تلاميذ يبيعون “الكمامات” و”السوائل المطهرة” بالأسواق

مع اقتراب افتتاح الموسم الدراسي بكل أطواره، ومع اشتداد الأزمة على العديد من العائلات، ظهر في الأسبوع الأخير، المئات من الأطفال أمام أبواب المراكز التجارية الكبرى وأيضا أمام أسواق الخضر والفواكه وهم يبيعون الآلاف من الكمامات بأسعار لا تزيد عن 30 دج للكمامة الواحدة، ففي أسواق رتاج مول بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، يتواجد العشرات من تلاميذ المتوسط والثانوي، الذي يقفون أمام كل مداخل هذه الأسواق سواء القديمة منها أو الحديثة وهم ينادون بأعلى صوتهم عارضين الكمامات بأنواع مختلفة على زبائن هذه الأسواق، ويقول أحد الباعة وهو تلميذ في السنة الأولى ثانوي للشروق بأن صيدليات كثيرة أصيبت سلعتها بالكساد بعد أن اقتنت عشرات الآلاف من الكمامات في زمن تفشي كورونا، وبعد تراجع الوباء وعدم التزام المواطنين بارتداء الكمامة، عرضوا على هؤلاء الأطفال سلعتهم، بمقابل دون سعر الشراء حيث نزل سعر الكمامة في هذه الأسواق إلى حدود 20 دج للوحدة.

وقال آخرون إن من العادة أن يقوم التلاميذ عندما يقترب الموعد الدراسي بالمتاجرة في الذرى المشوية أو التين الشوكي، ولكن تأخر انطلاق الموسم الدراسي هذه المرة إلى منتصف الخريف جعل الموعد لا يتزامن مع موسم الذرى، ولا التين الشوكي الذي لم يعد موجودا منذ بداية شهر أكتوبر. ويتم بيع الكمامات من دون أدنى وقاية حيث يحملها الطفل البائع بكفيه، ومن دون تغليف ويجد الكثير من الزبائن الذين يحضرون للموسم الدراسي بشرائها، بعد أن تحوّل ارتداء الكمامة إجباريا بالنسبة لتلاميذ المتوسط والثانوي. وفي المقابل، أكد الصيادلة الذين اتصلت بهم “الشروق” بأن سوق الكمامات كاسد منذ بداية شهر أوت خاصة في فترة افتتاح الشواطئ، وبعد أن كانت كل صيدلية تبيع بمعدل لا يقل عن ألفي وحدة يوميا انهار البيع نهائيا، وأحيانا تمضي بعض الصيدليات عدة أيام من دون أن تبيع كمامة واحدة، أما عن المعقمات فنصح الصيادلة بعدم شرائها من الشوارع وشكّكوا في ما هو موجود أصلا، وكما اعترفوا بأنهم قدموا الكمامات للتلاميذ الباعة بكميات كبيرة، نفوا تقديمهم المعقمات للأطفال.
ب.ع