-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تجاوب الجزائري مع الأمراض والكوارث:

جزائريون يستقبلون الكوارث بالرقص والسخرية

صالح عزوز
  • 2699
  • 2
جزائريون يستقبلون الكوارث بالرقص والسخرية
بريشة: فاتح بارة

أبان اكتشاف أول عينة من مرض الكورونا في الجزائر، حقيقة الجزائري في التعامل مع الكوارث الطبيعية أو الأمراض، حتى ولو كانت فتاكة. ففي الوقت الذي كان العالم يرتعد فيه من هذا الفيروس، الذي ينتشر بسرعة في بلدان متطورة جدا، من حيث العدة والعتاد والتكنولوجيا الحديثة، وهي قادرة حتى على مكافحته في ساعاته الأولى، جعل منه الجزائريون أضحوكة على منصات التواصل اجتماعي، وتحول إلى مادة خام للتنكيت بين الأشخاص، كل على طريقته. وأصبح بذلك هذا الفيروس القاتل، عبارة عن وصلات للضحك والسخرية.

الأمر لا يتعلق بهذا الفيروس فقط، غير أن موجات السخرية والتنكيت على الكوارث الطبيعية والأمراض أصبحت ظاهرة عند الجزائريين. والغريب، أن مجرد حدوث هذه الظواهر، يتحول إلى نكت للضحك في يومها الأول، دون حتى معرفة تبعياتها، التي ربما سوف تكون مضرة أو قاتلة. وهو ما حدث مؤخرا مع هذا الفيروس، حيث اتخذت الكثير من دول العالم العديد من التدابير، التي بموجبها يكون الحفاظ على سلامة مواطنيها والحد من انتشاره، حيث أغلقت موانئها ومطاراتها، وأجلت كل التظاهرات الثقافية والرياضية والفنية، التي لم تؤجل منذ سنوات، لقيمتها المعنوية وكذا الاقتصادية، لكن الخوف من هذا الفيروس، حتم عليها هذه الإجراءات، وهو أمر لم يحدث منذ سنوات، إن لم نقل قرون وأزمنة كثيرة مضت.. كل هذا، يحدث والجزائري قابع في مواقع التواصل الاجتماعي، يحاكي هذا الفيروس بسخرية كبيرة بين أصدقائه عبر منشوراته وتعاليقه، ولم يتخذ هذه التدابير التي تقلل من انتشاره على الأقل، بل لا يزال يعيش حياة عادية، سواء في المعاملات أم التواصل بين الأفراد، فقط بعض الإجراءات الروتينية التي كانت من قبل فقط.

هل ألف الجزائري الموت؟

إن ما وصل إليه الجزائري من استخفافه بالأمراض والكوارث الطبيعية له مدلولات عديدة في الواقع، وهذا ما ظهر في الكثير من التعاليق في الوسائط الاجتماعية، التي أصبحت منبرا لترجمة العواطف والأحاسيس وكذا الآراء في كل المجالات، التي تمكن من استنتاج كل ما يدور في ذهن العديد منا. وعبر الكثير، على جدار الفيسبوك، بأن الكورونا ليس مخيفا، وليس قاتلا،كما يعتقد الكثير من الناس، ولا يهم ما يحصل في العالم جراء انتشاره، لأن في مقابل هذا، توجد الكثير من الأمراض القاتلة في الجزائر، قبل هذا الفيروس، تعتبر أشد منه وطأة عليهم، فالتشرد يقتل والبحر يقتل والطرقات تقتل على حد تعبيرهم، وهذا ما نلاحظه في اليوميات التي أصبحت لا تخلو من الكوارث الطبيعية وأخرى بشرية، فلم الخوف إذن من هذا الفيروس، الذي ربما يكون أرحم من هذا كله، مادام عدد موتى البشر منه لا يتجاوز 2 بالمائة، ويقتل فقط عينات محددة من المجتمع، وهذا ما يترجم بكل وضوح أن الجزائري ألف الموت، بل منهم من قال إنه ينتظره نتيجة للمعيشة الصعبة التي يعيشها.

لقد عكس ظهور هذا الفيروس في العالم خفايا معدن الجزائري، فمع مرور الوقت، أصبح لا يبالي بما يحدث من كوارث طبيعية أو انتشار أمراض قاتلة، فمنهم من يرى أن كل شيء مقدر من عند الله، فلم الخوف؟ ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ومنهم من ألف الموت، لأنه يقف عنده كل يوم مرات عديدة، ويمر بالقرب منه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • keddor

    UN PEUPLLE QUI AIME LA FETE TOUT LE TEMPS IL S EN FOUT D AUTRE CHOSE

  • مقبرة المواهب

    مقال سطحي تعميمي فارغ كلام مقاهي لا يخضع لاي اسس ... كول الخبز يابلارج في بلاد الواق واق ... الجزائريون مثلهم مثل باقي الشعوب لكن المسؤولين و خدامهم و معارفهم ماشي كيما باقي الشعوب ... يا عاجبة ربي وين صرات بلاد تفتح لشعبها حتى ل 3 مساء ???!!! الامة تخرج في وقت واحد مستريسين كارهين فوق القلب ... الفرق في حسن التدبير و التسيير العقل الاستشارة و الحكمة. الايام دول يوم لك و ايام عليك و كما تدين تدان.