تقرت تنافس المدن الساحلية ببحيرة “المقارين”

رغم أن الشريط الساحلي للجزائر الممتد على مسافة 1200 كلم عبر 14 ولاية ساحلية بالشمال فقط، إلاّ أن بحيرة لالة فاطمة بمنطقة المقارين بتقرت أصبحت خلال السنوات الماضية أشبه بالولايات الساحلية من حيث الإقبال القياسي للزوار على ضفافها ليلا والسباحة مساء.

تشهد بلدية المقارين بالولاية المنتدبة تقرت مع حلول كل أمسية في فصل الصيّف اختناقا مروريا لا تشهده هذه الدائرة الهادئة إلا خلال شهري جويلية وأوت، وهو موعد الافتتاح الرسمي لمهرجان بحيرة المقارين الذي ترعاه السلطات المحلية والولائية، حيث حوّل سكان المقارين هذه البحيرة إلى منطقة سياحية بامتياز تتوفر على جميع الخدمات وظروف الراحة.

ورصدت “الشروق” خلال استطلاعها الأجواء على ضفاف البحيرة توافد قياسيا للزوار من المدن المجاورة كجامعة، المغير، الوادي، والحجيرة عبر الحافلات والرحلات بالإضافة إلى سكان البلديات والقرى القريبة كغمرة، سيدي سليمان، تقرت، تماسين، بلدة عمر، الطيبات، تبسبست، النزلة، الزاوية العابدية، يصطفون أمام ضفاف البحيرة ويستنشقون نسماتها المنعشة بعيدا عن لهيب حرارة الطقس التي تميّز ولايات الجنوب في هذه الفترة، كما زادت واحات النخيل التي تحيط بالبحيرة والأضواء الكاشفة جمالا وبهاء على هذه البحيرة التي تشهد حركية كبيرة إلى غاية الساعات الأولى من الفجر.

ووفرت السلطات الولائية كل ظروف الراحة والأمن من خلال الحضور الأمني لأعوان الشرطة، وكذا الحماية المدنية، خاصة أن الكثير من أبناء المنطقة يفضلون السباحة رغم الخطورة والتجوال داخل البحيرة عن طريق القوارب الصغيرة، كما تسهم وتتطوع الكشافة الإسلامية والجمعيات الفاعلة من بينها جمعية الصم والبكم في استقبال وإرشاد الزائرين ومرافقتهم وحراسة مركباتهم بالمواقف، التي خصّصت لركن السيارات والحافلات والدراجات النارية.

وتتوفر البحيرة على خدمات متنوعة كشحن أرصدة الهاتف وبيع ألعاب الأطفال والصناعات التقليدية والأواني الفخارية والتمور، كما تنتشر طاولات بيع المأكولات الخفيفة والتقليدية كالشواء والمحاجب والبيتزا والشاي والمشروبات والحلويات المتنوعة. هذا، وأسهم في الإقبال المعتبر للزوار ونجاح هذا المهرجان، حفاوة الاستقبال والترحاب وحسن المعاملة من طرف سكان منطقة المقارين الذين يتميّزون بالطيبة وروح المبادرة التي تخدم منطقتهم.