-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ثلاثي كورونا ـ إدارة ـ مجتمع مدني.. ما العمل؟

ثلاثي كورونا ـ إدارة ـ مجتمع مدني.. ما العمل؟
شوتر ستوك
شكل فيروس كورونا المستجد في صورة توضيحية

لا أظنُّ أننا اليوم أمام خيار آخر غير التعاون جميعا لمواجهة هذا العدو الزاحف الذي يحمل عنوان “كورنا”.. وبعد الانتصار عليه بإذن الله، سيكون لِكل حادث حديث.

الولايات المتضرِّرة الأولى مثل البليدة والعاصمة، وجدت الكثير من الدعم من المجتمع المدني ومن الطواقم الطبية ومن الإدارة ماديا ومعنويا. ويمكن القول إنها استطاعت في حدود معينة التعامل مع الوباء بأقل الأضرار ومازالت. إلا أن انتشار الوباء في أكثر من ولاية داخلية، وطول مدته، زاد الأمر تعقيدا اليوم، كما في بسكرة وسطيف والأغواط والوادي وباتنة ووهران وتلمسان وتبسة بالخصوص، حتى بدا وكأن ثلاثي العقد: كورونا ـ إدارة ـ مجتمع مدني، قد انفرط، وتَحوَّل التكامل الذي بدا جليا في الأيام الأولى والتفهُّم لبعض التقصير، إلى تبادل للتهم، وثورة على الوضع الذي آلت إليه كثيرٌ من المستشفيات… وأثناء ذلك فارقنا عشراتُ الأحِبَّة من الأهل والأقارب، رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته.

لذلك، ينبغي اليوم أن نشدَّ على أيدي بعضنا البعض بالقدر الذي نستطيع وبأقلِّ أو بأكثر ما نملك. الأطباء والممرضون وعمال النظافة والإداريون وباقي عمال القطاع الصحي هم في آخر نَفسٍ بعد أكثر من 04 أشهر من المعاناة، ينبغي أن نشدَّ على أيديهم، لا أنْ نلومهم، لِيلوموا هم بدورهم الإدارة، وهي بدورها تلوم الناس على عدم احترام قواعد الحجر، ونترك مرضانا يتألمون ويموتون ببطء، بل علينا أن نُجمِّد كل ملاحظاتنا وأَحكامنا إلى حين، ونضع نَصْبَ أعيننا جميعا غاية واحدة هي كيف نُنقِذ مرضانا ونَمنَع انهيار المنظومة الصحية بكاملها علينا جميعا، ليزداد الوضع سوءا عما هو عليه.

علينا أن نُبادر كما فعل المجتمعُ المدني في أكثر من ولاية بالعمل في اتجاه تحسين الأوضاع دون انتظار إشارة السلطات، والأمثلة على ذلك كثيرة، ولا تكفي هذه المساحة لذكر كلِّ الجمعيات وكل الأفراد، ولاية بولاية، فأجرُهم عند الله كبير. أكتفي بذكر بعض أبنائنا في المهجر الذين لم يتردَّدوا في التضامن مع إخوانهم بكل ما يملكون، كجمعية “جزائريون متضامنون ضد كوفيد 19” في أوروبا التي أرسلت 1500 جهاز للتنفس إلى جمعية العلماء المسلمين لتوزيعها عبر ولايات الوطن، ومجموعة من أبناء مدينة سيدي عقبة المهاجرين الذين أرسلوا ما قيمته 10 آلاف أورو من الأجهزة إلى مدينتهم، فضلا عن شبكة “إيناس” للعلماء الجزائريين في أمريكا، وغيرها من المبادرات الفردية والجماعية التي رفض أصحابُها ذكر أسمائهم أو ما تبرَّعوا به، جميعها أكدت أننا في زمن حربٍ مع عدوٍّ مجهول، وفي زمن الحرب يتم تجميد الخلافات والاختلافات، وفي زمن الزحف ينبغي عدم التولِّي، وفي زمن الحرب ينبغي أن نكُفَّ عن التنابز بالكلام، وقبل هذا وذاك، أن يلتزم كل مِنَّا مَكانه، وهذا الواجب الأخير، وإن كان أضعف ما نقوم به، هو أهمّ ما نحتاجه اليوم، إلى حين تحقيق الانتصار المطلوب على هذا الوباء، وما ذلك على الله بعزيز.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ام الفاتح

    لو نزلت يا استاذي لتتاكد بام عينك ان العامةالذين لا يبالون بقرار الرييس او راي وزارة الصحة او حكم الشرع هم السبب في تفاقم الازمة باستهتارهم ولا مبالاتهم باقامتهم للحفلات والماتم والتدافع في الاسواق. لا يمكن اصلاح القمة والقاعدة فاسدة...هذه قناعتي عن تجارب ميدانية.

  • مراد

    انت محق استاذنا علينا بالحكمة و الصبر