-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انتقادات لإطلاق المشروع في ظل غياب الإمكانات وتشتت العائلات

جدل بين المختصين والأولياء بسبب التعليم عن بعد في زمن الوباء

وهيبة سليماني
  • 2999
  • 11
جدل بين المختصين والأولياء بسبب التعليم عن بعد في زمن الوباء
ح.م

التعليم دون التنقل إلى المدرسة، حلم لطالما راود تلاميذ ينهضون صباحا مكرهين، مرغمين، ومجبرين، وهم يلازمهم الكسل، خاصة أيام البرد والمطر، او يثقلهم شعور من عدم الرغبة في رؤية أحد الزملاء المزعجين، أو هاجس التقيد بالبقاء في جو قسم لا يشعرون فيه بالانسجام سواء مع بقية التلاميذ او الأستاذ.. ولطالما عانى تلاميذ من المشي مسافات طويلة تحت المطر او أشعة الشمس الحارقة للوصول إلى المدرسة.. الحلم تحقق، والتعليم عن بعد اصبح رسميا بقرار وزارة التربية، ولكنه حلم مجسد في زمن الوباء!

أكد مختصون أن اكثر من 9 ملايين تلميذ جزائري لا يتشابهون في ظروفهم الاجتماعية والنفسية والبيئية، ولا في المحيط الأسري ولا في إمكانات ووسائل من شأنها تسهيل تلقي الدروس وفهمها عن بعد وهم وسط العائلة، فهل يستوي التلميذ الذي يسكن السكنات الهشة  والأقبية بالتلميذ الذي يسكن الفيلات والشقق المحترمة ويملك غرفة خاصة به.. وهل تلميذ المدينة مثل تلميذ المناطق النائية في مناطق الظل في القرى والمداشر المعزولة؟! سؤال طرحه مختصون في علم الاجتماع وعلم النفس لتأخذه وزارة التربية الوطنية بعين الاعتبار وتبحث عن إيجاد خطة استشرافية من شأنها الحد من حجم أسئلة مماثلة قد يطرحها أولياء التلاميذ الذين لا يرضيهم قرار تتبع دروس الفصل الثالث لجميع الأطوار، عبر التلفاز والانترنت، في ظل غياب الإمكانات والمتابعة.. هذه الأسئلة، التي لا تحتاج لإجابة شفهية، بل إلى تجسيد يأتي مع تجسيد القرار الأول، أو بعده.

زبير عروس: حلول غير واقعية تحتاج إلى إجراءات إضافية

انتقد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، زبير عروس،  قرار وزارة التربية القاضي ببداية تعليم التلاميذ عن بعد عن طريق التلفزيون والانترنت، واصفا إياه بالبعيد عن الواقع قائلا “هل فكرنا في التلاميذ عبر ربوع الوطن وعبر المناطق النائية! “.

وأضاف الأستاذ زبير عروس، ان الحلول غير واقعية، رغم ان النية سليمة، ولكن النية السليمة “تخرب الأوطان”، حيث يرى انه من غير الطبيعي أن نتميز بغير الواقعية، ونحن في أزمة، والمجتمع منقسم في ذاته، وتوجد فئة، لا تؤمن، بحقيقة خطورة كورونا.

وأكد الباحث في علم الاجتماع السياسي، زبير عروس، أن فترة الحجر الصحي، ليست مرحلة لإصدار قرارات دون دراستها جيدا، وان الحلول الميدانية تأتي بعد التحكم في وباء كورونا، حيث يمكن حسبه، الانتقال من الدروس العادية في المدارس إلى الدروس المكثفة وإضافة ساعات تمتد إلى العاشرة ليلا.

وقال عروس، إن الحالات الاستعجالية تتطلب تضحية، ومضاعفة الجهد، حتى المسؤولين، يضيف، لا يلامون في مثل هذا الظرف، مشيرا إلى أن الظرف الاستثنائي يتطلب ثورة والالتزام بتصرفات معينة، وفِي تاريخ الجزائر ألزمت ثورة التحرير التقيد بنظام معين تطلب التحلي بالتضحية والصبر.

