جمال بلماضي يتطلع إلى تحقيق الكثير من أحلامه في سنة 2020!

لأول مرة في تاريخ المنتخب الوطني الجزائري يذكر اسم المدرب الناخب الوطني أكثر من ذكر اللاعبين، إذ لا تكاد تخلو صحيفة جزائرية أو قناة فضائية، وبشكل يومي عن ذكر جمال بلماضي وكلّها تصب في خانة الإشادة به، وانتقلت الإشادة إلى بلدان أخرى خاصة فرنسا، حيث تربى كرويا وتتلمذ إلى أن خاض كل تجاربه التدريبية خارج فرنسا، وانتهاء بقيادته المنتخب الجزائري وتحطيمه بعض الأرقام الوطنية في عدد الإنجازات من انتصارات في ظرف وجيز لا يزيد عن السنة إلا ببضعة أشهر.

جمال بلماضي دخل كأول مدرب عربي وإفريقي “التوب” العالمي، وكان آخرها حصده للقب خامس أفضل مدرب للمنتخبات الوطنية في العالم، ليجد نفسه أحسن من كبار المدربين ومنهم روبيرتو مانشيني مهندس العودة القوية لمنتخب إيطاليا الذي غاب عن المونديال السابق وتمكن مانشيني من إعادته إلى قوته المعهودة وصار الإيطاليون يراهنون على التتويج باللقب العالمي في قطر 2022، إضافة إلى المدرب الهولندي رونالد كومان الذي يقود حاليا المنتخب الهولندي إلى الإبهار والفوز على كل منافسيه.

وكان جمال بلماضي قد احتل المركز الرابع ضمن استفتاء الفيفا فعرفه الناس وصار من أشهر المدربين في العالم، أو على الأقل في العالمين العربي والإفريقي.

بلوغ جمال بلماضي المركز الخامس هذه المرة جاء من خلال تتبع النتائج وتفادي الخسارة حيث احتل المركز الأول مدرب منتخب البرتغال وفي المركز الثاني مدرب البرازيل وفي المركز الثالث الناخب الإسباني، وتفوق على جمال بلماضي مدرب منتخب فرنسا بنقاط قليلة جدا، ما يعني أن كل الذين تفوقوا عليه ينتمون إلى بلدان مشهورة بعراقتها في لعبة كرة القدم.

كما أطلت مجلة فرانس فوتبول على لسان أحد مشاهير الكرة في فرنسا لتتحدث عن رغبة قديمة وربما حديثة، عن حلم جمال بلماضي بقيادة نادي باريس سان جيرمان الذي يعتبر حاليا الأغنى في العالم، ومن دون أن يرد جمال بلماضي على هذا الكلام، فإن محللين اعتبروه طموحا مشروعا، وربطوه بكون مالك النادي الباريسي قطريا وجمال بلماضي اشتهر في قطر ويقطن في هذا البلد حاليا، كما أن مالك باريس سان جيرمان جرّب المدربين من كل الجنسيات الأوروبية وفشل إلى حد الآن في تحقيق اللقب المأمول وهو رابطة أبطال أوربا، وقد يجد في النهر العربي الإفريقي ما لم يجده في البحر الأوروبي؟

سيكون من الصعب أن يفكر جمال بلماضي في ترك الخضر في الوقت الراهن بحثا عن شهرة عالمية من خلال مقارعة كبار المعمورة في التدريب مثل أنشيلوتي وغوارديولا وكلوب وزيدان وضغط المباريات المثيرة التي تشبه المعارك التي يكون فيها الضحايا أكثر من المنتصرين، وستكون مجازفة غير محمودة العواقب وهو لم يُكمل مشروعه بعد ولم يشبع انتصارات وتتويجات مع بلد منحه ثقة الأنصار وصكا على بياض للعمل والقيادة واختيار ما شاء من لاعبين ومن طاقم إداري وفني ومسيّر، ولن يجد بسهولة مثل هذه الظروف، وهو يعلم بأن تدريب أي جزائري ولو كان من مزدوجي الجنسية لأي فريق من الدرجة الثانية في فرنسا صعب جدا، فما بالك بتدريب الفريق الأقوى، لأن الإفريقي مازال اسمه مختصر في لعب الكرة والركض خلفها، وليس الجلوس على مقاعد البدلاء لهندسة اللعب، بدليل أن كبار القارة السمراء مثل إيتو ودروغبا ويايا توري وروجي ميلا، لن يحلموا بأكثر من تدريب منتخبات بلدانهم، أما الفرق العالمية الكبرى فأقصى ما يحلمون به هو مشاهدتها من المدرجات فقط.

أحلام مشروعة وأخرى غير مشروعة لجمال بلماضي الذي مازال في بدايته مع عالم التدريب، فما يقوم به حاليا مع الخضر هو نموذج من العمل العلمي الممنهج الذي آتى أكله بسرعة. وإذا تأكد أن الرجل ينتظر قرعة تصفيات مونديال قطر، لرسم خارطة طريق تضمن المشاركة في هذه الكأس العالمية التي سبق للجزائر أن لعبتها في أربع مناسبات بأجيال مختلفة ومدربين غالبيتهم من المحليين الجزائريين، وباشر بعد التأهل ومعرفة مجموعته المونديالية في التخطيط لتحقيق إنجاز جزائري وعربي وقاري غير مسبوق لن يكون أقل من بلوغ الدور نصف النهائي من كأس العالم 2022، فمن حقه أن يطمح بعد ذلك إلى ما هو أكثر ربحا ماليا وفنيا وشهرة بقيادة فريق عالمي كبير، وهو إنجاز لن يكون فرديا يخص جمال بلماضي فقط، وإنما سيفتح الطريق لمدربين جزائريين وعرب وأفارقة، مازالت إلى حد الآن كل أبواب أوربا بما فيها البلدان المتواضعة في عالم الكرة، موصدة في وجوههم.
ب.ع