-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تونس: حرب على الإخوان

تونس: حرب على الإخوان
ح.م

مسار علماني بدأه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة منذ قيام الجمهورية التونسية، متأثرا بنهج مؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك، تعزز في عهد الرئيس زين العابدين بن علي، مسار حرم دستوريا إقامة أحزاب ذات توجه ديني أو عرقي في مجتمع مدني منفتح على نظم سياسة حديثة .

قلبت أحداث 14 جانفي 2011 التي عرفت بـ”ثورة الياسمين”، النظام الدستوري رأسا على عقب دون تغيير محتواه العلماني “دولة مدنية” لا تسمح بإشراك حزب “إسلامي” في عملية سياسية أو إدارة شأن حكومي، أحداث فرضت استحقاق مجيء تنظيمات “إسلامية” كسرت طوق العزلة وفرضت وجودها في تشكيل حكومي وبرلماني في عهد سياسي جديد .

وكانت حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشي، تتصدر الحضور في المشهد السياسي الجديد، لكن بعنوان تنظيم حزبي مدني، حاله حال الأحزاب العلمانية التي جاءت بها “ثورة الياسمين” وشكلت كتلها في البرلمان التونسي المنتخب.

 لم يُعترف بالحركة كحزب سياسي في تونس إلا بعد مغادرة الرئيس زين العابدين بن علي البلاد على إثر اندلاع “ثورة الياسمين”حتى أضحت في الوقت الحاضر من بين أهم الأحزاب السياسية في تونس، ويقود زعيمها الهيئة التشريعية “البرلمان” في ظل صراع محتدم مع القوى التي تناوئه.

تفرعت حركة النهضة، وشكلت تآلفات برلمانية موالية لها، وتحالفت مع أحزاب يسارية وعلمانية، ساهمت في ترسيخ قواعد حضورها الفاعل في العملية السياسية التي تشهد صدامات بين القوى غير المتوافقة، وفي مقدمتها الحزب الدستوري الحر الذي يحمل إرث الفكر البورقيبي ساعيا لإحيائه وإعادة بناء قاعدته .

تصعيد سياسي تعيشه تونس، تتعالى وتائره بين حركة النهضة وحلفائها وغريمها الحزب الدستوري الحر بقيادة البرلمانية عبير موسي، كاد في مرحلة من مراحله الإطاحة برئاسة راشد الغنوشي من على منبر البرلمان التونسي .

اختار الحزب الدستوري الحر التصعيد في إطار يسمح به الدستور وفق أسسه القانونية، كأفضل طريق لإبعاد التنظيمات الإسلامية من إدارة العملية السياسية، ومع تشكيل الحكومة التي حظيت بمصادقة برلمانية قادت عبير موسي مسيرة حاشدة طافت شارع الحبيب بورقيبة سميت بـ”مسيرة الأحرار” ضد الإرهاب الذي يضرب استقرار تونس في مناسبات مختلفة، وألغت بعدها لقاء مبرمجا مع رئيس الوزراء هشام المشيشي، احتجاجا على استقباله “تآلف الكرامة” الموالي لحركة النهضة .

لا يفصل الحزب الدستوري الحر في الحرب السياسية التي يخوضها الآن بين حركة النهضة وتآلف الكرامة والعمليات الإرهابية التي تستهدف مرافق مدنية، فهو يضع “التحالف الإسلامي” في دائرة اتهامه بتأييد الإرهابيين ودعم ذوي العلاقة بشبكات التسفير وإحياء بور التوتر، متهما حكومة هشام المشيشي بأنها ليست جادة في فتح ملف الإرهاب ومعالجته بما يحفظ أمن تونس واستقرارها .

معارك أيديولوجية تشهدها تونس بين العلمانية والأصولية، لها قواعدها وأدواتها وأسلحتها، تتصاعد حدتها بقوة، يترقب المجتمع حسمها في إطار دستوري قانوني لا ينحرف نحو ممارسات إرهابية تخل بقواعد الأمن القومي وتضرب الاستقرار الاجتماعي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • ثانينه

    الي المسمي شاوي حر اظن ان العلمانيه هي فصل الدين عن الدوله والسياسه كما ان العلمانيه تحكمها قوانين الفصل بين السلطات والقانون لايستثني احد وهدا لم يحدث في الجزائر الحكم الدي حكم هده البلاد مند الاستقلال هو حكم البانديه يقررون ما يشاؤون ويعبثون بالارض وبالعباد فسادا

  • جلال

    عجبا الأتراك أنفسهم يصرحون بأن تركيا دولة علمانية ويأتي من يقول العكس ,أردوغان شخصية كاريزماتية, محب للزعامة كغيره من دول العالم الثالث, بدأ يشتت قواه وفي ذلك مقتله, لا مواطنون بدون حرية وقدرة على الاختيار والنقد والاعتراض,”في العالم الثالث يتم تقبل الديمقراطية لكن بعد أن يعملوا على إفراغها من مضمونها ومحتواها، والتعامل معها كإجراءات وشكليات، وكتقنية انتخابات تؤدي إلى السلطة والهيمنة عبر الكم. هكذا يتم رفض الأسس الفلسفية التي تقوم عليها: أي مركزية الإنسان، الليبرالية والحرية الفردية والمبادرة الحرة وحرية الفكر والتعددية والاختلاف، السلطة عقد بين حاكم ومحكوم هذا العقد هو العدل بين الجميع