بن حليمة: قرار الوزارة لا يتماشى مع المنظومة التربوية

من جهته، قال الدكتور مسعود بن حليمة، المختص في علم النفس، إن تعلم التلاميذ خلال مرحلة الحجر الصحي، عن طريق تقديم دروس عبر التلفزيون، والإنترنت، لديه جانب إيجابي وآخر سلبي، ولكن يبقى كخيار بدل ان تنتهي السنة الدراسية بيضاء .

وفيما يخص الجانب الإيجابي، اعتبر بن حليمة، ان الدروس التدعيمية، تساعد التلميذ الماكث في البيت، لتفادي عدوى كورونا، ان يحافظ على العلاقة الفكرية بالمدرسة، وعلى راحته النفسية، وسلوكه المتزن، حيث يشعر التلميذ، وحسب، بن حليمة، انه محاط بالعائلة، وبعيدا عن مراقبة الأستاذ له، وضغوطات جو القسم، وإزعاج بعض الزملاء له.

وقد يؤثر الدور الإيجابي في رأي بن حليمة، على الطفل اثناء تتبعه للدروس من خلال التلفزيون، وذلك بالتحفيز وتهيئة الظروف المحيطة به.

ويتمثل الجانب السلبي، بالنسبة للأستاذ مسعود بن حليمة، والذي يتركه قرار وزارة التربية المتعلق بتفعيل جهاز الدعم المدرسي، عن طريق الانترنت والتلفزيون، بالظروف السكنية والأسرية للتلميذ، حيث يعتبر بمثابة إقصاء، لشريحة واسعة من أطفال يعيشون، في مناطق نائية وفِي البيوت القصديرية والسكنات الهشة، والأقبية، والمحشورين مع إخوتهم والوالدين، في غرفة واحدة، كما ان حسبه، هناك فئة من التلاميذ، محرومة من التلفزيون، فما بالك الانترنت، فهي مهمشة تماما.

وطرح الدكتور مسعود بن حليمة، المختص في علم النفس، إعطاء فرصة للتلاميذ الذين لا ينجحون في امتحانات نهاية الطور الدراسي، إعادة السنة، دون أخذ السن بعين الاعتبار، وقال إن قرار الوزارة لا يتماشى مع المنظومة التربوية المتوازنة، هذه الأخيرة التي يراها انها غير ناجحة في الجزائر بالنظر إلى دورها السلبي لاسيما فيما يتعلق باستيعاب الدروس، وإدراكها، حيث ان الطفل في بلادنا يدرس المناهج المدرسية نظريا وليس تطبيقا، وهدا الشيء الذي يجعله يجد مشكله بعد تتبعها عبر التلفزيون.

ودعا بن حليمة، إلى خطة استشرافية تعتمد عليها وزارة التربية، في مواجهة الكوارث مستقبلا سواء كوارث مثل الفيضانات والزلازل، أو كوارث صحية مثل كورونا الفيروس المستجد.

ممثل لجنة التربية في مجلس الأمة ،قريشي: القرار سليم

وفِي السياق ذاته، وصف عضو مجلس الأمة وممثل لجنة التربية والشؤون الدينية، عبد الكريم قريشي، خطة وزارة التربية، لمواجهة أزمة كورونا، من خلال تقديم دروس نموذجية، عبر التلفزيون العمومي، وتفعيل جهاز الدعم المدرسي بالانترنت، بـ”الحل السليم”، لكن يجب حسبه، ان يرفق بدروس مكتوبة ترسلها مديريات التربية إلى عناوين التلاميذ، وقال إن كل العوامل السلبية التي يحملها التلميذ إلى القسم كتعب المشي مسافات طويلة تصل إلى 10 كيلومتر، وغياب وسائل النقل، يحملها بعد خضوعه للتعليم عبر التلفزيون والإنترنت وهو في منزل ووسط أسرة تختلف ظروفها بين بقية زملائه.

وأكد قريشي، أن فكرة تلفزيون تعليمي جيدة وتحتاج إلى خطوات لتعميق الفكرة اكثر.

