-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مكتب الرابطة لولاية الشلف يتهم مافيا الفحم بالوقوف وراءها

تقرير حقوقي يطالب السلطات بفتح تحقيق جاد حول حرائق الغابات

إبراهيم جزار
  • 622
  • 2
تقرير حقوقي يطالب السلطات بفتح تحقيق جاد حول حرائق الغابات
ح.م

أفاد بيان صادر عن المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان للشلف، عن تسجيله عدة ملاحظات تشوب أسباب حدوث حرائق الغابات مؤخرا، حيث تعتبر الرابطة مسلسل الحرائق منتظم وممنهج، وتشكك في وجود جهات معينة تقف وراءه وتسعى لارتكاب جرائم في حق البيئة والطبيعة، من خلال تجفيف الفضاء الأخضر الذي يمثل رئة المنطقة ومتنفسها.

وقال البيان التي تحوز ” الشروق” على نسخة منه، أن عدة ولايات مؤخرا كانت قد شهدت حرائق استهدفت غابات، محميات طبيعية، أدغال، وحتى محاصيل زراعية، وتسببت في إتلاف مئات الهكتارات، ناهيك عن تعرض أصناف من الحيوانات البرية بسببها للإبادة، وكذلك حدث مع خلايا نحل ومداجن، فيما يقابل ذلك ـ حسب ذات البيان ـ غياب إستراتيجية وطنية تقوم على إمكانات ومعدات حديثة يمكنها الحد من هذه الكوارث الايكولوجية، وهو ما بات يهدد الثروة الغابية الوطنية وكذا الحيوانية، ويجرّها نحو الزوال التدريجي، وبالتالي فهو يؤثر على المناخ الذي سيتغير إلى مستوى أكثر حدة، يجعلنا نعيش ارتفاعا قياسيا في درجات الحرارة، كما سيجعل الشمال عرضة لظاهرة التصحر، دون نسيان الخطر الذي يحدق بسلامة السكان وصحتهم وممتلكاتهم، خاصة القاطنين بمحاذاة المناطق الغابية، إلى جانب المعاناة مع الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وشبكات الاتصال الهاتفي.

ويضيف البيان أنه قد طفت فرضية الحرائق المفتعلة إلى السطح بشكل كبير هذا العام، بعد تعدد نشوب الحرائق بشكل يثير الشك والاستفهام، كمشاهدة ألسنة النيران المشتعلة بشكل مستقيمات متوازية في غابة واحدة، ونشوبها في الأدغال وغابات الصنوبر والبلـوط، بدافــع استغلالها في صناعة الخشب وبيع الفحم، وحتى من أجل تحويلها إلى عقارات للسكن والفلاحة مستقبلا، في مشهد يعزز فرضية الافتعال والتعمد، كما تداول المواطنون صورا وفيديوهات عبر وسائط التواصل الاجتماعي تظهر وجود مواد سريعة الالتهاب وسط الغابات، وأخرى توثق كيفية اشتعالها بفعل بشري.

ويردف البيان شارحا حادثة الأسبوع الأخير من شهر جويلية الفارط، والتي كانت الأعنف، حيث شهد حرائق غير مسبوقة ـ حسب مصادر من مصالح الحماية المدنية ـ، واستهدفت ولايات: الشلف، تيزي وزو، عين الدفلى، بجاية، تيبازة، عنابة، البليدة، البويرة وتبسة، وتؤكد الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عبر مكتبها بولاية الشلف في هذا السياق بالتحديد، أن الموجة الحالية من الحرائق ستكون لها تبعات ايكولوجية سلبية، وأنها صارت عمليات ممنهجة لمافيا الغابات للقضاء على الثروة الغابية من أجل مآرب ومقاصد قاصرة لا تهتم للنتائج والمخلّفات، واستعرضت ما عاشته الشلف قبل أيام من حرائق مهولة، خلّفت إتلاف عشرات الهكتارات من الغابات في كل من بلديات بني حواء، أبو الحسن، وادي قوسين، الزبوجة، سيدي عكاشة، تنس وتلعصة، حيث حوّلت ألسنة النيران مساحات كبيرة من غابة القلعة بأبي الحسن إلى خراب ورماد، تسبب في تصاعد دخان كثيف، صاحبه ارتفاع في درجة الحرارة، ما أثر سلبا على المصابين بأمراض تنفسية. وفي مدينة بني حواء الساحلية، فإن الحرائق أجهزت على شطر واسع من الغابات امتدت لمناطق ألما إعمرن، بوحيجب، أزويغ وأيرواو، وصولا إلى جبال بيسة، كما كانت النيران على مقربة من بعض المجمعات السكنية بوادي قوسين، ما تطلب تدخل مصالح الحماية المدنية والإطفاء وكذا مصالح الغابات، الذين واجهوا صعوبة بالغة في عملية السيطرة على الحرائق، فيما تم إسعاف بعض حالات الاختناق بسبب الدخان الكثيف، وتحويلهم إلى عيادة بني حواء، خاصة فئة النساء الحوامل والمصابين بالربو.
وفي تلعصة بالشمال الغربي لولاية الشلف، فإن تدخل مصالح الحماية المدنية والغابات ساهم في السيطرة على النيران بغابة تاغية، التي كاد انتشارها أن يتسع إلى حريق مهول يصعب إخماده، وشهدت بلديات سيدي عكاشة، تنس، مصدق وسيدي عبد الرحمان حرائق متفرقة، منها ما خمدت تلقائيا، ومنها ما كانت نتيجة تضافر جهود الحماية المدنية والمواطنين.