  • شاوي حر

    من هم الذين كانو يحكموننا يا ثانينة
    اليسو العلمانيين الملحدين المفلسين الذين أفلسو البلاد ودمرو العباد مذا فعو ؟
    من هم الذين كانو يحكموننا ربما السلف الصالح ولمن ننتبه لاكن انجازاتهم تشهد على ذالك فكما يقول المثل (البعرة تدل على البعير) وتستشهد بنموج بورغيبة؟ عجبا ماذى ورث بورغيبة للتونسيين غير اتحاد الشغل الذي شغله الشاغل هو المناكفات السياسوية والعمالة لمحور الشر الذي يسعى بكل ماأتيا لاشعال النار في تونس والمنطقة بحجة محاربة الاخوان ان الميدان أمامكم فواجهوهم سياسيا لا دسائسيا فلكم في تركيا عبرة بعد ان كانت في يد العلمانية؟ فنضرو كيف أصبحت بفضل الاخوان انكم مفلسون ايها العلمانيون

  • بن المعلم الجزائر العاصمة

    وهل 60 سنة من حكم العلمانية في تونس حولها إلى دولة متقدمة فهي كانت في عهد بورقيبة وبن علي دولة متخلفة ضعيفة إقتصاديا بدون إنتاج علمي ولاثقافي يستحق التقدير أما مسار حقوق الإنسان كارثي حدثت في عهد العلمانيين جرائم في حق المعارضين من قتل وتعذيب ونفي يندى لها الجبين ،أما الإسلاميين بقيادة النهضة بعد الثزرو في حكومتهم تم التأسيس لحرية إعلام لانظير لها في العالم العربي مع حرية المشاركة السياسية للجميع دون إقصاء مع حرب ضد الفساد لامثيل لها ،الإسلاميون ليسوا ملائكة ولكنهم بالتأكيد أفضل واشرف وأكفأ بكثير من العلمانيين الفشلة العملاء للغرب ثقافة وسياسية

  • جزاءري

    عندما يكون المجتمع فاسدا لا يبارك الله في قيادته سواء كانت علمانية او تحمل صبغة دينية . اذا صلح المجتمع فلا بد ان تصلح امور كثيرة سواء كان الحكم علمانيا او متاسلما . هناك مجتمعات تحمل الصبغة الاسلامية لكنها فاسدة فلم تصلح تحت اي حكم كان . السعودية والعراق وسوريا وتونس ومصر وغيرهم فيها مجتمعات فاسدة . والله لن يصلح فيها اي حكم لان الحكم سيواجه فيادا مستشريا لا يمكن مقاومته لا بالعلمانية ولا بالاسلام . في تونس الجهر بالمعصية موضة ما بعد الثورة . سيعاني التوانسة جزاء جهرهم بالمعصية اللتي يتبارون الزهور بها وإن ينفعهم حمل اليافطة الاسلامية العبثية.

  • نحن هنا

    الإخوان حرب على أنفسهم لهم الاغلبية في البرلمان ولا أثر لهم في رسم سياسة البلد لأنهم يمسكون العصا من الوسط فالشعب يغتر بكلامهم فينتخبهم لكنه يصدم بخدلانهم له

  • جلال

    لا الصوفية ولا السلفية ولا الإخوانجية يخرجوننا مما نحن فيه, إن العبادات ليست موقفا إقتصاديا أو سياسيا ولا علاقة لهما بتناقضات المجتمع اليومية ,فالسلفية تريد إحضار عصر الصحابة والخلفاء الراشدين الى القرن العشرين وتفرضهم علينا ولو حصل ذلك لكان شأنهم كشأن أهل الكهف ولطلبوا الموت فلا يمكن أن يكون هناك إسلام بلا تاريخ والصوفية طلبوا الزهد في الدنيا وكأن الله خلق الدنيا عبثا وتنكروا لأمر الإستخلاف في الأرض فوصلنا الى ما وصلنا إليه من الهوان والذل وتداعت علينا الأمم لأننا لم نتدبر لا قرآن ولا سنة واعطيناهما تفسيرات ومفاهيم خاطئة منذ البداية. الإسلام له جذور ونحن جعلناها بلا ثمار

  • ثانينه

    لاسبيل الي الرقي الا بانتهاج العلمانيه في التسيير ..وهدا هو امتحان الله عز وجل لعباده في هجه الدنيا ..تونس بفضل سياسه بورقيبه خطت خطوه عملاقه في هدا المجال اما نحن في الجزائر تاخرنا عن هدا لاننا سنصل الي طرح نفس الاشكاليه لامحاله لانريد نمودج ايزان او افغانستان