-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انتعاش كبير في سوق "الدلالة" تحت شعار "لحدايد لشدايد"

جزائريات يبعن مجوهراتهن لمواجهة غلاء المعيشة

زهيرة مجراب
  • 3228
  • 5
جزائريات يبعن مجوهراتهن لمواجهة غلاء المعيشة
ح.م

تحرص السيدات على شراء المجوهرات للتزين بها وكذا الاحتفاظ بها لأيام الشدة، فعندما تسوء الأوضاع يلجأن لبيعها غير أن الظروف المادية الصعبة التي تمر بها البلاد وموجة الغلاء التي عصفت بجيوب المواطنين ويقابلها تدهور القدرة الشرائية، دفعت ببعض النسوة للتخلي عن حليهن مقابل علبة دواء، أو فحص عند الطبيب أو حتى لشراء ملابس شتوية.
تحولت بعض محلات بيع المجوهرات وشراء الذهب المستعمل إلى وجهة للسيدات هذه الأيام، ليس بغرض الشراء بل لأنهن لم يقوين على احتمال الظروف الصعبة ولا يملكن الطاقة ولا القدرة المادية لمجابهتها، فامتدت أيديهن لما يملكنه من بعض الحلي كن يختزنها وشعارهن “الحدايد للشدايد” لكن أبسط ريح هبت دفعتهن للتفكير في بيعها.

سوق الذهب راكد ومن يبيع أكثر ممن يشتري

يحكي لنا مجوهراتي في حي رويسو، قريب من الدلالة، عن وضعية السوق هذه الأيام والتي تعرف حسبه ركودا فلا يوجد بيع، خصوصا بعدما ارتفع سعر الغرام الواحد من الذهب لـ8 آلاف دينار، ليصبح جل الزبائن من المقبلين على الزواج لشراء الخاتم أو طاقم الذهب، بينما تخلى بعض العرسان عن هذا الأخير وأصبحوا يفضلون قلادة ذهبية أو إسوارة سميكة، لتحل محله وتكون بالطبع أقل من سعر الطقم.
وأكد محدثنا أن الشراء شبه منعدم في سوق المجوهرات بل أصبحت الزبونات اللواتي يبعن مجوهراتهن أكثر ممن يرغبن في شرائه، وهذا نتيجة للظروف الاجتماعية الصعبة التي يعانينها، كاشفا بأن النساء اللائي كن في السابق يبعن حليهن من أجل شراء قطعة أرضية أو بناء منزل أو شراء شقة وسيارة، تغيرت أحوالهن وظروفهن بفعل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، ووجدن أنفسهن مجبرات على بيع ما يمتلكنه من أجل شراء علبة دواء أو لأغراض طبية أخرى كـ”الراديو، السكانير، الإيارام”، بل وحتى تحاليل طبية. وأضاف محدثنا بأن غالبية السيدات يفضلن الذهاب لسوق “الدلالة”، حتى يحصلن على ثمن أعلى من المجوهراتي متناسيات ما قد يصيبهن خلال هذه المغامرة.
وحول أسعار الذهب المستعمل “الكاسي” أوضح محدثنا بأنها مرتفعة هي الأخرى فسعر المحلي 4800 دج، بينما المستورد 5000 دج فما فوق حسب نوعيته وعياره، وهو مرشح للارتفاع بداية السنة المقبلة لأن أسعار الجديد سترتفع هي الأخرى، ليضيف محدثنا بأنه لولا البيع بالتقسيط “الفاسيليتي” لأغلق غالبية المجوهراتيين محلاتهم وغادروا المهنة.

