-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مع تزايد الإقبال عليها في الشهر الفضيل

توابل مغشوشة وممزوجة بملوّنات خطيرة تزاحم الأصلية في رمضان

سمير مخربش
  • 1412
  • 0
توابل مغشوشة وممزوجة بملوّنات خطيرة تزاحم الأصلية في رمضان
أرشيف

ارتبطت التوابل بشهر رمضان الكريم وهي دوما محل بحث لإثراء الأطباق الرمضانية، لكن بعض هذه التوابل تدخل الدائرة الحمراء التي يستفحل فيها الغش، فيغدو اقتناؤها محفوفا ببعض المخاطر سببها تحايل بعض الطفيليين الذين ينتشرون في الأسواق الشعبية ويبيعونها بثمن بخس يخفي وراءه سموما تحرق المعدة وتمزق الأمعاء.

التوابل والبهارات لها مكانتها في موائد الجزائريين في رمضان لما تضيفه من نكهات للشربات والأطباق، ولذلك تعرف أسواقها انتعاشا كبيرا هذه الأيام وقد اشتهرت بها عدة مناطق عبر الوطن كولاية سطيف والوادي وبسكرة، وتسوّق انطلاقا من هذه الولايات لتصل الى مختلف ولايات الوطن، وهي الجهات التي ينشط فيها تجار الجملة الذين يسوّقون التوابل المحلية والأجنبية، ودائرتهم تبدو سليمة وآمنة فيركزون على الجودة لتسويق منتجاتهم لكن في الجهة الأخرى وبالضبط في الأسواق الشعبية تجد التوابل المعروفة بغلائها تباع بأسعار زهيدة وهنا يكمن بيت الداء لأن هؤلاء المنافسين غير الشرعيين يلجأون إلى سبل أخرى لترويج التوابل المغشوشة والمسمومة التي تمزج فيها مواد أخرى خطيرة بهدف الاحتيال وتحقيق الربح السريع.

هذه الفئة من الباعة الطفيليين تظهر للعلن في هذه الفترة التي يزداد فيها الإقبال على التوابل، فيرافقها الاحتيال الذي يتغير لونه حسب ألوان التوابل، وهم يستعملون مواد سامة لا تصلح للاستهلاك البشري فتبدو في الظاهر بهارات للطهي لكن في الواقع هي مزيج لمواد البناء كما هو الحال مع الفلفل الأحمر الذي يصنع من مزيج به مادة الآجر التي يتم طحنها وتحويلها إلى حبيبات دقيقة يقوم محترفو الغش بجمع بقايا الآجر والقرميد من ورشات البناء وبعد طحنها تمزج بكمية من الفلفل الأحمر، ويقوم بعض المحتالين بمزجه بملوّنات تصنف مع مواد البناء وتستعمل لتلوين البلاط وأرضيات الأرصفة، بينما يقوم آخرون بمزج هذه المادة المطحونة بالسميد ويضاف إليها الملوّن وتعرض للتسويق.

وأما الفلفل الأسود فيمزج بنواة الزيتون التي يتم طحنها وتستغل للزيادة في كميات ووزن هذه المادة المصنفة من التوابل الغالية الثمن. كما تم اكتشاف مادة النشارة الخشبية في مختلف أنواع التوابل كالفلفل الأبيض وغيره من التوابل. بعض المحتالين يستهدفون مادة الزبيب التي تعرف إقبالا هي الأخرى في شهر رمضان فيتم التركيز على كميات كبيرة تجاوزت تاريخ صلاحيتها والتي تخلفت عن السنوات الماضية فتشترى بثمن بخس ويتم تغيير تاريخ إنتاجها وتضاف إليها مادة الزيت حتى يتغير لونها وتبدو جديدة في نظر الزبون.

وأما الزنجبيل المعروف بفوائده المتعددة وبقيمته التي تتجلى من خلال ذكر اسمه في القرآن الكريم فهو من التوابل الغالية الثمن التي لا تنزل عن 1200 دج للكيلوغرام، لكن في بعض الأسواق الشعبية تباع هذه المادة بثمن أقل بكثير، والأمر هنا يتعلق بزنجبيل مغشوش يمزج معه الفول المطحون وتضاف إليه ملوّنات خاصة فيبدو للزبون زنجبيلا عاديا بينما هو ملغم وفيه مواد أخرى.
حسب المختصين فإن التوابل من المواد الحساسة التي تتطلب عناية كبيرة في العرض والشحن والتخزين، فتلك التي تُعرض في الهواء الطلق تحت تأثير الغبار والأتربة كما هو حالها في الأسواق الشعبية تفقد قيمتها الحقيقية وقد تصبح خطيرة في هذا الوضع، فما بالك تلك التي تمزج بها مواد أخرى وملوّنات ممنوعة تشكل خطرا على صحة الإنسان.

وحسب الأطباء فإن هذه الملوّنات عندما تدخل جسم الإنسان تشكل جدارا على المعدة والأمعاء وتعطل امتصاص الأغذية وانتقالها إلى الدورة الدموية، وبالتالي فإن تلك الحركة البسيطة التي يقوم بها ذاك المحتال الذي يضيف الملوّنات إلى التوابل بإمكانها أن تدمر جسم الإنسان بكامله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!