جمعية أولياء التلاميذ: نرحب بالقرار وعلى الأولياء مساعدة ابنائهم

رحبت في السياق، جمعية أولياء التلاميذ بقرار وزارة التربية القاضي باستكمال المناهج المدرسية للفصل الثالث عن طريق دروس الدعم عبر التلفزيون وموقع ديوان التعليم والتكوين، وقال رئيس الجمعية، احمد خالد، إن غياب اَي بديل آخر خلال هذا الظرف يحتم على أولياء التلاميذ تقبل الأمر ومتابعة ابنائهم وتحفيزهم وتوفير الراحة لهم لتتبع الدروس الكترونيا او عبر التلفزيون، ويرى أن هذا الإجراء سوف يجنب التلميذ الذهاب للشارع، والاستمرار في النشاط التربوي، والتكنولوجي.

وأوضح، خالد احمد، ان هناك فئة من التلاميذ تعيش فقرا مدقعا، وقد لا تملك تلفازا، لكن يضيف “كما هناك من لا يملك تلفازا، هناك من يصعب عليه ركوب حافلة او شراء خبزة، لأنه لا يملك 10دنانير”.

وأكد ان 35 بالمائة فقط من مناهج البرنامج الدراسي، بقيت، وفِي حال السيطرة على كورونا، قبل 19 افريل الجاري، يمكن استدراكها، حيث تعاد الدروس حسبه، في شكل حصص مكثفة وسريعة استدراكية، وخلال يوم كامل بالسبت ونصف يوم بالثلاثاء مساء.

واقترحت جمعية أولياء التلاميذ، فِي انتظار استشارة وزارة التربية واولياء التلاميذ وموظفي القطاع، اجراء امتحانات البيام والبكالوريا شهر سبتمبر القادم، في حال الخروج من أزمة وباء كورونا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • عبد الحكيم الثانى

    مخافة انتشار كورونا واعتماد الفصلين الاول والثانى للانتقال ....اظن ان الهدف من تلقين دروس الفصل الثالث هو ان لها علاقة بالسنة الموالية ... الوزارة طرحت هاته الفكرة ...ولم نرى اى احد تقدم لاعطاء البديل الذى يتناسب مع الوضع الحالى ....

  • استاذ

    يا جمعية أولياء التلاميذ انسيتو يوم الجمعة كذلك حتى تقضوا على هذا الأستاذ المسكين ، همكم اولادكم يدرسوا بصح ما فكرتوش في الأستاذ الي رايح يحدثلوا انهيار عصبي .اللازم الأمر يكون مدروس من كل الجوانب مثلاً يكلفوا اساتذة من بعض المستخلفين باش يدرسوهم بأيام وين لازم الاستاذ يرتاح فيها

  • نورالدين -- وهران

    استراتيجية الوزارة لن تحقق أي مَرامٍ وهذا إن وجدت مرامي ، حل غير ناجع لم يراعى فيه الواقع الجزائري:انقطاع المتعلمين عن الدراسة لمدة تقارب الشهر بيداغوجيا التلميذ غير مهيئ لتلقي التعلمات هذا عن قرب فما بالك عن بعد، إضافة إلى انعدام الوسائل الرقمية وكذا الإنترنيت عند بعض المتعلمين
    كرأي شخصي تمتحن الأقسام الإشهادية على مكتسبات الفصلين الأول و الثاني، أما باقي المستويات فستدرك الوزارة مكتسبات الفصل الثالث في السنة الموالية (سبتمبر أكتوبر) باستغلال حصص الاستدراك والدعم، وهي مكتسبات قليلة لقصر الفصل الثالث، ولكنها مهمة لانها تشكل قاعدة لمكتسبات جديدة دون حاجة إلى زوبعة التعليم الرقمي الذي يشكل حلما

  • عمور

    ((خالد احمد: اقترح تأجيل امتحاني "البيام" والبكالوريا إلى شهر سبتمبر))
    وهل تعلم الغيب ياسي خالد احمد
    كيف عرفت ان شهر سبتمبر مناسب لما اقترحت
    ادع الله اولا ان يرفع عنا هذا الوباء والبلاء وبعد ذلك لكل حادث حديث
    هذا افضل من الهروب الى الامام

