-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تفسير واحد لحال العرب

تفسير واحد لحال العرب

التفسير الطائفي للعلاقات العربيةـ العربية غير صحيح، لأن دول الخليج السُّنية مثلا لا تعادي فقط إيران الشيعية بل تعادي قطر السُّنية أيضا، ولا تقف في وجه حزب الله الشيعي فقط وتُصنِّفه ضمن الجماعات الإرهابية، بل تقف في وجه الإخوان المسلمين السُّنة وتصفهم بالجماعة الإرهابية أيضا.
والتفسير القومي لهذه العلاقات غير صحيح أيضا لأنه لم تعُد هناك من دولة عربية تربط علاقتها مع دولة عربية أخرى من منطلق الانتماء إلى الأمة الواحدة؛ فسورية اليوم، لم تعُد جزءا من العروبة لأن بها نظاما سياسيا تحالف مع الروس ضد الأمريكان، أما أمريكا فقد أصبحت “خادمة” للعروبة لأنها تهاجم سورية المارقة عن العرب من جهة، وتُقدِّم السلاح والعون للتحالف العربي لتأديب ذلك الجزء من اليمن الرافض لتقديم الولاء للعرب. أما الكيان الإسرائيلي المغتصِب لأرض العرب فقد أصبح الودُّ إليه موصولا على طبق من ذهب، مقابل ذلك الجزء من الفلسطينيين المقاوم في غزة الذي أصبح الحقد إليه مرسولا حتى وإن نادى: “انصرونا يا عرب”..
والتفسير الاقتصادي لهذه العلاقات غير صحيح أيضا، لأنه لا علاقة اقتصادية بين البلدان العربية، فكلٌّ مرتبط بالسّيد الذي يحميه، إن كان أمريكيا أو فرنسيا أو بريطانيا أو روسيا أو غيره، يغدق عليه بالأموال، ويُمكِّنه من الثروات، ويزيد على ذلك فلا يبيع ولا يشتري إلا من عنده، بل ويقاطع ويُحاصر ويغلق الحدود بينه وبين أخيه “العربي” إرضاء له وتطبيقا لتعليماته حتى لا تكون هناك سوقٌ عربية مشتركة ولا حتى خليجية أو مغاربية من شأنها أن تنقص قليلا من هيمنة غير العربي المطلقة على الأسواق العربية ولو جاء من الصين.
ومهما حاولتَ أن تجد تفسيرا لطبيعة العلاقات فلن يستقيم لك الأمر، لأن المسألة مرتبطة أولا وأخيرا بنوعية قيادات ونوعية نخبة مازالت تعيش الاستعمار والإذلال بداخلها، لأنها لم تكن أبدا منبثقة من رحم شعوبها ولا مُعبِّرة عنها من خلال شرعية سياسية حقيقية قائمة على حرية الاختيار وعلى مبدإ احترام إرادة الشعوب.
ولن يستقيم أي تحليل لهذه العلاقات في المستقبل، إذا لم يُنظَر إليها من زاوية شرعية أنظمة الحكم. مَن يَحكم مَن ومَن يُمثِّل مَن وكيف؟ ما دامت هذه الشرعية غير مُتوفرة، فإنه لا قمة رؤساء تنفع، ولا قرارات وزراء ستُطبق، ولا سياسات حقيقية ستبرز إلى الوجود. ستبقى العلاقات العربية ـ العربية تحكمها النوازع الشخصية، والحسابات الضيقة، وتأثير المصالح الأجنبية.. وستبقى كل محاولات تفسير حقيقة ما يجري مجرد تبرير لمواقف هذه الجهة أو تلك، هذه المجموعة أو تلك، هذا “الزعيم” أو ذاك. ولن يتمكن أي محلل من فهم ما يحدث لأنه سيتعامل مع “قادة” تحكمهم النزوات والأهواء والولاءات الضيّقة، لا المؤسسات.. اليوم هم معك وغدا هم عليك.. اليوم يبيعون القدس وغدا يتراجعون، اليوم يساعدونك، وغدا يعادونك، اليوم أنت منهم وغدا هي الحرب عليك… أليست هذه هي حالنا؟ كيف نأتمن هؤلاء؟ كيف نأمل الخير فيهم؟ وكيف نُبقي مصيرنا بين أيديهم؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • حسام

    الأخ سليم شكرا جزيلا على هدا المجهود ولا أوافق تحليلك حول الطائفية لأن المشكل الأساسي لهدا وللأمة الأسلامية والعربية خاصة هي في آل سعود المتصهينين وقد خرجوا اليها "طاي طاي"كما يقول المثل واضرب رأسك على الحائط، ومعهم آل ثان، وآل نهيانفي الأمارات وفي البحرين، هده مصيبتنا هؤلاء القوم سبب البلاوي ولا يتركون هده الأمة أن تلتحم ،وأنظر مادا يفعلون جهار نهار بالمال الدي جمعوه من مسلمي العالم ؟ادا أرادت هده الأمة أن يكون لها شأن وتلتئم عليها بعزل ونبد هدا الثلاثي الخطير عليهم؟

  • Bob

    La relation entre les peuples du proche et moyen orient est indéracinable souvent perturbés et tenues par les intérêts d'un groupe ethnique ou une secte religieuse qui présente la pluralité et la mosaïque culturelle .. Mais la finalité et la complémentarité de l'histoire et la fécondité des philosophies du développement des idéaux et l'affinité de découverte d'autre cieux de compréhension et d'aptitude scientifique en plus de la capacité de résistance envers les idéologies étranges .. Tout va à la contradiction mais tout sert à la résolution Entre arabe-arabe..arabo-musulman

  • o

    En réponse à quelqu'un, je dirais que c'est le même avenir de ceux qui veulent faire ressusciter et développer notre cher langage de nos chers aïeux. Une phrase interrogative se termine par un point d'interrogation

  • علي دنا

    ان العجلات التي يمشي بها هؤلاء و يلمعون صورهم لديمومة كراسيهم هي الاعلام المأجور والاعلام التابع ،ولأن الاعلام هو فعلا سلطة كما في الغرب فان الاعلام العربي قام ولازال يقوم بسلطة التنويم لأمتنا بما فيه الاعلام الغربي الناطق بالعربية و ان كان الاخير يقوم بدوره فلا يلام كسابقه. والمثل السوداني يقول: ( دود الخل منه)

  • hocheimalhachemi

    جانبت الحقيقة في أول مقالك جملة وتفصيلا .. وأصبت بعض الشيء في آخر المقال للتعميم المبالغ فيه ما أجمل الصراحة التي تكون صادقة ان لم تنفع لاتضر المصالح العامة للأمة المنهوكة أخلاقيا واجتماعيا وعقائديا لغياب الفعالية االتي توحد ولا تفرق ..؟! لغياب الصدق والأمانة التي وكلت الى غير أهلها ؟! أصحاب المصالح الضيقة ووالجهوية الطائفية المغفلة

  • hamid

    quel est l'avenir des ARABES d'AFRIQUE DU NORD
    et leur langue