وجدد مكتب الرابطة بالشلف دعوته إلى ضرورة تدخل وزارة الداخلية، مديرية الغابات ووزارة البيئة، وفتح تحقيق معمق حول هذه الحوادث المفتعلة في معظمها، والتي تنذر بكارثة إيكولوجية تؤثر حتما على المناخ ونظام الحياة في الجزائر، كما طالب بوجوب سن قوانين صارمة لردع كل من تثبت صلته بجرائم حرق الغابات، واعتبر البيان أيضا أنه صار لزاما تشكيل خلية أزمة وتطبيق إستراتيجية وطنية جادة لمكافحة الحرائق وحماية الغابات، من خلال مراقبة وجود حواجز تفصل الغابات الشاسعة للحد من انتشار النيران وضمان عدم استغلال تلك الفواصل من قبل الانتهازيين، وهو الأمر الذي تضمنه محافظة الغابات، ولعل المؤسف والمخزي أمام ظاهرة الحرائق، هو افتقار الدولة الجزائرية رغم غناها، للمعدات التكنولوجية الحديثة التي تستخدم في إطفاء الحرائق كالطائرات.
من جهة أخرى، فإن الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تدعو المواطن الجزائري عبر منبر صوت الشعب ـ جريدة “الشروق” ، إلى التحلي بالحس الوطني الإيجابي، من خلال تبليغ مصالح الأمن أو الغابات عن أي عمل أو سلوك يشكل ضررا بالثروة الغابية، خاصة أمام تزايد نشاط مافيا العقار الغابي وتجار الفحم مؤخرا، لأن مستقبل نظامنا الوطني البيئي على المحك، وسلامة ذلك مرهونة بتضافر جهود الدولة والمواطن على حد سواء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • مرموري امين-قسنطينة تحت الحريق

    سي العربي من تيموشنات:بارك الله فيك على هذه الصرخة المدوية،لكن من يسمعك او يسمع بك،اننا في بلد الطرشان بلد الساكتين عن الحق،بلد قزموه بقدر قزميتهم.اللهم احمي الجزائر من كل الافات المرئية والمستترة.عيدكم مبارك سعيد،هلل هلال العيد على الاسلام سعيد.اللهم علينا الهلال بالخير واليمن والبركات-----------------امين يا رب العالمين.

  • تمونية العربي-تيموشنت

    انها الحرب على الجزائر وسياسة الارض المحروقة التي كان يمارسها الاستعمار الفرنسي.انه الطمع مفسد الطبع والكذاب يغلب الطماع والصامط يغلب لقبيح.انها حرب مدوية على بلادنا.انها سياسة الالهاء وفولي طياب ومسوس ومالح.انها حرب على البيئة،نكاد نحترق في بيوتنا وتحت ظلال الاشجار المتفحمة.انها الهمجية التي ما بعدها همجية.انها المادية المتعفنة والبهيمية والبوهيمية التي ضربت سلوكنا.انه الانتقام من صراح الاجنحة المنكسرة والطائرة. كيف نستعيد جمال مدننا وقرانا ومشاتينا وبوادينا. اين انت ايتها الجبال الشامخات الشاهقات التي كنت ملاذا للمجاهدين الاحرار الذين حرروا البلاد وذهبوا في صمت.لك الله يا جزائر.لك الله.