نساء يتخلين عن حليهن للعلاج والجهاز

وجهتنا التالية كانت سوق الدلالة برويسو، عشرات السيدات والشباب مصطفون على طول الطريق بجوار بنك الخاص برهن الذهب، وكذا داخل الحديقة يحملون بضاعتهم، وآخرون يستفسرون من المارين بعبارة “كاش ماتبيعونا ولا نبيعولكم”، والمتأمل في حال السوق يجد اللواتي يبعن أكثر ممن يشترين. ونحن نتجول شدت انتباهنا سيدة في الأربعين من العمر، كانت برفقة ابنتها الصغيرة قصدت السوق لتبيع خاتمها وبعدما فحصه “الدلال” وتأكد من كونه ذهبا خالصا، ووزنه عرض عليها مبلغ 12500 دج، غير أنها حاولت استجداءه حتى يعطيها 13000 دج حتى تشتري أحذية شتوية لأبنائها المتمدرسين، قبل عودة الأمطار ولم يجد توسلها نفعا مما جعلها تأخذ خاتمها وتتجه لدلال آخر.
في حين أكدت لنا سيدة أن أساورها “السبيعيات” هي أغلى ما تملكه في هذه الحياة، وقد أهداهم لها والدها عند زواجها قبل 30 عاما، فهي من الذهب القديم الصافي لكنها مضطرة للتخلي عنهم حتى تتمكن من جمع المال اللازم، كي تجري عملية جراحية لابنتها المصابة بفتق الحجاب الحاجز، ولابد من استئصاله بعملية جراحية لدى أحد الخواص ولأن ظروفهم المادية صعبة فكرت في بيع هذه القطع وعلاجها.
أما سيدة أخرى فلم تجد من خيار أمامها لتجهيز ابنتها المقبلة على الزواج، سوى بيع بعض القطع الذهبية التي تملكها حتى تشتري لها بعض الأساسيات التي تحتاجها، فجهاز العروسة يتطلب أموالا باهظة وهو مالا تملكه لذا قررت التخلي عن ذهبها حتى تشتري لها كل ما تحتاجه.

الأمراض والفحوصات الطبية تتصدر القائمة

اعترفت لنا إحدى السيدات اللواتي يمتهن الدلالة منذ سنوات طويلة، بأن غالبية الزبونات يرفضن رهن حليهن نظرا لأن مبلغ الرهن قليل جدا ولا يوفي احتياجاتهن، وهن مضطرات لرهن كمية كبيرة للحصول على مبلغ معتبر لذا يجدن في بيعه حلا أفضل، مضيفة بأن النساء أصبحن يفرطن في مجوهراتهن بسهولة نظرا لصعوبة الحياة ولم يعد مقدسا بالنسبة لهن كما كان عند سيدات زمان، وينتعش سوق الذهب المستعمل تستطرد محدثتنا في موسم الأعياد وشهر رمضان والدخول المدرسي، حيث غالبية النساء يبعن مجوهراتهن زيادة على بعض الحالات المرضية والظروف الاجتماعية. لتحكي لنا حكاية سيدة قصدتها في إحدى المرات لبيع أقراطها حتى تشتري حقنة خاصة بآلام العظام يصل سعرها إلى مليوني سنتيم، ومرة سيدة باعت مجوهراتها فقط من أجل “إيارام” سعره 3 ملايين سنتيم، وأكملت محدثتنا بأن هذه السنوات العجاف جعلت الناس يفكرون في بيع ملابسهم وليس فقط الذهب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • Stof

    الله يعين الزوالي. وين راحين. ....واش. حبين يدرو. زوالية. الشعب. ظاع. وجوعتوه. وشردتوه

  • انا

    حماري ونيفي طالع ولا عود الناس

  • HakimUk

    الله يكون في عونكم و يرزقكم من حيث لا تحتسبو

  • ما. افصح. لغة الذهب

    ربيحة. زوجة ابي. كانت. في السبعينيات. تبيع. الذهب باقل سعر. وتبيعه ولما. هددها ابي. لان ذلك. ربا. وحرام. وان بلغ. النصاب. عليها الزكاة. تمردت. فتزوج امي. عائشة لا تعرف ذهبا ولا. تحبذ. شراء ولا بيع. فتذكر ابي. يومها. ان. المرأة. لا يجب. ان. يشتري لها. زوجه . شيئا. بارزا. ومعين. ليشعرها. بانها اغلى. من ذلك. ودفعت. امي الثمن. غاليا

  • مجبر على التعليق - بعد القراءة

    من بكري و هي ماشية هاذ العقلية ................. الحمد لله على كل حال ....... الصحة و الهنا و الستر