-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مريضات ينتقدن إهمالهن ويصرّحن

تم تشخيص السرطان فأين المرافقة؟

كريمة خلاص
  • 1511
  • 2
تم تشخيص السرطان فأين المرافقة؟
ح.م

سرطان الثدي الذي روّضته جزائريات تحدين الصعاب وامتلكن الشجاعة لمواصلة حياتهن لم تصمد أمامه أخريات، حيث يودي سنويا بحياة أكثر من 3500 امرأة فيما لا تزال الإصابات تتزايد لتناهز 12 ألف إصابة، بحسب أرقام قدّمها مختصون في مجال معالجة الأورام.

ورغم نسبة الوعي العالية بأهمية التشخيص والكشف المبكر عن المرض وكذا الحملات والقوافل التحسيسية تنتقد غالبية المريضات وحتى الناشطون في المجتمع المدني غياب المرافقة للمريضة بعد اكتشاف المرض، فلا يكفي برأي هؤلاء أن تترك المرأة تواجه قدرها المحتوم في دوامة لا تعرف بدايتها من نهايتها.

عرف شهر أكتوبر منذ بدايته إنزالا جمعويا كبيرا شارك فيه مختصون وخبراء ومواطنون للتحسيس بأهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي الذي يحصد سنويا حياة الكثيرات، بعد أن بات يزحف على فتيات في عمر الزهور، حيث سجلت المصالح الطبية إصابات في سن 18 عاما.

صالونات ومعارض وحدائق تستقبل المرضى والمختصين

في حديقة الحامة، كما في رياض الفتح وفي قصر المعارض كما في الساحات العمومية وفي دور الثقافة كما في المراكز التجارية وغيرها من الفضاءات العمومية والخاصة التقى المرضى بالمختصين والأطباء واستمع الطرفان لانشغالاتهما وتلقت المريضات توجيهات ونصائح وتطمينات بضرورة التقدم للفحص والكشف والاستمرار في العلاج مهما كانت الصعوبات، من قبل فريق طبي متمرّس.

وأكد عدد من الأطباء المشاركين في تلك اللقاءات وحتى الجمعيات عن بروز نسبة وعي عالية في أوساط النساء الجزائريات اللواتي كسرن الطابوهات وأبدين اهتماما بالغا بصحتهن ومواصلة حياتهن رغم المرض.

وفي سياق ذي صلة أطلقت بعض الجمعيات قوافل نحو ولايات داخلية وعيادات متنقلة لفحص وتوعية اكبر عدد ممكن من الجزائريات.

سباقات نسوية للتحسيس بأهمية الوقاية من سرطان الثدي

في كل عام تنظم جمعيات وهيئات طبية سباقات نسوية رياضية للتحسيس بسرطان الثدي والوقاية منه، على اعتبار أنّ الرياضة تلعب دورا هاما في تجنيب الأشخاص الإصابة بالمرض.

ونظمت في هذا السياق جمعية نور الضحى والأمل سباقات في حديقة بن عكنون شارك فيها الطبيب إلى جانب المريض في أجواء رياضية ومعنويات عالية.

تعاقد مع مراكز خاصة لإجراء “الماموغرافي” والأشعة الأخرى

لجأ عدد من الجمعيات الناشطة في مجال رعاية مرضى السرطان إلى التعاقد مع بعض المراكز الصحية الخاصة في مجال اجراء الأشعة خاصة بالنسبة لمرضى سرطان الثدي وما تعلق بإجراء فحص “الماموغرافي” وكذا الرنين المغناطيسي “إيرام”، ومن ذلك ما بادرت إليه كل من جمعية الفجر والبدر، بالتعاون مع مراكز أشعة رائدة.

ويأتي ذلك تلبية للعجز والتأخر المسجل على مستوى تلبية طلبات كثير من المرضى في المؤسسات الصحية العمومية وغلاء الأسعار بالنسبة لهؤلاء المرضى في القطاع الخاص وعليه يسمح التعاقد بتسديد المريض لنصف المبلغ في إطار النشاطات الاجتماعية والمواطناتية لتلك المراكز.

وتكفلت جمعية الأمل خلال سنة 2018 بنحو 1500 مريض طبيا من خلال ضبط مواعيد التحاليل والمصورة الطبية “من خلال عقد يربطها بالعيادات الخاصة” بالإضافة إلى تزويدهم ببعض الأدوية التي تحتويها صيدلية الجمعية التي يمنحها المحسنون.

وبدورها أنشأت جمعية “دير الخير” صيدلية وضعتها في خدمة المرضى الذين يجدون صعوبة في الوصول الى بعض الادوية اما المفقودة أو المكلفة.

