-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
انتشار مخيف للوباء في المدن والقرى

جزائريون ينزحون إلى الريف هربا من كورونا

صالح سعودي
  • 2597
  • 0
جزائريون ينزحون إلى الريف هربا من كورونا
ح.م

لم تتوان الكثير من العائلات المقيمة في المدن في تحويل الوجهة نحو مختلف القرى والأرياف، هروبا من الضيق والحرارة والعدوى، وهو ما وقفنا عليه مؤخرا في مختلف مناطق الأوراس، خاصة في ظل الانتشار المخيف لجائحة كورونا، ما يجعل الأرياف حسب البعض بمثابة المكان الآمن، خاصة في ظل تشييد المساكن في أماكن متباعدة نسبيا، وكذا إمكانية الاستمتاع بالسياحة الجبلية، على وقع النسيم العليل والمنابع المائية الصافية وغيرها من المكاسب الطبيعية والصحية التي تتوفر عليها المناطق الجبلية والريفية بشكل عام.

تحول الريف إلى بديل فعلي للكثير من العائلات الجزائرية هروبا من شبح وجحيم جائحة كورونا المنتشرة بشكل مخيف في المدن والأحياء الشعبية بالخصوص، حيث لجأت الكثير من الأسر والعائلات الأوراسية إلى استغلال الظروف الحالية من أجل الإقامة في الريف، سواء في منازل يملكونها في القرى والمداشر والمرتفعات الجبلية، أو يتم كراؤها لهذا الغرض، على غرار ما هو حاصل في نقاوس وراس العيون والشمرة وتكوت وآريس ووادي عبدي وإشمول وإينوغيسن ويابوس وبوحمامة وغيرها من أرياف باتنة وخنشلة، حيث تجسدت الخطوات الأولى خلال شهر رمضان المنصرم، لتتواصل بنفس الوتيرة مع حلول فصل الصيف والإبقاء على إجراءات الحجر الصحي، ما جعل البعض يعلق على المشهد بأن الأمور انقلبت من النزوح الريفي نحو المدن الذي عرفته الجزائر منذ الاستقلال إلى مبدأ النزوح والهروب نحو الريف الذي يبدو في نظرهم المكان الآمن خاصة في زمن كورونا، ما يجعل أمر مغادرة المدن أمرا حتميا لمن سمحت له الظروف بذلك، خاصة في ظل الأجواء الطبيعية التي تميز القرى والأرياف، فضلا عن التباعد في بناء السكنات، وهي من الشروط التي يراهن عليها الجميع من أجل ضمان السلامة في زمن كورونا.

فضاء أمثل لتحقيق التباعد الاجتماعي

يؤكد الدكتور رمزي بوبشيش، طبيب بمستشفى مروانة بباتنة، في حديثه لـ”الشروق” بأن الريف تحول اليوم من مكان منبوذ يفر منه الأكثرية إلى مكان محبوب وآمن في زمن وباء كورونا، إذ أن تحويل البعض للإقامة في الريف ولو مؤقتا واستغلالا للصيف يعد بديلا مريحا حسب محدثنا للوقاية من انتشار وباء كورونا بين الأشخاص وتقليل فرص الإصابة به، وقال الدكتور رمزي بوبشيش في سياق حديثه للشروق “إنه ومع غياب علاج ولقاح ضد فيروس كورونا تبقى الوقاية هي العلاج الأمثل، وتتحقق هذه الوقاية بالتباعد الاجتماعي والجسدي الذي يعد الطريقة الأمثل لتفادي الإصابة بفيروس كورونا وانتشاره، وتعزز الأرياف هذا التباعد الاجتماعي والجسدي، وتعتبر المكان المناسب لتطبيق الوقاية وطرق التباعد الجسدي بسبب غياب الاكتظاظ والكثافة السكانية العالية وتباعد المنازل عن بعضها، وبالتالي قلة الاحتكاك بين الأشخاص”.

كما أن الأرياف حسب الدكتور رمزي بوبشيش تشهد غيابا كليا لمختلف المرافق العمومية والخدماتية المعروفة بالتجمعات البشرية الكبرى كالأسواق والمحلات التجارية ومؤسسات البريد والنقل والشوارع المكتظة، وبالتالي تقليل فرصة الاحتكاك بين الأشخاص وتعزيز فرص التباعد الاجتماعي والجسدي بين الأشخاص، كما أن الأرياف في نظر محدثنا تعد أماكن طبيعية مفتوحة على الهواء الطلق والنقي الذي يضمن نسبا أقل لانتشار الفيروس ونقل العدوى للأشخاص.

وإذا كانت بعض المعطيات ترى بأن الريف يعد المكان الآمن نسبيا للهروب من شبح جائحة كورونا، إلا أن الكثير يجمع على أن الوقاية هي الخيار الأساسي في الوقت الراهن، وهذا من خلال تطبيق جميع الإجراءات التي دعت إليها المصالح الطبية، وفي مقدمة التباعد الاجتماعي والميل إلى الحجر الصحي لتفادي الاحتكاكات التي قد تكلف غاليا، بدليل أن كورونا أصبحت غير متمركزة في المدن والأحياء الشعبية فقط، بل تسببت أيضا في ضحايا في عمق الأرياف والمناطق الجبلية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!