توقيف أستاذ تكوين عن عمله منذ 2010 وتحويله إلى بطال معدم في بسكرة

تعد قصة أستاذ التكوين المهني الصالح شتيح من أولاد جلال ولاية بسكرة نموذجا عن التعسف والحقرة بأتمّ معنى الكلمة وهو يعتبر نفسه ضحية العشرية الماضية بعد أن تم توقيفه عن العمل تعسفا سنة 2010 من مركز التكوين المهني والتمهين كما قال بعد أن نجح في التخرج من معهد التكوين المهني بسطيف سنة 2009 وبعد أن اقتطع عن جدارة واستحقاق منصب عمل بعد نجاحه في مسابقة توظيف على أساس الشهادة وتنصيبه أستاذا في التكوين المهني بمركز التكوين بأولاد جلال سنة 2007 واستفادته من تربص بالخارج لمدة أسبوع بقرار من وزارة التكوين المهني سنة 2010 باعتباره صاحب التخصص الوحيد في زراعة الحبوب ببسكرة حينها، غير أن كل هذه الأمور لم تشفع لهذا الأستاذ الشاب الذي وجد نفسه بعد ثلاث سنوات من العمل أي من 15/12/2007 الى 01/10/2010 يتحوّل من أستاذ شاب طموح إلى بطال وربّ أسرة معدم ومنعدم، يبحث عمن ينصفه ويعيد له حقه الضائع منذ سنة 2010.

هذا الأستاذ الموقوف عن العمل لجأ إلى “الشروق اليومي” بدموعه وهمومه وملفه الورقي الثقيل، طارحا معاناته المستمرة منذ تسع سنوات عبر الجريدة لعلها تجد آذانا صاغية وقلوبا رحيمة لدى المسؤولين في وزارة التكوين أو الداخلية أو حتى رئاسة الدولة والحكومة من أجل فتح تحقيق في قصة هذا الشاب المسكين الذي أكد أنه ابن مجاهد ومن عائلة فقيرة لا تملك “المعريفة” ولا الوسائط حتى يسترجع حقه، لكنه في المقابل يملك حقا مشروعا مدعما بالوثائق، مؤكدا أنه بعد تخرجه من المعهد تقدم لمسابقة توظيف على اساس الشهادة ونجح بامتياز بعد أن واجه لجنة المناقشة باقتدار وتمكن في تخصصه. وبعد نجاحه تم تنصيبه في وظيفته كأستاذ مهني بمركز التكوين المهني طالب عبد الرحمان بأولاد جلال وعمل أستاذا لأكثر من سنتين ونصف تقريبا.

كما كان له الحظ في ان يتم اختياره من قبل وزارة التكوين المهني ليستفيد من تربص تكويني بالخارج وتحديدا ببلجيكا لمدة أسبوع سنة 2010 وبعد عودته مباشرة من بلجيكا تفاجأ بقرار توقيفه عن العمل بحجة أن لديه مشكلة في التواصل مع المتربصين في مركز التكوين بحجة مشكل في النطق. وهنا يتساءل الاستاذ شتيح كيف ان لديه مشكلا في التواصل، وقد مر على عدة لجان ناقشها شفهيا ونجح في كل المسابقات، وقد زاول تربصا في الخارج ونجح فيه ونال الشهادة وكيف يكون عنده مشكل في التواصل وقد اجتاز تكوينا مهنيا ونجح فيه باقتدار وسلمت له شهادة أستاذ في تخصص نادر جدا آنذاك اي سنة 2007.

وبما أن مبررات التوقيف كانت تعسفية وظالمة وغير منطقية فإن الأستاذ شتيح راسل وبعث بالشكوى تلو الشكوى لكل المسؤولين منذ سنة، لكن دون جدوى وحتى اللجوء إلى العدالة لم يكن في صالحه بسبب عجزه عن توفير حقوق التقاضي ومصاريف المحاميين، ولأن السيد شتيح شعر فعلا بالظلم والتعسف في حقه بعد أن كان بالإمكان على الأقل حسب رأيه تحويله من أستاذ إلى منصب إداري عوض فصله كلية عن العمل دون مراعاة عواقب هذا التوقيف عن العمل الذي حوّل حياته إلى جحيم وشرد أسرته المكونة من 8 أشخاص منهم 6 أطفال اصبح عاجزا عن توفير المعيشة الكريمة لهم زيادة إلى حالته النفسية المنهارة.

لذلك يناشد هذا الأستاذ الفقير البسيط المظلوم كل المسؤولين والسلطات للتحقيق في قضيته قصد إعادة حقه الذي ظل يبحث عنه منذ 2010 إلى اليوم دون جدوى. فهل من منقذ لصاحب أول تخصص في زراعة الحبوب ببسكرة بعد 9 سنوات من المعاناة وقبل فوات الأوان على الأقل.