-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منذ أن نزل رقم الإصابات بالفيروس دون الـ200 يوميا

جزائريون مقتنعون بنهاية كورونا والكمامة صارت استثناء

الشروق أونلاين
  • 1472
  • 2
جزائريون مقتنعون بنهاية كورونا والكمامة صارت استثناء
أرشيف

لا شيء يوحي بأن جائحة كورونا مازالت تضرب في الجزائر، فأرقامها المسجلة يوميا حسب وزارة الصحة منذ أكثر من أسبوع، هي دون أرقام جرحى وقتلى حوادث المرور يوميا، وهو ما أقنع غالبية الناس عن كون الجائحة انتهت وصارت من الماضي، أو على الأقل بلغت مرحلتها الأخيرة في الجزائر قبل أن تنقرض، ومن دون أي استطلاع للرأي أو جس لنبض الشارع، فإن الحياة العامة تجيب بصراحة، خاصة في المدن الداخلية، حيث انتهى التباعد الاجتماعي للأبد في الأسواق والمطاعم والشوارع والمؤسسات التعليمية من ثانويات وجامعات، وصارت الكمامة استثناء لا يرتديها بالطريقة السليمة سوى القليل من المواطنين.

غالبية المؤسسات والإدارات العمومية افتقدت للصرامة السابقة، وما عادت تفرض على زبائنها وزوارها ارتداء الكمامة، بل ولا تنصحهم أصلا، وهو ما فتح الباب للخواص وخاصة المطاعم والمتاجر الذين أبقوا على الأفيشات المعلقة على أبواب المحلات التي تطلب التقيّد بمسافة الأمان الصحي وارتداء الكمامة من دون أدنى تطبيق.

الناس مقتنعون بأن الجزائر نجحت في تحجيم جائحة كورونا وبأن وقت أو فرصة الفيروس في العودة بقوة وبمختلف الجينات والطفرات قد بات من المستحيلات بعد أن دخل اللقاح حياة الجزائريين وسيتوسع في الأسابيع القادمة، وجاء النجاح من غلق الحدود ورفض فتحها في وجه الطيران الأوروبي إضافة إلى انعدام الرحلات من وإلى بقع الطفرات الجديدة الخطيرة ومنها البرازيل وجنوب إفريقيا التي لا تربط الجزائر بأي خط جوي، وهو الذي جعل الجزائر في شبه جزيرة منعزلة وما بقي من حالات يتم تسجيلها هو من بقايا الفيروسات القديمة التي دخلت الجزائر في ربيع السنة الماضية من أوروبا أيضا، من خلال أول حالة تم تسجيلها لدى إطار إيطالي في الجنوب الجزائري، وثاني حالة من مهاجر قدم من فرنسا في البليدة. مع فقدان الفيروس القديم لشراسته الأولى، وهذا حسب فهم الأستاذ رشدي منصوري، وهو فنان تشكيلي قال للشروق اليومي بأن “الجزائر نجحت إلى أبعد الحدود في جعل فاتورة كورونا خفيفة نوعا ما مقارنة بالجيران وببلاد الغرب وساهم ضعف اقتصادها وحركة عجلتها التجارية في هذا النجاح الصحي”.

أما سلمى زيادي وهي عاملة في قطاع الصحة فترى بأن الحروب “لا يمكن الانتصار فيها إلا بضمان المعركة الأخيرة، وأي تخاذل أو خطأ صغير والسماح بدخول موجة ثانية ولو عن طريق المهربين الناشطين عبر الحدود الشرقية والغربية سيدخل الجزائر في الدوامة التي تعيشها حاليا بريطانيا وألمانيا”، حيث رقم الوفيات يقارب الألف يوميا وهو مرشح للارتفاع أكثر في الأيام القليلة القادمة حسب تحذيرات جونسون وميركل، خاصة أن الجزائريين طلقوا في الأيام القليلة الماضية التباعد الاجتماعي نهائيا وصار ارتداء الكمامة شبه معدوم، وأي فصيلة جديدة من كورونا تدخل، فستجد الأرضية خصبة وسهلة المنال لزرع الموت.