جمعيات تتبنى مبادرات لإنشاء ديار لإيواء المرضى

يعرف مرضى السرطان مشكلا في توفّر العلاج بعدد من الولايات الداخلية وهو ما يدفعهم إلى التنقل نحو عاصمة البلاد أو المدن الكبرى، غير أنّهم يصطدمون بمشكل عويص يتمثل في عدم توفر مراكز إيواء عمومية لهم ولذويهم في ظل محدودية إمكانياتهم المادية، خاصة مع المواعيد المتقاربة في رحلة العلاج.

وحرصا منها على تقليل هذه المعاناة بادرت بعض الجمعيات إلى إنشاء دور أو مراكز إيواء لمرضى المناطق الداخلية، أحدثها دار الإيواء التي أنشأتها جمعية البدر في بلكور بالعاصمة وفتحت أبوابها مع بداية الشهر الجاري وتضاف إلى دار أخرى للجمعية ذاتها بولاية البليدة.

بدورها جمعية نور الضحى تدعّمت بدار ثانية أضيفت للدار الأولى التي كانت تستقبل عديد المرضى، خاصة من الجنوب، بالإضافة إلى بعض المرضى الراغبين في إخفاء مرضهم عن محيطهم.

وقد استحسن كثير من المرضى وذووهم الأجواء العائلية التي توفرها لهم تلك المراكز والسهر على خدمتهم طبيا ومعنويا حيث تسمح الدردشات والمناقشات التي تكون بينهم بتحسين حالتهم النفسية.

نساء يتخبطن لوحدهن بعد تشخيص المرض والمرافقة باتت ضرورة..

أوضح ممثل جمعية الفجر الطبيب محب الدين أبو بكر أن جمعيته تقوم بمجهودات كبيرة في مجال التوعية والتحسيس بالسرطان وذلك عبر كافة مكاتبها الموجودة في 23 ولاية.

برنامج التوعية لشهر أكتوبر تضمن توزيع مطويات وتنظيم خيمة بحديقة الحامة والمركز التجاري “أرديس” لاستقبال المريضات والتحدث إليهن مع توفير فضاء بالقرب من المكان لإجراء الفحص في حينه من قبل طبيبات مختصات.

وأفاد المختص الذي يعمل في الميدان منذ أزيد من 20 عاما أنّ نظرة المجتمع لسرطان الثدي تغيّرت كثيرا نحو الأفضل وبات تقبل المرض والحديث عنه أمرا عاديا بعد أن كان من الطابوهات.

وبخصوص الصعوبات التي تجدها المريضات بعد التشخيص ركّز المختص على أهمية المرافقة، حيث يجد هؤلاء أنفسهن ضائعات تائهات وأضاف أنّ مريضات يتقدمن إليهم شاكيات من الظروف القاسية التي يعيشونها بعد الكشف عن المرض بخصوص وفرة العلاج والحصول على المواعيد وبعض الأدوية، ناهيك عن الألم النفسي الذي يكابدنه يوميا.

ودعا المختص إلى أهمية إشراك المراكز الصحية الجوارية في عملية المرافقة فلا يكفي أن نقدم للمريضة وصفة دواء ونتركها لوحدها تصارع المرض وأثاره.

واستطرد قائلا المرافقة التي تقوم بها الجمعية ونظراؤها لا تكفي للتكفل بكامل الحالات وهي تتم بشكل محتشم لذا وجب تسطير سياسة صحية في هذا المجال”.

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • merbouh mkam

    الملابس.....ماذا نلبس و ماذا نستعمل في كل لحظة و في كل مكان من الرأس إلى القدم......البلاستيك بل الرديء و مشتقاته بكل مكوناته الخطيرة (.شحناته الكهربائية و بوليميراته المعقدة)......بل هو مرمي و معلق في كل بقعة و تحت الشمس دون أن ننسى الإجهاد و التوتر الدائم في كل ما نفعله ...وفي كل لحظة.....بل حتى في نومنا....مع الكثير من قلة الحركة (الرياضة...) و الاسترخاء وضعف العلاقات الاجتماعية ال

    أدعوكم لاختيار يوم رمزي فيي كل مدينة وحي أو قرية أو دشرة من أجل تنظيف محيطنا من أحد مصادر هذا الداء القاتل مع إدماج الصغار و الشباب لانهم المستقبل و تحسيسهم بذلك.....................مشكورين

  • مربوح امحمد

    بمناسبة الشهرين (أكتوبر الوردي و شهر محاربة البلاستيك و ما شابهه) أستسمحكم بالرجوع الى أصل المشكلة و سببها.........
    التلوث على كل أشكاله و ضرورة معرفة العيش أو فن العيش كي نتفادى هذا النوع من الأمراض
    زمان كانت الحياة طبيعية نقية و بسيطة.....أما الآن فهي عفنة ملوثة و معقدة
    التغذية و الماء بل كل المشروبات.......هل يوجد في السوق أكل أو شرب خال من الكيماويات و المعادن القاتلة و المسرطنة (المنكهات - الملونات – المواد الحافظة -....) بل حتى الأواني و الآلات المنزلية...وبدون مقاييس تذكر