-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جائحة “X” تصيب علماء الـ”SOM”

حبيب راشدين
  • 608
  • 1
جائحة “X” تصيب علماء الـ”SOM”

في الوقت الذي ينشغل فيه ملايين المسيحيين بترقب مجيء المسيح الدجال قبل عودة السيد المسيح عليه السلام، وانخراط الملايين من اليهود في الإعداد النفسي والمادي لظهور المشيخ الكذاب، ومثله تضرع إخواننا الشيعة وهم يستعجلون خروج المهدي من السرداب، تفاجئنا المنظمة العالمية للصحة بالدعوة لترقب ظهور وباء “X” الذي لم يرصده معهد، ولم يُبصر تحت مجهر، ولا يعلم أحدٌ من الخبراء: هل هو من عالم الشهادة، أم من فضاء موازٍ لفضائنا؟ فأضافته المنظمة للقائمة التي تنشرها كل سنة عن الأوبئة التي تهدد البشر، من الإيبولا إلى فيروس ماربورغ، وزيكا وأخواتها.
الجديد في النبأ الذي يُفترض أن يبتهج له المؤمنون، أن واحدة من أهم المنظمات التابعة للأمم المتحدة، المؤتمنة على الصحة العالمية، المتفردة بالافتراء بما حل أو حرم من أسباب العلاج، قد التحقت أخيرا بالمليارات من العامة المؤمنة بالغيب، أو بالأروح، والأشباح، وعالم الجن، والمخلوقات الفضائية… وإلا ما كانت لتصدر تحذيرا من أخطار وباء مجهول، افتراضي، منحته حرف “X” الدال على الغيب.
ولأن الوباء مجهول، لا تعلم المنظمة هل سيخرج لنا من سردابه في شكل فيروس أصلي، أو مستحضر مصنع، أو فصيل متحول؟ تماما كما يجهل بعضنا الصورة التي سيخرج عليها الدجال أو المشيخ، فإن المنظمة تزعم أن شكوكها تذهب في المقام الأول إلى سيناريوهات ثلاثة: فيروس متحول مثل ما حصل مع فيروس VIH المتسبب في الزكام الإسباني الذي قتل سنة 1918 ما بين 50 إلى 100 مليون إنسان، أو توصُّل مجموعة إرهابية إلى تصنيع فيروس، أو حصول خطأ كالذي حدث في 2017 مع باحثة من معهد باستور سافرت بالطائرة وفي حقيبتها عينة من فيروس MERS-CoV.
بعيدا عن اسلوب الدعابة والسخرية، نحتاج إلى التوقف عند النبأ بعين الريبة لما علمنا من سوابق مضللة صدرت عن هذه المنظمة، وتسويقها السنوي المفضوح للترهيب بأوبئة، تحث الدول على إنفاق المليارات لشراء لقاحات من كبرى المخابر المصنعة للأدوية التي لا تبخل بدورها على أعضاء الهيئة.
واختيار سنة 2018 لإصدار لائحة بحث وإحضار لوباء مجهول، يُنعش بالضرورة ذاكرة البشر بوباء الفيروس الإسباني، ويستغلُّ تنامي هوس البشر بترقب أنباء عن نهاية العالم بأكثر من صيغة، حتى أن دراسة جادة كشفت “أن السؤال عن نهاية العالم يتصدر الأسئلة التي تُطرح على محرك غوغل” بما يعني أن منظمة الصحة العالمية تستغل هذا الهوس لتُنمِّي مخاوف الناس من كارثة كونية تنهي الحياة البشرية، أو من حرب نووية ثالثة قد تعزز الخوف منها بتصريحات بوتن وهو يستعرض أسلحة غير معهودة، قالت عنها بعض المراكز البحثية الغربية إنها قد تكون بإلهام من “الزوار” أو من عالم الجن إن كان لنظرائنا في التكليف صلة بالتكنولوجيا.
ولأني لا أريد أن أختم المقال بمظنة “إساءة الظن بمنظمة أممية” أو المقاولة للفكر التآمري، فسوف ألتمس العذر للمنظمة في ما يكون قد صدر لها من أمر بضرورة ملء الفراغ الحاصل في صناعة أدوات التخويف إلى حين تصنيع بديل لتنظيم داعش المُحلّ، والعثور على بعض الحمقى من المسلمين يساقون تحت رايات سوداء كاذبة، ترصد في بعض بلاد المشرق لتجربة طائفة من الأسلحة الخارقة لـ”فريق روتشيلد روكفلر” من جهة ترمب وفريق “اللوبافيتش الحاسديك” من جهة بوتن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • alexandre

    بالمناسبة اللوبافيتش مقرهم نيويورك مند طردهم من الاتحاد السوفياتي في بداياته .(.لوبافيتش في روسيا البيضاء و ليست في روسيا) .. حاليا هي في نزاع قضائي مع روسيا حول بعض مروروثات مؤسسها ..و كانت من اكبر داعمي ترامب و سياساته