فباستثناء قاعات الحفلات والوكالات السياحية التي قاربت السنة من ضياعها الاقتصادي، فإن بقية النشاطات ومن دون استثناء عادت وبقوة، وبات أصحابها وكأنهم يسابقون الزمن من أجل تعويض خسائرهم، فالمطاعم مكتظة عن آخرها وحتى محلات الأطعمة الجاهزة التي لم تكن تتوفر على مقاعد وطاولات دخلت معركة الخدمات وبقوة وصارت تستقبل الزبائن الذين تفتحت شهيتهم، خاصة أن الأيام الاخيرة تميزت في الجزائر على عكس ما هو حاصل في أوروبا بالمناخ الربيعي المائل إلى الحرارة.

صور الجزائر تجوب المواقع العالمية

الجزائريون وهم في المطاعم المزدحمة يتناولون وجبات العشاء صاروا يلتقطون لأنفسهم صورا ويرسلوتها إلى أصدقائهم وذويهم في الخارج، خاصة في أوروبا، وقد نشر جزائري يقطن في مدينة فرانكفورت الألمانية صورة لمطعم جزائري في قسنطينة مليء بالزبائن من دون أي تباعد اجتماعي والناس يأكلون بشراهة ويضحكون، وإلى جانبه مطعم شاغر به زبون واحد في مدينة فرانكفورت، وعلق قائلا: “هؤلاء في الجنة وهنا في الجحيم”.

وتهاطلت عليه تعليقات من ألمانيا ومن خارجها، بعضهم شكك أصلا في أن تكون صورة مطعم قسنطينة جديدة، وعلقت سيدة ألمانية على الصورة الجزائرية بالقول: “ربما الصورة فعلا في شهر فيفري، لكني لا أظن بأنها في سنة 2021″، بينما نشر جزائري مغترب في ليون الفرنسية صورة لمحل بيتزا في العاصمة وكتب بالفرنسية معلقا: “ريحة البلاد وصلت إلى غاية فرنسا التي لا رائحة فيها”.

واسترجعت المنتجعات الطبيعية في هذا الشتاء الأخضر والمشمس نشاطها وحتى الشواطئ، خاصة في عنابة والقالة صارت مزدحمة بالوافدين، وهي صور أخرى سافرت إلى كل القارات وألهبت الغيرة والدهشة في قلوب الكثيرين الذين قارنوا بالوضع الصحي المتردي الموجود حاليا في أوروبا بالحجر الصحي والغلق التام في العديد من البلدان وخاصة العواصم الكبرى مثل برلين وباريس ومدريد وروما ولندن وأيضا بالمناخ الشتوي من برد وثلج وأمطار طوفانية، وبما يحدث في الجزائر من حياة طبيعية وتسوّق وسياحة من دون قيود ولا كمامات ولا تباعد، وكانت التعليقات جميعها ممزوجة بالدهشة وعدم تصديق بأن الجزائر المتوسطية، تعيش في بحبوحة صحية وأيضا مناخية ونفسية مقارنة ببقية البلاد المجاورة لها في الضفة الشمالية.

وإلى غاية السبت، تجاوزت حالات الإصابة بفيروس كورونا بكل أشكاله في الولايات المتحدة الأمريكية الـ28 مليونا واقترب رقم الوفيات من النصف مليون، وتجاوزت 11 مليونا في الهند و10 ملايين في البرازيل وقاربت الخمسة ملايين في إنجلترا وروسيا وتجاوزت الثلاثة ملايين وستمائة ألف في فرنسا، وقاربت النصف مليون في المغرب والربع مليون في تونس، ومازال الرقم يراوح في 111 ألف في الجزائر وهي نعمة تتطلب الحفاظ عليها بمعاودة التنبيه إلى أن الجائحة لم تغادر بعد، ولم تعد من الماضي، كما يتصور الناس أو غالبيتهم في الجزائر.
ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Souhila

    ماشاء الله لاقوة إلا بالله العلي العظيم

  • نبيل

    عنما تفرض ارتداء الكمامة داخل السيارة الخاصة او في الأماكن المفتوحة هذا ماتجنيه, فالكثير كان يشكك من ان المرض ليس بالخطورة التي يروج لها الاعلام و ان الحكومات تستعمله لاغراض سياسية, فعندما يرى شخص يجلس وحيدا في سيارته و يحصل على مخالفة 10000 دينار بسبب عدم ارتداء الكمامة ستتأكد شكوكه, و سيوقن بأن الحكومة تفرض ارتداء الكمامة فقط من اجل ملأ الخزينة, فتصبح الكمامة رمز للاظطهاد بالنسبة له, و لن يقوم بارتدائها الا عندما يشاهد قواة الأمن...