تقرير أسود عن احتجاز “الحراقة” الجزائريين بأوروبا

“لا ينتهي شريط معاناة المهاجرين المغاربة مع بلوغهم أوروبا، بل يمتدّ إلى ما بعد ذلك”.. هذا ما جاء في تقرير أوروبي أعدّتهُ مؤسسة “المهاجرين اليسوعيين” حول وضع مراكز احتجاز المهاجرين، التي وصفتها بـ”فضاءات تنتهك فيها حقوقهم، وأماكن لا تليق بالحياة، تنتهكُ قوانين المراكز نفسها ولا تأخذ في الاعتبار حالات ضعف”، وفق تعبير التّقرير.

ووفقاً للتقرير الذي نشرت تفاصيله وكالة “أوروبا بريس”، فإنّ “ثلثي الأشخاص المُعتقلين خلال العام الماضي في مراكز احتجاز المهاجرين (CIE) كانوا جزائريين ومغاربة، وصلوا بطريقة غير قانونية إلى اسبانيا، وتعمل السلطات بعد ذلك بإرجاعهم إلى بلدهم الأصلي وفق ما تفرضه الاتفاقيات المبرمة في هذا الجانب”.

وتؤكّد مؤسسة “المهاجرين اليسوعيين”، التي تعملُ من أجل الدفاع عن حقوق المهاجرين وإدماجهم، أن عدد طالبي اللجوء في مراكز احتجاز المهاجرين مستمر وماضٍ في الارتفاع، حيثُ وصلَ عددهم إلى 1776 حالة سنة 2018، بينما لم يكن يتجاوز هذا العدد 1138 خلال السنوات الماضية، غالبيتهم من الجزائر والمغرب.

وتضم هذه المراكز حوالي 7855 مهاجراً قدموا خصوصاً من المغرب عبر المتوسطـ، 7676 منهم رجال و179 من النساء. وخلال هذا العام، سجلت إسبانيا لوحدها أعدادًا قياسية من الوافدين غير النظاميين، حيث وصل إلى التراب الاسباني حوالي 65 ألف مهاجرا سريا.

ووفقا للتقرير ذاته، فقد جاء هؤلاء المهاجرون المحتجزون في مراكز الإيقاف من 90 دولة مختلفة، بينما بلغ عدد المحتجزين الجزائريين 2511 بنسبة 31.99 بالمئة، أما المغاربة فحوالي 2801 نزيل (35.66٪).

ويستند معدّو هذا التقرير على ملاحظات دبّجوها أثناء زيارتهم لمنشآت تابعة لهذه المراكز خاصة المنتشرة في إسبانيا (مدريد، برشلونة، فالنسيا، الجزيرة الخضراء وتاريفا)، وأيضا على بيانات وزارة الداخلية. بينما طالبت خلاصات التقرير بضرورة إغلاق هذه المراكز وضمان حقوق المهاجرين الذين يفرون من الفقر والمشاكل الاجتماعية الصعبة والحروب الأهلية.

وأشار التقرير الحقوقي إلى أن 89 قاصرا تم احتجازهم في مراكز احتجاز المهاجرين السريين، لأنه لم يتم الكشف عن كونهم قاصرين، مقارنة بـ48 عام 2017، قبل أن يشدد على أن هؤلاء تعرّضوا لمضايقات من قبل الشّرطة، مسجلاً احتمال تعرض البعض إلى التحرّش والتهديد بالطّرد من مراكز الإيواء.
ع.س