-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لا زيارات ولا لمة ولا جماعة ومواقع التواصل تسد الفراغ

جزائريون يقضون أول عيد “افتراضي” بسبب كورونا

وهيبة سليماني
  • 623
  • 1
جزائريون يقضون أول عيد “افتراضي” بسبب كورونا
الشروق أونلاين

يتوقع الكثير من المختصين في علم الاجتماع والنفس، زوال بعض العادات والتقاليد في حال استمرار جائحة كورونا أو التعايش معها مستقبلا، حيث رغم أن التواصل البعدي بمختلف الوسائط التكنولوجية، عزز المشاعر وخلق نوعا من الألفة والحنين بين أفراد العائلة والأصدقاء، إلا أن هذا الدور الايجابي حسب ذات المختصين، قد ينعكس سلبا إذا طالت أزمة فيروس “كوفيد 19”.

وفي السياق، قالت الباحثة في علم الاجتماع، والأستاذة بجامعة الجزائر2، ثريا التيجاني، إن عيد الأضحى لعام 2020، كان بمثابة ترويض للمشاعر وتعزيزها عن طريق التواصل البعدي، هذا الأخير الذي يلعب حسبها، دورا كبيرا في بناء الجانب العاطفي، وخلق الحنين والألفة.

ولا يستهان حسبها، لا من الناحية الاجتماعية ولا النفسية، بالتواصل عبر الهاتف، والفايسبوك ومختلف الوسائط الأخرى، خاصة تلك التي تكون فيها المحادثة المباشرة وراية الشخص الآخر.

وأكدت التيجاني، أن هذا التواصل من شانه، تأجيج المشاعر والمحبة، والاشتياق للآخر، خاصة ناحية الأم أو الزوجة أو الأولاد، والأصدقاء أيضا، مضيفة أن الجزائريين عززوا هذه المرة وخلال يومي العيد، التواصل البعدي، وكان هناك بين أفراد العائلة الذين تعذر عليهم التجمع في بيت واحد، وقضاء المناسبة معا، عواطف ومشاعر بعدية وحنين قوي لبعضهم البعض، سيما عندما يتكرر الاتصال او التواصل عدة مرات.

ولكن، حسب الباحثة، في علم الاجتماع، سوف يؤدي التواصل البعد والاعتياد عليه، مع مرور الزمن إلى الانطواء والعزلة، والتعود على العيش الفردي، وتجنب اللمة والزيارات، والولائم، وبالتالي تندثر العادات والتقاليد خاصة تلك المبتدعة حسب المناطق والشعوب.

تدني المعيشة عامل آخر وراء التواصل البعدي

وأوضحت أستاذة علم الاجتماع، الدكتورة ثريا التيجاني، أن أزمة كورونا، قلبت موازين الأسر الجزائرية، وجاء هذا في عصر التكنولوجيا والرقمية، وأن ما خلفته الأزمة من تدني في المعيشة وعجز بعض العائلات على مواجهة المصاريف والحاجيات الضرورية، سيضطرها إلى التخلي عن بعض العادات والتقاليد، حيث أن الكثير من الجزائريين، ساعدهم الوضع الحالي وإجراءات الوقاية من كورونا، مفضلين بذلك التواصل البعدي لتقديم تهاني العيد، بدل تبادل الزيارات.

علم النفس: الاحتكاك الجسدي واللمس أساس الاشتراك في الحياة العائلية

ومن جهته، قال الدكتور مسعود بن حليمة، المختص في علم النفس، أن للتواصل البعدي عن طريق منصات “الفايسبوك”، و”التوير”، ووسائط المحادثة عن بعد، والهاتف، دور في خلق الألفة، والحفاظ على المشاعر بين أفراد العائلة، والأهل والأصدقاء، لكنها ألفة زائلة حسبه، في حال استمرارها لمدة طويلة، حيث أن الإنسان حسبه، لديه غريزة القرب والاحتكاك، ومشاعر الأمومة، واللمس والاحتكاك بين الأفراد في العائلة الواحدة، هو ما يخلق المودة والروابط العاطفية والتعود والشعور بالانتماء.

وأضاف بن حليمة” البعيد عن العين بعيد عن القلب”، فوسائل التواصل البعدي لا يمكنها أن تحتفظ على المحبة والألفة، بل هي حسبه، تساهم في العقلية الفردية والانطوائية.

وتوقع بن حليمة، زوال الكثير من العادات والتقليد السيئة التي طالما اثقلت كاهل العائلات، وأحرجتهم، وساهمت ايضا في نقل العدوى والأمراض، وهو جانب ايجابي حسبه، مما سيخلفه فيروس كورونا المستجد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • قناص قاتِل الشـــــــــــر

    كاين بعض العباد مام بلا كورونا كانو يجوزوه افتراضي