“جمعة سوداء” لمستعملي قطارات الجزائر ـ وهران

عبر عدد كبير من مستعملي القطارات بمحطات مختلفة عن غضبهم الشديد وامتعاضهم البالغ مما وصفوه بالرداءة الممنهجة في تسيير مصالح المؤسسة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية، والتي نغصت عليهم تنقلهم العادي تجاه محطات الغرب نتيجة حادث انحراف قطار بولاية غليزان، بينما لم يبلغ مستخدمو المحطات المسافرين بهذا الانقطاع القاهر.
وأفاد جمع من المواطنين بمحطات وادي الفضة العطاف والشلف وكذلك بوقادير بأنهم فوجئوا صباح الجمعة بقرار توقف كافة الرحلات اتجاه الغرب دون سابق إنذار أو إخطار، إذ أكد بعض الطلبة والطالبات ممن أرادوا التنقل لمزاولة دراستهم بجامعة وهران وجود خلل في الاتصال بين مستخدمي المحطات وإدارتهم المركزية، أين تعرضوا لما سموه بالاستهزاء والاستغباء بحسبهم، حيث قام الأعوان وموظفو الشبابيك بإبلاغهم أول الأمر بأن القطار العادي المتوجه لوهران والذي يتوقف بجميع المحطات سيتأخر قليلا من توقيته الاعتيادي إلى العاشرة والنصف بمحطة الشلف، لكن بعد دنو موعد الوصول فوجئ الطلبة بإلغاء الرحلة ومعها بلبلة لا تنتهي، أين انتاب الطلبة وبقية المسافرين من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية حالة من الغضب والهيجان، إذ كان يكفيهم الإعلام المسبق أو التواصل مع الإدارة المركزية لكي يضبطوا مواعيدهم أو يؤجلونها .
ونتج عن هذا الاضطراب، تضيف ذات المصادر تسابق نحو سيارات الأجرة للوصول لمحطة النقل ما بين الولايات ومعها قلق وتوجس كبيرين، وكذا عدم تأمين عدد السيارات الكافي بالنسبة لمرتادي محطة الشلف، فما بالك بالمحطات الصغرى، حيث باشر الطلبة إبلاغ زملائهم بالأمر الطارئ عبر أرقام هواتفهم ﻷن بعضهم جدول يوم الجمعة للتنقل كي يستفيد من يوم السبت للتحضير والمراجعة أو تهيئة غرفته في الإقامة الجامعية .
واجتمعت الآراء لدى جل المواطنين المستجوبين أن رداءة خدمة الاتصال والجانب التجاري في مؤسسة النقل بالسكك الحديدية أصبح أمرا واقعا ومتكررا، فبدل مراعاة الزبون والمعلومة من خلال الإلصاق الورقي أو تكوين الأعوان على إفهام المرتادين ممن لا يجيد القراءة، تتواصل – مزاجية وسوسيال – مستخدمي المؤسسة العمومية، أو المتعامل الحصري الوحيد في هذا المجال.
وما زاد الطين بلة تلقي المعلومة من طرف سائقي الأجرة الذين أدلوا بدلوهم فيما يخص هذا المشكل بالشروق، إذ أكد بعضهم من العاملين بخطوط النقل الحضرية قرب محطة قطارات الشلف أنهم سمعوا بانقطاع حركة السير للطريق السيار وكذا السكك الحديدية صباحا عبر الإذاعة الوطنية، واستغربوا عدم علم المسافرين بذلك من طرف مستخدمي المحطات، ما يدل على أن الأمور على أسوإ ما يكون وتتطلب تدخلا وحزما من مختلف السلطات الوصية، خاصة في فترة نهايات الأسبوع والتي عصفت بتنقل آمن ومريح خدمة عمومية للمواطن الذي وجدها في الخطابات وغابت بشكل مخيف في الواقع في هاته الحالة.