-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جائزة نوبل.. حلمٌ وعصارة علم

محمد بوالروايح
  • 2526
  • 8
جائزة نوبل.. حلمٌ وعصارة علم

تحمل جائزة نوبل اسم قامة علمية كبيرة وهو العالم السويدي “ألفريد نوبل” الذي أسس جائزة سنوية تمنح للموهوبين والمتميزين في المجالات العلمية والأدبية وللعاملين في مجال السلم العالمي. إن جائزة نوبل إنجازٌ علمي كبير لا تدركه إلا العقول الكبيرة التي رفضت أن تكون نسخة مكررة من شاكلة النسخ الرديئة الكثيرة المحسوبة على العلم، والتي تسعى إلى الشهرة بأيِّ طريقة مع أنه ليس في جعبتها وكنانتها ما تقدمه لأنها لا تملكه أصلا وفاقد الشيء لا يعطيه.
إن العقول الكبيرة الموشحة والمرشحة لجائزة نوبل هي العقول التي نراهن نحن في العالم العربي والإسلامي على أن يكون لنا نصيبٌ منها، وهي بالتأكيد موجودة، ولكنها أكرِهت على التخفّي فلا تظهر إلا على استحياء لأنها تعلم أن العقل العربي والإسلامي غير مرغوب فيه ولو جمع علوم الأولين والآخرين، ليس هذا القول من ابتداعنا وإنما هي الحقيقة التي ينطق بها المشهد العلمي عندنا، المشهد القاتم الذي يكرس معاداة أهل العلم أو اعتزالهم أو إجبارهم على الاعتزال بسبب ما يعانونه من الإهمال وقلة الاهتمام.
هناك حقيقة مرة وهي أن من العرب والمسلمين، عوامهم وعلماءَهم، هم من زهدوا في جائزة نوبل، ولم يقفوا عند هذا الحد بل تعدوه إلى تزهيد الناس فيها بدعوى أنها ابتداعٌ غربي وأن مؤسسها أو المؤسسة التي تشرف عليها مؤسسة مسيحية مدعومة من اللوبي اليهودي، إلى غير ذلك من الأعذار التي ليس لها في ميزان الدين وميزان العقل أيُّ قيمة، لأن الإسلام لا يعادي العلم ولا يتعامل معه بمعيار الحل والحرمة، طالما أنه علمٌ مادي معياري لا يتعلق بأصول الدين، إن العلم بهذا المعنى لا وطنَ ولا عقيدة له لأنه عصارة العقل البشري ومن ثم فهو ميراثٌ بشري جامع.
إن الذين زهدوا في جائزة نوبل وزهَّدوا فيها قد أثبتوا أنهم غير جديرين بالانتماء إلى أمة “اقرأ”؛ فمتى كان الإسلام معاديا للعلم وهو الدين الذي استطاع المسلمون أن يستلهموا من نصوصه وتوجيهاته الربانية والنبوية ما مكنهم من تأسيس حضارة إسلامية عمرت قرونا متطاولة قبل أن يدب إليها الضعف وتنتهي وتختفي بعد أن تمكنت العقول الكليلة في السنوات العجاف من زحزحة العقول الكبيرة واستعانت عليها بقوة المال وقوة السلطان؟
إن الذين زهدوا في جائزة نوبل وزهّدوا فيها قطاعا من الحيارى والمغلوبين هم بيقين امتدادٌ للمهزومين فكريا وحضاريا الذين عادوا بعض النظريات العلمية، فقط لأن أصحابها مسيحيون أو يهود أو هنود مع أنها تتحدث عن أصول المادة ولا تتعلق بأصول الديانة.
