربي وأصدقائي، لكن إن بقي الجميع صامتين من أجل حماية أنفسهم وعائلاتهم، لن نتمكن أبداً من منع ارتكاب هذه الجرائم”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • عبد الرحيم

    لمذا الصحف التابعة للبلاد الإسلامية لا تبعت مراسلين الى الصين للتأ كد من صحة الأخبار و تكتفي بما يقوله و يكتبه الغربيون. هل لوراس العربي ما زال حيا يقود حكامنا إلى التهلكة؟ هل يشترط علينا أن نعادي أعداء الغرب ؟ هل ما زال حكامنا في سن الهراقة السياسية ؟ أين علماءنا ؟ أين شهادات أإمة الويغير ؟ كفانا تبعيتا للغرب.

  • alilao

    يحدث هذا بمباركة تامة من طرف ابن سلمان وابن باز والسيسي ومن سار على خطاهم.

  • يونس

    رد على جمال: الشّماتة ليست من الأخلاق.. الله عزّ وجل وحده هو الذي يسيّر أموره في خلقه.. هناك "مسلمون" تعرّضوا إلى كوارث مختلفة أيضا، يكفي ما يحدث من اقتتال فيما بينهم وخاصة العرب"المسلمون".. أمّا أن تقف ضدّ الصين وتبرّر لفرنسا وغيرها فهذا هو الفكر الذي ضيّع الأمّة..

  • عمر

    لنكن صرحاء يا عميروش لا يوجد جزائري يؤيد ما يحصل لاخوانه الايغور فلابد ان تكون صيني متخفي باسم عميروش و نحب ان تعلم ان حبل الكذب و التدليس قصير و ما يرتكب من جرائم بحق الايغور يعرفه العالم كله و الادعاءات الكاذبه لن تغير الحقيقه . انصحك و حكومتك بترك الايغور يمارسون شعائر دينهم بحريه وعليكم بتعلم درس غضب الله عليكم من كورونا الذي حولكم الى سجناء ترتجفون من الاصابه و حتى النزول للشارع اصبح ممنوع عليكم تماما كما فعلتم بالايغور ولا نتكلم عن شلل الاقتصاد و المواصلات و غلق المدارس و المصانع و حتى رئيسكم اختفى عن الانظار اللهم اننا شامتون بكم

  • جمال

    رد على عميروش الصيني يا فلان فرنسا دفعت الثمن و اروبا في الحرب العالمية الأولى و الثانية مات أكثر من 120مليون و انت تدلس على الناس

  • Algerian Man

    الرئيس الصيني يزور احد المساجد بالايغور ويخلع نعليه قبل ان يدخل اليه ويلتقي المسلمين فيه وكلهم صينيون تظهر على وجوههم البشاشة والتثمين لما قام به رئيس بلادهم ولم يمتعض احد والفيديو موجود على يوتوب عبارة عن صفعة للمتطاولين اما سياسة الصين مع المتطرفين فلا تختلف عن سياسة الدول العربية والاسلامية مع نفس الظاهرة الدينية الدخيلة

  • عميروش

    ما يستغربه الإنسان هي شماتة الكثيرين في الصين وكأنّها العدوة الوحيدة ل"المسلمين". تجد هذا يقول أنّ هذا عقاب الله للصين لأنّها تنكّل بالإيغور.. والآخر يقول أنّ الصينيون ملحدون وهذا جزاؤه... إلى غير ذلك من الترّاهات.. ألم تقتل فرنسا أكثر من 05 ملايين جزائري مسلم أثناء الإحتلال ومع ذلك لم يحدث لها أي شيء.. ونفس الشيء بالنّسبة لبريطانيا في مستعمراتها ( في الباكستان وأفغانستان ومصر وإيران..وو) ولو كنّا فعلا مسلمون لنصرنا الله على أعدائنا... استيقضي يا أمّة "اقرأ"..كفى غباوة..

  • عبد المجيد

    فيروس كورونا غضب و عذاب إلهي للذين يمنعون الناس حتى الصلاة والصيام أي الكفر البواح
    فليتعظ المسؤولون الصينيون مما أصيبوا به
    أما مسلمو الايغور فمهما يفعل بهم لإدخالهم البوذية ستبوء بالفشل لأن الإيمان في قلوب هؤلاء و سيبقى حتى وإن يعلنوا لهم الولاء مكرهين (حادثة عمار بن ياسر رضي الله عنه)