جزار يلتحق بالإرهابيين “خوفا من التصفية!”

التمست الخميس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران إنزال أقصى عقوبة في حق جزار وجهت له تهمتي الانخراط في جماعة إرهابية تتخذ من الجبال المتاخمة لأعالي منطقة مستغانم قواعد خلفية لنشاطها، إلى جانب عدم التبليغ عن جناية تخص نفس الجماعة.

وحسب ما دار في جلسة المحاكمة، فإنه خلال عام 2016 بولاية مستغانم، وبناء على معلومات وردت إلى مصلحة الأمن الداخلي عن وجود اتصالات بين المتهم المدعو (ح. م. ب. ص)، الذي يعمل في محل جزارة بذات المنطقة والمكنى (أبو العز)، واسمه الحقيقي (ب. ع)، وهو شخص معروف أمنيا بأنه التحق بالجماعات الإرهابية وأحد عيون خلاياها النائمة، وتم توقيف المشتبه فيه، وخلال التحقيق معه، قدم هذا الأخير تفاصيل عن علاقته بالإرهابي أبي العز، حيث أقر باتصالاته به، والتي بلغ عدد الأخيرة منها قبل توقيفه ثلاث مرات، وفي إحداها عرض عليه صراحة التعاون معه لصالح الجماعة الإرهابية التي ينشط تحت إمرتها، مبلغا إياه بوقوع الاختيار عليه في سنة 2015 ليتكفل بإمدادها بالمؤن الغذائية، ليصبح بالتالي أحد منخرطيها الذي يعتمد عليه في توفير الدعم المادي لها من أجل أن تضمن لعناصرها المعزولة في الجبل ولنشاطها الصمود ومقاومة الجوع.

قبل أن يليّن (ح. م. ب. ص) موقفه، ويحاول تصحيح أقواله في المرحلة الثانية من التحقيق، لاسيما في وجود ما يثبت تلك الاتصالات بين الطرفين على شريحة هاتفه، وأيضا استنادا لشهادة الإرهابي نفسه عليه، حيث فسر المتهم في قضية الحال ترحيبه بذلك العرض من باب أنه كان مكرها عليه، مشيرا إلى تعرضه للتهديد من طرف تلك الجماعة الإرهابية بالتصفية الجسدية في حال قرر الرفض.

وخلال المحاكمة، نفى المدعو (ح. م. ب. ص) علمه من قبل بانتماء (ب. ع) للجماعات الإرهابية، حيث قال أنه كان بالفعل يعرفه بحكم انه جار له، لكن تلك العلاقة كانت سطحية، إلى أن تلقى منه ذات يوم اتصالا هاتفيا اعترف له فيه بحقيقة نشاطه السري، وأبدى له حينها استعداده للنزول من الجبل ونيته في التوبة والاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية، لكن المتهم قال أن تصريحات (ب. ع) لم يأخذها على محمل الجد، ظنا أنها من باب الهزل، لعلمه بما يعانيه من قصر شديد جدا في البصر، وبالتالي اعتبره من المستحيلات أن يقدر على العيش في الجبل أو تعتمد عليه الجماعات الإرهابية في خدمتها، فيما تمسك بطلب البراءة، وعدم تقبل أن يجره الرد على اتصالات جاره الذي كان يجهل نشاطه ولم يصدق اعترافاته على نفسه إلى السجن لأربع سنوات أمضاها في تعاطي أدوية عصبية للتخفيف من حدة الصدمة النفسية، لكن النيابة العامة اعتبرت تصريحات المتهم متناقضة وغير منطقية، لتقدم التماساتها سالفة الذكر في حقه.
خ.غ