إن جائزة نوبل حلمٌ وعصارة علم وهي المخرج لهزائمنا العلمية والمعرفية، والملاذ لجامعاتنا من التصنيف العالمي المُذلّ الذي يضعنا في كل مرة في ذيل الترتيب ثم نجد من إخواننا من يهوِّن علينا بعبارة “لا تثريب عليكم” التي لا تزيد كثيرا منا إلا إصرارا على الفشل والرضى به كأنه قدرٌ محتوم.
إن جائزة نوبل حلم وعصارة علم، وهي الغاية التي يجب أن تتعلق بها همة كل باحث غيور على دينه ووطنه ويتطلع إلى أن يضمن لوطنه مكانا لائقا ورائقا وراقيا تحت الشمس في زمن التكتلات السياسية والإيديولوجية والإقليمية التي تتخذ من النخبة العلمية في الغالب الأعم وسيلة لفرض منطقها الحضاري وتمرير مشاريعها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها.
إن جائزة نوبل حلم وعصارة علم وهي الغاية التي يجب أن تسعى لها وتيسِّر سبلها الجامعاتُ الجزائرية التي نعلم علم اليقين أنها لا تعدم عقولا كبيرة ولو أن أكثر عقولها مهاجرة في جامعات العالم، وهي رهن الإشارة في كل حين لأنها تؤمن بأن للوطن دينا عليها وأنه أحق بالعطاء والنماء من كل الأوطان.
إن جائزة نوبل حلم وعصارة علم وهي الغاية التي يجب أن يعمل لها الباحثون العرب والمسلمون الذين تُعقد عليهم الآمال في معركة العودة إلى مسرح الحضارة الذي طُردنا منه بعد أن استوى عندنا العالمون والذين لا يعلمون مع أننا نقرأ في كتاب ربنا الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قوله تعالى: “قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”.
إن جائزة نوبل حلم وعصارة علم وهي الغاية التي يجب أن تسعى في طلبها النخبة الجامعية من أجل أن ننفض غبار السنين العجاف التي جعلتنا نتقهقر إلى الصفوف الأخيرة بل ونستقر ونقرّ في آخرها، ورغم ذلك يطلع علينا من يقول “إننا في وضع علمي مريح؟!” مع أننا لا نجد له في الحقيقة لونا ولا طعما ولا رائحة.
إن جائزة نوبل حلم وعصارة علم وهي الغاية التي يجب أن يسعى لها الباحثون الذين يعلمون أن الدولة الجزائرية ترصد في كل سنة مالية حتى في زمن التقشف ميزانية هائلة للبحث العلمي، فأقل الواجب أن نعمل بفكرة الأخذ والعطاء وأن نرد للوطن بعض الجميل بنجاحات علمية تكلل بجائزة نوبل وهو إنجاز غير عصي على العقل الجزائري الذي يشهد له القاصي والداني بالتفوّق والتميز والذي يساهم للأسف الشديد ولسنوات في النهضة العلمية لبلدان أخرى.
إن جائزة نوبل حلم وعصارة علم وهي الجائزة التي يتنافس فيها الباحثون والمخترعون من كل الجامعات العالمية، والتي تخلو أو تكاد من مرشحين عرب ومسلمين وكأنه حبس عنها حابس الفيل مع أن عقولنا المفكرة والمبدعة أكثر من أن تحصى.
إن جائزة نوبل حلم وعصارة علم، ولكننا لن ندركها إلا بعد أن ننتقل من طور البحث التقليدي الذي لا جِدَّة فيه ولا ابتكار إلى البحث الإبداعي الاستكشافي الذي يمكن أن يكون قيمة مضافة ونستحق أن ندخل به ميدان المنافسة على جائزة نوبل التي لا ينالها إلا من هو أحقّ بها وأهلٌ لها.

