-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد أن كان الوباء "سرّا عائليا" لا يعلمه أحد

جزائريون يعلنون إصابتهم بكورونا على صفحات التواصل

جزائريون يعلنون إصابتهم بكورونا على صفحات التواصل
أرشيف

شاع في الفترة الأخيرة، خاصة بعد معاودة انتشار فيروس كورونا في الجزائر وتجاوز رقم الألف حالة يوميا، نشر الكثير من الجزائريين وحتى الجزائريات خبر إصابتهم بفيروس كورونا، حيث يكون الأمر إما إخطار زملاء صاحب الصفحة والتأسف عن الغياب بسبب مباشرة العلاج، أو من أجل طلب الدعاء في سبيل الشفاء العاجل، وهناك من حوّل القضية إلى مسلسل من التغريدات بالصور، يضع فيها صاحب الصفحة المتابعين أمام صورة معاناته مع الفيروس يوميا، ويقدم الوصفات الطبية والطبيعية التي يتعاطاها، مع استقبال سيل من التعليقات التضامنية، بين داع وناصح وحتى رافض لتحويل مرض شخص إلى ما يشبه قضية رأي عام.

“الشروق” سألت عددا من أصحاب هذه الإعلانات المرضية عبر الخاص، عن سبب نشرهم لأمر يختلف الأطباء بشأن الكشف عنه أمام الناس، فكانت الردود مختلفة، بين من يعتبر ما يقوم به توعية للناس لتأكيد أن فيروس كورونا حقيقة، وهو وباء خطير يوصل بعض المرضى إلى العناية المركزة وحتى إلى الموت، وبين من يعتبر المرض من يوميات الأفراد، فكما يعلنون عن أفراحهم وأحزانهم على صفحاتهم للأصدقاء والأهل، يعلنون عن أمراضهم بهدف الإخبار وطلب النصيحة وخاصة الدعاء.

سألنا الطبيب يوسف صاولي، وهو مختص في الأمراض المعدية، عن رأيه، فمال إلى السرية، فبنظره، المريض عليه أن يعالج بدنيا ونفسيا، من خلال التركيز على العلاج، فالوباء يتطلب مناعة قوية، ولا يمكن للمناعة من أن تكون في قمتها إلا بالمعنويات المرتفعة من خلال الابتعاد عن الجهد الإلكتروني، كما أن المريض في حاجة إلى طبيب يقدم له بروتوكول علاج يطبقه بحذافيره، وليس تلقي نصائح من عامة الناس قد تبعده عن العلاج الحقيقي، خاصة أن البعض في قضية وباء كورونا كفروا نهائيا بالأدوية الصيدلانية وركزوا فقط على الخلطات والأعشاب، في الوقت الذي ثبت وجود مضاعفات لدى مرضى كورونا لا يمكن تجاوزها إلا بتعاطي أدوية معروفة تمنع مثلا تخثر الدم، أو الاستعانة بأجهزة تنفس أيضا معروفة لضخّ الأوكسجين في رئة المريض، ولا يمكن لأي أعشاب أن تحقق ذلك، أما النفسانية إيمان مغراوي، فترى الأمر مجرد بوح من مريض تعوّد على مقاسمة الناس حميمياته، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو بصدد البحث عن أصدقاء جدد وربما الهروب من الخوف من المرض.

بينما يرى آخرون بأن بعض المعلنين عن المرض، وربما هم أصحاء أو غير مؤكد إصابتهم أصلا بالفيروس إنما يريدون الحصول على عطل مرضية والابتعاد عن العمل أو التهرب من أناس يدينون لهم بمبالغ مالية، أو استعطاف الناس لأسباب في أنفسهم، وفي كل الحالات، فإن التغريدات الوحيدة التي تتفوق على تغريدات إعلان المرض بفيروس كورونا في هذه الأيام وبالضبط منذ بداية شهر نوفمبر الحالي، هي التغريدات التي تعلن عن وفاة هذا أو ذك أو تلك بفيروس كورونا.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!