-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تونس، نحن… والتلفزيون!

قادة بن عمار
  • 2454
  • 2
تونس، نحن… والتلفزيون!

في تونس، يشهد قطاع السمعي البصري منذ فترة، صراعا كبيرا وحادّا بين القنوات التلفزيونية، صراع هدفه استمالة الجمهور وربح المزيد من المُعلنين بتقديم المزيد من الإبداع والمهنية العالية والمنافسة المشروعة!
قناة مهمة مثل “الحوار التونسي” فقدت منذ أسابيع، أكبر شركة انتاج كانت تدعمها منذ التأسيس، وتقدّم من خلالها أفضل البرامج التلفزيونية وأكثرها جماهيرية على غرار “عندي ما نقلك”، و”لاباس” و”كلام الناس”..، باتت تواجه اليوم منافسة شرسة من قناة أخرى اسمها “التاسعة”، أقنعت معظم نجوم التلفزيون بالانضمام إليها لتقديم برامج جديدة وأخرى معروفة ومنتشرة مسبقا، لكن “الحوار التونسي” وصاحبها سامي الفهري لم تتوقف وتيأس وتتراجع، كما لم تعلن استسلامها، بل قامت بإنشاء شركة انتاج منافسة وبعثت السباق مرة أخرى للبحث عن وجوه تلفزيونية جديدة!!
حتى التلفزة التونسية العمومية، وسعيا منها للمنافسة، قررت الاستعانة بصحفيين كانوا وإلى وقت قريبا يعملون في قنوات أجنبية خارج البلاد أو بقنوات خاصة من أجل فسح المجال أمامهم لتقديم برامج مختلفة وابتكار أساليب جديدة من شأنها ابقاء التلفزيون التونسي العمومي على خط المواجهة وليس التقاعد المسبق مع هدر المال العام وطرد المشاهدين!
في تونس، يوافق رئيس الجمهورية على إجراء حوار تلفزيوني مطول، داخل مقر قناة خاصة، من دون عقدة، بل ومن دون اتفاق مسبق على الأسئلة، كما تشاهد على شاشات الأشقاء المتحدث باسم الحكومة وباسم الداخلية وحتى باسم الجيش، وغيرها من الأجهزة الأمنية الحساسة، الكلّ في تونس يُطلع الرأي العام على آخر المعلومات وأدق التفاصيل، ومن حق الصحفيين هناك أن يسألوا ويستفسروا ويبحثوا عن الحقيقة، من حقهم معرفة كل شيء من المصدر مباشرة وليس من راديو طروطوار أو الفايسبوك!
هذه هي تونس التي تعيش أزمة اقتصادية قاسية، ولدى شعبها الكثير من الهواجس السياسية حول المستقبل، لكنها تقاوم، وتبحث عن الأفضل، كما تستمد حكومتها الشرعية من الشعب ومن البرلمان الذي يعدّ ساحة حقيقية للديمقراطية، هذه تونس التي نتمنى لها كل الخير، فماذا عنّا في الجزائر، نحن الذين كنا روادا في بداية التسعينيات قبل أن نتراجع بسنوات، ولمن استعصى عليه الجواب، اقلبوا الصورة فقط وستكتشفون الحقيقة المرة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • وسيم

    لأن الشعب التونسي مثقف وواعي وتونس بلد العلم منذ القدم، بلد الزيتونة حتى رئيسنا السابق بومدين درس في تونس أيام الاستعمار، أما شعبنا فمازال أمي للأسف

  • جزائري

    بصراحة لا أرى أن القنوات التونسية أفضل من الجزائرية من حيث ارتقاؤها بالمواطن نحو الأفضل. في القنوات التونسية هرج ومرج وحشو وتكرار ممل لما تم سماع مثله مرارا وتكرارا.