جزائريون يُحيون ليلة القدر بالشعوذة والخرافات!
يستغل الكثير من باعة الأعشاب والعقاقير، الاعتقادات الخاطئة لبعض الجزائريين، لتسويق منتجاتهم، حيث يكثر الإقبال عليهم تزامنا مع بعض المناسبات.. ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر في العبادة والتقرب إلى الله خلال العشر الأواخر من رمضان، جعلها أصحاب النفوس الضعيفة وبعض المشعوذين فرصة للتقرب إلى الشيطان!..
قطران، وبخور، وحيوانات مجففة، وحروز، وتذويب “الرصاص”، وغيرها من الأشياء الغريبة التي تبرز على طاولات باعة الأعشاب وتتصدر قائمة محلاتهم تزامنا مع ليلة الـ27 رمضان التي تعتبر في الموروث الشعبي الجزائري ليلة القدر.. عجائز وفتيات يتهافتون عليها وحتى شباب من الذين يبحثون عن مناصب شغل أو مقبلون على امتحان شهادة البكالوريا.
ويعتقد الكثير من هؤلاء أن الحظ سيجلب بهذه الأشياء تزامنا مع أطلاق سراح الشياطين مع هذه الليلة، ولا تستغني الكثير من العائلات الجزائرية عن القطران الذي يوضع على معصم أيادي الأطفال وأسفل أقدامهم ظنا منهم أن الجن لا يمسهم بسوء.
وفي هذا السياق، أكد الحاج الطاهر بولنوار، رئيس جمعية التجار الجزائريين، أن الكثير من الأعشاب وبعض العقاقير التي يستعملها مشعوذون تزامنا مع بعض المناسبات كليلة القدر، سامة. وقال إن التجار الشرعيين لا يعاقبون عن الأعشاب والعقاقير التي يبيعونها، وهم غير مسؤولين عن المعتقدات الخاطئة والأوهام التي يعتنقها البعض.
ودعا البلديات إلى محاربة “بزناسية” أعشاب وعقاقير الشعوذة، الذين يستغلون ضعفاء الشخصية والإيمان للتجارة، تزامنا مع ليلة القدر، بأشياء قد تعرض مستعمليها لأمراض أو تسممات خطيرة.
ليلة القدر بين العبادة والدجل
من جهته، يرى المختص في الطب النفسي، الدكتور مسعود بن حليمة، أن ليلة القدر من الجانب الشعبي، تعتبر موروثا اجتماعيا تقليديا يتضمن الكثير من العادات والقواعد العرفية، ويحييه الجزائريون بالأطباق التقليدية وحفلات الختان، والعبادات والصدقات، ولكن نظرا إلى وجود فئة تتخبط في الكثير من المشاكل الاجتماعية، والنفسية، فهي تقاوم بين اليقظة الروحية وحالة من “الخبل” الذي يجعل صاحبه لا يفرق بين الدين والوهم.
وقال إن أصحاب النفوس الضعيفة يعتنقون الخرافة الشعبية، التي تقول إن السماء تنشق وتصدر ضوءا وإن كل شخص يتزامن دعاؤه مع هذه الحادثة، يتحقق في حياته، وفي أسرع وقت، كما تسيطر على أذهان المرضى نفسيا هلاوس تتزامن مع المناسبات الدينية كليلة القدر.
وأكد الدكتور مسعود بن حليمة، إن مثل هذه الحالات النفسية، يستغلها المشعوذون للربح ويجد منهم تجار الأعشاب والعقاقير زبائن أوفياء يقبلون على أي شيء يعتقدون أنه يحقق لهم ما في بالهم من آمال وأطماع.