-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في أول عمل روائي ليعقوب بن الصغير

“ثمازوزت” تغوص في أسرار الفضاء التقليدي للأوراس

صالح سعودي
  • 500
  • 0
“ثمازوزت” تغوص في أسرار الفضاء التقليدي للأوراس
ح.م

دشّن الباحث يعقوب بن الصغير عالم الإبداع من بوابة رواية “ثمازوزت” التي تخوض في دواليب أعماق الأوراس، من خلال معالجة وكشف أسرار تسود فضاء تقليديا مغلقا، تحكم فيه عوالم الحب والأرض والعرض والمكيدة، ويأتي هذا العمل الروائي بعد جهود في البحث الأكاديمي، بحكم اشتغاله أستاذا في قسم الإعلام بجامعة قسنطينة.
تغوص رواية “ثمازوزت” وعبر 224 صفحة في عمق الأوراس، وتجوب في الكثير من الأماكن والفضاءات التقليدية، كما تخرج إلى العاصمة، على اعتبار أن الأحداث تتسارع وتتعقد أكثر في شارع ميشلي المعروف بديدوش مراد حاليا، كما تصور مشاهدها وفصولها الستة أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، وتغوص بحسب قوله في خبايا الأوراس، بجباله الشامخة ودياره الحجرية وأشجاره الباسقة، مضيفا أنه في مسار الثورة التحريرية المظفرة ضد المستعمر الفرنسي الغاشم تولد وتتواتر الكثير من الأحداث والقصص في قرية “الشيخ محند”؛ القرية التي يعيش في كنفها أناس مضوا لكنهم معروفون إلى يومنا هذا، منهم العجوز زوينة وبوحا وعزوز ويمونة ومعمر وغيرهم، يعيشون في فضاء قروي تقليدي، على وقع قصة حب، قصة مكيدة، قصة أرض، قصة رموز… وقصص أخرى تطرحها هذه الرواية.
وفي توضيحه لبعض خبايا باكورة أعماله الروائية، قال يعقوب بن الصغير لـ”الشروق”: “أنا ابن مدينة بريكة التي أدين لها بكل شيء هو لي، أما العمل السردي “ثمازوزت” الذي كتبته عن الأوراس فلم يكن صدفة أو نزوة كتابية عابرة، فالكتابة عن حوز الأوراس مغامرة وتحد كبير، خصوصا وأنت الذي تعيش خارج كيانه ونفسه الطويل”، مضيفا أن العمل انطلق فيه وفق جملة من المبررات والتفاصيل الصغيرة التي أحاطت بتكوينه وتنشئته؛ بحكم أنه درس في جامعة باتنة، واحتك بأساتذة ومثقفين أوراسيين رسموا له حسب قوله صورة بهية عن المكان، مضيفا أن والدته بنت الأوراس منها أخذ حسب قوله ما لم يجده عند غيره.
وبخصوص الحكم على تجربته الإبداعية أو أعمال بقية المبدعين، فقد أكد يعقوب بن الصغير أن نجاح أي جنس أدبي لا يفرض بالضرورة الانطلاق من الواقع اليومي البسيط، بل هنالك حسب قوله معايير تحكم على نجاح العمل أو فشله، مثل طبيعة البناء الروائي والتموقع الجيد بين ذات الكاتب وذات الروائي، ومستويات التعقيد، وعناصر السرد وقوة التخييل وحركية الشخوص في المشاهد المبنية، إضافة إلى الحوار المنسج واللغة النصية وغيرها، وقال يعقوب بن الصغير لـ”الشروق”: “كثيرة هي الروايات التي لم تبرح أحداثها وتفاصيلها حدود الوطن؛ على وقع الأزقة الضيقة للعاصمة، الصحراء الشاسعة للوطن، البيوت القرميدية للقبائل، الحياة البائسة في المداشر والقرى بقيت راسخة في أذهاننا وأسرت قلوبنا، فيما هنالك الكثير من الروايات التي جابت بنا أحداثها تفاصيل المعيش في باريس وروما ولندن، لكن لم ترسخ في أذهاننا يوما، هذا إن لم نكن قد انسحبنا باكرا من قراءة باقي فصولها”.
ومعلوم أن ابن بريكة يعقوب بن الصغير يشتغل أستاذا محاضرا بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة قسنطينة 3، متحصل على درجة الدكتوراه في علوم الإعلام والاتصال، تخصص دراسات الإذاعة والتلفزيون من جامعة الجزائر 3. سبق أن اشتغل في مجال الصحافة المكتوبة والتلفزيون على حد السواء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!