  • امحمد

    لوجربنا هده التقنية في ايام العطل من قبل فصد معرفة العراقيل والتعديلات....ستكون المهمة الان ناجحة...................هدا جزاء من لم ياخد احتياطاته

  • لا يهم الاسم

    هل صحيح هناك جمعية اسمها جمعية أولياء التلاميذ ؟ أنا لا تمثلني كأب لثلاثة متمدرسين ولا علاقة لي بها وهناك قناطير مقنطرة من قرارات و برامج لا تخدم أبناءنا طبقت على مدى سنين ولم نر لهذه الجمعية من أثر ولم تستطاع رأي الأولياء على أوسع نطاق. فإن أرادت هذه الجمعية أن تدعي تمثيلها لأولياء التلاميذ فهذا شأنها.

  • حميدو

    قالوا الدروس ستبدأ يوم الأحد ،لكنها لم تبدأ !

  • عميمور مراد

    الإنتقاد من أجل الإنتقاد ، هذا هو سلاح المشككين والمنهزمين كل خطوة قامت بها الدولة الجزائية يقيمون الدنيا ويقعدونها لا لشئ لأنهم يريدون السوء لهذا البلد العزيز ، أنا أثمن هذه الفكرة في انظار تعميم الإمكانيات على الجميع كخطوة أولية كانت لا بد منها لسد الفراغ الرهيب الطي حوط بالتلاميذ والطلبة بارك الله لكل نفس تريد الخير لبلدها واقعس كل نفس خبيثة تريد التحطيم والتحطيم فقط نعم لبناء الجزائر .

  • جلال

    القرار سليم من حيث الفكرة ولكنه طوباوي بعيد عن واقع المجتمع ولا يمكن تطبيقه ربما حتى في الدول المتقدمة , فهنا ك من لا يملك حتى تلفاز فكيف بالإنترنات وهناك حسب الجدول دروس لمستويات مختلفة تقدم في توقيت واحد , دعونا إذن من الأفكار الغبريتية وابحثوا عن حلول أخرى ولماذا كل هذه الشوشرة وهل سيتلقى أبناؤنا في هذا الفصل المتبقي العلم الذي لا علم بعده ,معظم السنوات الدراسية إن لم نقل كلها تذهب في تعريف المصطلحات العلمية بل هي دراسة مصطلحات أكثر منها دراسة العلم نفسه وهى في الحفظ دون المناقشة و التقليد دون النقد لقد اعتاد الناس عندنا الربط بين الشهادة والثقافة مع أن ما بينهما فرق ساشع,

  • اقبلو الراي الاخر

    في مصر التي تجاوز عدد سكانها 100مليون والتي لاتمتلك ثروات مثل الجزائر ومساحتها اصغر .. قاموا باعطاء التلاميذ اجهزة تابلت للدراسة .. هذا وتقولو الرئيس تاعهم ماشي مليح وبعض الجزائريين يسخرون منه .. شوفو واش دار اول قرار اتخذه تحسين رغيف الخبز عكس الرئيس تبون الذي طلب من الشعب اكل ذلك الكرتون المسمى خبز والذي يسبب امراض للمعدة وعدم رميه.. ثانيا دعم الفقراء ببطقات تموين شهرية وفي الجزائر يذلو الناس على جال قفة رمضان كل عام .. ثالثا قام ببناء مشاريع ضخمة واهمها بناء مدن جديدة وكانها تحف فنية عكس حكومتنا مابناو والوا واذا بناو يبنو بنيان مافيه حتى جمالية والله المصريين هربوا عليكم ب30سنة على الاقل

  • حكيم

    وين كنتم 3 اسابيع الماضية ياجمعية اولياء التلاميذ انشوفوكم ضرك اتقولو انرحبو ما فوضناكمش ما درتولناش استطلاع رئي الاولياء وزيد بائ طرقة اتنصبتو درلنالكم انتخاب
    اولاد الجزائر ماشي تجربة