-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لن تعود إلى المدرجات إلا بعد ظهور لقاح خاص بوباء كورونا

جماهير الكرة ستفتقد “التيفو” و”الأهازيج” في مباريات “الويكلو”

جماهير الكرة ستفتقد “التيفو” و”الأهازيج” في مباريات “الويكلو”
أرشيف

أجمع متابعو مباريات الدوري الألماني التي عادت للنشاط بحر الأسبوع الماضي على أنها كانت ناقصة من توابل اللعبة الشعبية، وهي الحضور الجماهيري، ولن نتحدث عما يفعله الجمهور في المدرجات من أجواء مفعمة بالتشجيع وصور تيفو وغيرها من الألعاب النارية.

في بعض الأحيان تكون أكثر متعة عما نشاهده في أرضية الميدان بين الفريقين، وحتى ديكور المباريات كان ناقصا، لأن منظر الكراسي الشاغرة يوحي وكأننا في مباراة تدريبية لا ندّية فيها ولا حماس، حتى إن بعض التدريبات لأندية كبيرة أو منتخبات قوية في تواجد الأنصار، نراها أكثر حماسا من مباريات رسمية من دون جمهور، وفي الغالب فإن عودة الجماهير بنفس الطريقة السابقة أي ما قبل وباء كورونا مؤجلة بسبب الخوف من انتقال سريع للعدوى، إلى أن يظهر الاكتشاف الحلم وهو لقاح خاص بوباء كورونا، أي أننا سنقضي ما تبقى من دوريات، وأيضا نصف دوريات الموسم القادم من دون ملح المباريات وهو الجمهور الغفير والحماسي، وبالتأكيد سنشاهد ما تبقى من مباريات الدور الثمن النهائي وربع نهائي ونصفه والنهائي من رابطة أبطال أوربا من دون جمهور، أمام حسرة عشاق كرة القدم الذي كانوا يشاهدون ويتمتعون بما في الميدان وما في المدرجات.

آخر مباراة حماسية بجمهور من ذهب تابعها عشاق الكرة في العالم، قبل مصيبة كورونا، تعود إلى الـ 13 من شهر مارس الماضي أي منذ شهرين ونصف، عندما استضاف نادي ليفربول الإنجليزي فريق أتليتيكو مدريد ضمن مباريات إياب ثمن نهائي رابطة أبطال أوربا، حيث قدّم مخرج المباراة صورا باهرة لجمهور ليفربول الأحمر، وهو في قمة سعادته عندما كان ناديه متقدم في النتيجة بهدفين لصفر، ثم عاد ليصوّر أهازيج وفرحة جمهور أتليتيكو مدريد الجنونية بعد أن قلب الطاولة فريقه على ليفربول، وفاز وانتزع من البطل بطاقة الدور ربع نهائي المنافسة، وللأسف فإن الجمهور الذي كان دائما ملح المباريات صار متهم، بكونه كان من أسباب نقل العدوى وتفشي الجائحة التي قتلت عشرات الآلاف في البلاد العاشقة لكرة القدم.

جماهير الكرة في العالم تعوّدت منذ سنوات على أن تصنع بنفسها الحدث من خلال رسم تيفوهات لها الكثير من المعاني، وقبل مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة سواء جرت المباراة في بيرنابيو أو نيوكامب، يقدّم أنصار الفريقين صورة باهرة تجعل الملعب في قمة الجمال، ويقدم الإسبان أنفسهم للعالم، وحتى لاعبي الفريقين ينبهرون بالصورة ونجدهم يلتقطون صورا وسيلفيهات للذكرى، وقبل منع استعمال الشماريخ كانت ملاعب جنوب أمريكا وإيطاليا تلتهب نارا وضياء قبل أن تنتقل الظاهرة ومازالت في الجزائر، بالرغم من أن القوانين تمنع استعمال الشماريخ بسبب خطورتها على اللاعبين وعلى البساط الأخضر، أما عن الأهازيج فلا يبدو منافس للإنجليز، سوى الجمهور الألماني، فلكل فريق أغاني خاصة به يكتبها شعراء معروفين في المدينة من عشاق النادي، وتبقى أغنية لست وحدك، التي يغنيها أنصار فريق ليفربول الأروع، وهي الأنشودة التي حوّلت هزيمة رفقاء محمد صلاح في برشلونة بثلاثية نظيفة إلى فوز كاسح برباعية كاملة في لقاء الإياب، حيث صارت الأغنية تبث الحماس في اللاعبين فيدخلون وكأنهم في حرب.

على المدرجات أيضا تصنع العائلات والأطفال الصغار والرضع والعجائز الحدث، كما صار تواجد حسناوات وعارضات أزياء وملكات الجمال طاغ، حيث ينسى الناس ما يدور على الميدان، ومجرد تواجد زوجة وأبناء بيكام في الملعب كان حدثا لا يصنعه دافيد على الميدان، ونذكر جميعا الحدث الذي صنعه فرانك ريبيري وزوجته الجزائرية وأبناءهما وهم يحملون ويرتدون القمصان الجزائرية خلال نهائي كأس أمم إفريقيا الذي لُعب في ملعب القاهرة في الصائفة الماضية.

في كل ملاعب الجزائر من دون استثناء يوجد مناصرون متميزون لا تحلوا المباريات من دونهم، يصنعون الفرجة وينقلونها من ملاعب الكرة الخضراء إلى المدرجات ويتسابق المناصرون للجلوس بالقرب منهم، فطريقتهم في التشجيع وتأثرهم وطريقة فرحتهم خاصة جدا، وهو ما جعل مباريات الكرة عبارة عن تفاعل كيميائي بين اللاعبين والمناصرين، وسيكون من الصعب جدا هضم مباريات ريال مدريد وليفربول وجوفنتوس وبرشلونة من دون جمهور، كان في العادة يصنع دورا حاسما ويطلق عليه اللاعب رقم 12.
ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!