-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جاء الماء نوض أتعمّر!

جمال لعلامي
  • 675
  • 3
جاء الماء نوض أتعمّر!
ح.م

يا عباد الله، أليس من الغرائب والعجائب والمصائب، أن ينقطع الماء الصالح للشرب فجأة ودون سابق إنذار، صبيحة عيد الأضحى، وعبر عديد الولايات، وفي نفس التوقيت تقريبا؟.. ثم أليس من العيب أن تبرّر “الجزائرية للمياه” ما لا يبرّر، وأكثر من ذلك، تحاول “مسح الموس” في انقطاع الكهرباء وارتفاع الحرارة؟.. ومن يتحمل المسؤولية في مثل هذه المهازل؟

رئيس دائرة القادرية والأخضرية، الذي تمّ إقالته بقرار من والي البويرة، نتيجة “أزمة العطش” التي ضربت المنطقة، هو مثال حيّ للاستهتار والتسيّب واللامبالاة، فهذا المسؤول كان منشغلا بالمشوي والمقلي، بينما كان مواطنو دائرته يحتجون ويفيضون غضبا ويقطعون الطريق السيّار، احتجاجا على الانقطاع الاستفزازي وغير المبرّر للماء!

المثير للاستغراب والشبهة، أن الماء كان متوفرا 24 ساعة على 24 ساعة، إلى أن انقطع صبيحة العيد، وهو ما يطرح برأي خبراء عديد علامات الاستفهام والتعجّب، حول هذا التزامن واختيار الوقت وعدد الولايات “المستهدفة”؟ بما أثار الاستياء -وهذا ردّ فعل طبيعي- عبر هذه المناطق التي حُرم سكانها من قطرة ماء في يوم استثنائي لا يجب أن يغيب فيه الماء من الحنفيات في أيّ ظرف من الظروف، اللهمّ إلاّ إذا تعلق الحال بأمر جلل!

ما حدث خلال العيد، وعودة أسطوانة “جاء الماء نوض أتعمّر”، يبقى غير أخلاقي و”فضيحة بجلاجل”، ويستحق من كان وراءها عقابا شديدا، لأنهم بفعلتهم -حتى وإن كان لأسباب تقنية- فإنهم أغضبوا المواطنين عبر عدة ولايات، في ظرف خاص تعيشه البلاد، بما يستلزم الكثير من الحذر والفطنة، لكن المتسبّبين في “عطش” آلاف أو ملايين الجزائريين، وتعذيبهم خلال العيد، تجاوزوا حدودهم واقترفوا خطيئة يتوجّب عليها الحساب والعقاب والمساءلة!

إن سوء التسيير وتسيير السوء، لم يعدا مسموحا بهما، ولعلّ الحراك الشعبي وما تمخض عنه من تغييرات ومحاسبة وملاحقة وعزل وسجن المتهمين بالفساد من “الحوت الكبير”، من المفروض أن يكون درسا للجميع، والمسؤولين في مقدمتهم وعلى رأسهم، لكن الظاهر، أن بعض المستهترين والمتلاعبين والمتسيّبين والمهملين وغير المبالين وجماعة “الجموفوتيست”، يرتكبون أخطاء جسيمة لا يمكن تصحيح أمراضها إلاّ بالكيّ!

فعلا، إن آلة الحساب المنصف، عليها أن تصل إلى الولاة ورؤساء الدوائر والأميار، ممّن لا يتعظون ولا يستفيدون من الدروس المتتالية، ولا من التجارب والخبرات والأزمات، والأكيد أن ما يراه البعض “أزمة عطش مفتعلة لأهداف مشبوهة”(..)، تبقى مؤشرا آخر على أن “الألغام” مازالت في بعض الزوايا من البيت، وهو ما يتطلب من المخلصين والخيّرين وكلّ المواطنين، المزيد من اليقظة لتفويت الفرصة على المتآمرين وأولئك الذين يصبّون البنزين على النار، ويشككون في كلّ شيء، ويرفضون جميع الحلول!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • الجزائرالعميقة

    ياللأسف كل هذا وذاك متعود علينا منذ الامد الاحياء الراقية التي يسكنها النبلاء يأتيهم الماء نهارا جهارا لاتعب ولا نصب بل يسخرون الماء لغسل سياراتهم وسقي شجيراتهم وتنظيف ساحتهم التي امام ابوابهم --بينما الاحياء الفقيرة المغلوبة عن امرها بالشكاوى والاعتصامات ورفع الدلاء - الدلو والقارورات - لكن لاحياة لمن تنادي وكأن المسؤولون يتشفون منهم وخاصة في ايام الأعياد حيث يغيب الماء بالاسابيع لأن المسؤولين يقومون بذبح الاضاحي وزيارة النواحي أمر مدبر ومتعمد في الوقت المناسب لامداومة ولا اي شيء والنتيجة من الاحتجاجات هو صب الزيت على النار اي المسؤول يبقى هو هو فيبرر نفسه بانقطاع الكهرباء او اتلاف قطع الغيار

  • عبد الرحمن

    آه ! لو تعلم يا سيادة الكاتب المحترم و القدير ، أن عبارة (جاء الماء نوض اتعمر) ما تزال قاعدة راسخة في بلديتنا ، وصارت بديهية من البديهيات . والله العظيم : أننا مازلنا نتظر مجيء الماء دوما إلى ساعة متأخرة من الليل ، وبالضبط ننتظر إلى الساعة الواحدة و النصف ليلا ، وأحيانا إلى وقت آذان الصبح ، و هذا والله العظيم منذ 34 سنة . لقد وعدنا المسؤولون بأن الأحوال ستتحسن عندما يتم تجديد القنوات القديمة ، بأخرى جديدة ، وفعلا تمّ تجديد القنوات ، ولكن زادت المشكلة سوءا على سوء ، وليتهم تركوا لنا القنوات القديمة ، فقد كانت أفضل و أحسن! إننا نعيش جحيما في أعز صوره وأبهاها و أجملها.

  • امير

    ربما امتدت يد العصابة الى الماء (كأن الامر دبر بليل)
    مااستطيع قوله ان الجزائر لها اعداء كثيرون في الداخل والخارج واعداء الداخل اخطر