إن الذين زهدوا في جائزة نوبل وزهَّدوا فيها قد أثبتوا أنهم غير جديرين بالانتماء إلى أمة “اقرأ”؛ فمتى كان الإسلام معاديا للعلم وهو الدين الذي استطاع المسلمون أن يستلهموا من نصوصه وتوجيهاته الربانية والنبوية ما مكنهم من تأسيس حضارة إسلامية عمرت قرونا متطاولة قبل أن يدب إليها الضعف وتنتهي؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • شخص

    باختصار الإنسان عدو ما يجهل !

  • كيكي

    يقول المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي انه في نهاية القرن التاسع عشر ميلادي حين وصلت الحملة الفرنسية الى مصر وبينما يعاني الشرق من غيبوبته المغيبة التي كانت اشد فتكا بعقله من القهر العثماني المتسلط انذاك قامت مجموعة من العلماء الفرنسيين الذين رافقوا حملة نابليون بعرض التجارب الكيميائية امام نفر من علماء الازهر فذعر علماء المسلمين لما رأوو لم يجدوا تفسيرا لديهم سوى ان يرجعوا تلك التجارب الى خدع الشيطانالرجيم وافاعيله... بربكم هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ? فكروا ولو للحظة فلولا عصارة علم اشخاص امثال ( ريتشارد ستولمن, لينوس تورفالدس, ستيف جوبز, مارك زوكربيرج هل كنا لنلتقي فى عالم افتراضي كه

  • ahmed hamdoune

    لا جدوى من التطلع إلى جائزة نوبل لأنها لا تعطى إلا لليهود و النصارى و الملحدين أما المسلمون فإنهم يجب أن يتجهوا إلى هيئة الإعجاز العلمي في القرآن و يطالبوها بتأسيس جائزة موازية لجائزة نوبل و يضعون على رأسها زغلول النجار و ينوبه علي منصور الكيالي، و ما هي إلا أعوام حتى تجد عشرات الفائزين بل المئات و لن نبلغ سنة 2030 حتى تجد أن كل الاكتشافات العلمية حديثها و قديمها قد وجدت لها آية قرآنية أو حديثا نبويا يؤكدها و يثبتها. و بذلك نثبت للعالم الغربي و الشرقي الذي يتهمنا بالكسل و العيش عبئا عليه بأن مساهمتنا أشمل و أعمق لأننا أثبتنا تفوق ديننا و عظمة إلهنا و في هذا ما يكفينا زادا اليوم و غدا.

  • Saleh Mohammed Awdaly

    Really I am wining the Nobel prize in Medicine , and I am proud to be one of the Nobel community ,and one of the inspired person to the people of all the world
    Saleh Awdaly
    Nobel laureate in medicine

  • Mohamed

    Bravo

  • جزائري حر

    جائزة نوبل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ساهلة باه تتحصل عليها فيكفيك أن تكون يهوديا(صهيونيا) ومشسكلتك أنتهت وإن لم تكن فعليك أن تكون ذكيا ألعبها أنك تملك أفكار الصهاينة.

  • كسيلة

    الإحصائيات تؤكد أن اليهود تمكنوا من حصد العدد الكبير من جوائز نوبل(185) في مختلف التخصصات العلمية تعدادهم 14 مليون تقريبا، فقط 11مسلما حصلوا على نفس الجائزة، 6 منهم في السلام رغم تعداد المسلمين في العالم أكثر من مليار ونصف نسمة، فنحن لا نجد المعاهد أو المؤسسات العلمية والبحثية تأخذ بأيدي أولئك الذين تتوفر لديهم كل مقومات البحث العلمي، فنحن أمة لا تعطي للعالِم ولا الأديب مكانته الحقيقية التي يستحقها ،وهنا أستذكر مقولة لمحمد أركون جاء فيها أن ( الأوروبيين ليسوا أذكى منا ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح ... أما نحن فنحارب الناجح حتى يفشل ).

  • مهبول يعطس

    أليس اسم من قال هذا حجار.....؟؟؟ طمار ...فرعون....أم من....؟؟؟ المشكل في آذاننا التي لا تعرف السمع و تحرف الكلم عن مواضيعه.....الديفو فالصحافي و المواطن.....ما يعرفوش يسمعوا و لا يحللوا الكلام....بل يحولوه....بعض التصريحات لو سمعها مهبول يولي يعطس...مع أن المهبول لا يعطس.....يمكن أن يشفى المهبول بتصريحات بعض المسؤولين....و هذا يجلب لنا جائزة نوبل في التعطيس و الكحكحة في الطب...