-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحمل شعاراتها وتسبب لهم حرجا كبيرا

جمعيات توزع محافظ “مفخخة” على التلاميذ المعوزين

زهيرة مجراب
  • 2554
  • 3
جمعيات توزع محافظ “مفخخة” على التلاميذ المعوزين
أرشيف

تجد الجمعيات وفاعلو الخير في الدخول المدرسي فرصة ثمينة لجني الحسنات بمساعدة المعوزين والفقراء واليتامى، وتزويدهم بمحافظ وكل مستلزمات الدراسة، وهي مبادرة تتكرر كل عام وتهون على أوليائهم الصعوبات وتشجعهم على استكمال تعليمهم. غير أن فعل الخير في زمن التكنولوجيا حاذ عن معناه الأصلي، ليصبح تشهيرا وعملا متبوعا بالتقاط الصور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

انتهزت بعض الصفحات الفايسبوكية فرصة الدخول المدرسي، لتوجيه دعوات لبعض المحسنين وكذا المجموعات والناشطين في مجال الأعمال الخيرية، يدعونهم من خلالها لتوخي الحذر خلال توزيعهم الإعانات والمساعدات على التلاميذ المعوزين، وتفادي الإساءة إليهم كي لا ينقلب الخير شرا. وبدلا من التخفيف على التلميذ من عناء الفقر والحاجة يجد نفسه في مواجهة سخرية زملائهم من وضعيته، مما يسبب له إحراجا شديدا ويفقده الشعور بالراحة والقدرة على الاندماج وسط زملائه نتاج إحساسه بأنه أقل منهم.

وتحدثت الصفحات الفايسبوكية عن بعض الجمعيات التي تحرص على طبع أسمائها على بعض الأدوات مثل المحافظ، مما يصيب التلميذ بإحراج شديد فسيكون بوسع زملائه في الصف التعرف على مصدر الحقيبة بسهولة، وهي من التبرعات، وقد يلحق به أذى نفسي كبير، خصوصا حيث استدلوا بصورة لتلميذة صغيرة في السن تحمل محفظة باللون الأزرق، قامت بطمس الكتابة الموجودة عليها والتي تحمل بيانات الجمعية المانحة لها، تفاديا للإحراج وسط زملائها. وحثت الصفحات المتبرعين على عدم ذكر أسمائهم وإبقائها طي الكتمان حفاظا على مشاعر المستفيدين بها خصوصا وأنها لوجه الله وعنده لا يضيع الأجر.

وهاجم الفايسبوكيون أيضا المجموعات الخيرية والجمعيات التي تحرص على تصوير عمليات توزيع التبرعات أين تظهر وجوه المستفيدين، ولا يكلف ناشرو الصور إخفاء ملامحهم حفاظا على مشاعرهم في محيطهم ووسط عائلاتهم وذويهم وزملائهم، حتى أصبحوا ينشرون كل الصور ويتفاخرون بها. وهي من التصرفات الحديثة على مجتمعنا دخلت بدخول التكنولوجيا وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي أذهبت هيبة العمل الخيري وبركته وحسنات فاعليه أيضا.

ولا يقتصر هذا السلوك المشين على مواقع التواصل الاجتماعي بل في أرض الواقع، تجسده المؤسسات التعليمية من خلال مناداتها على المعوزين للحصول على الإعانات بالأسماء وسط زملائهم ومنحهم لها علانية، وهو ما يعمق جراحهم وآلامهم النفسية ويجعلهم يقضون سنة صعبة، يزيدها حرص بعض الأساتذة على إلزامهم بكتابة بياناتهم بالكامل والمعلومات المتعلقة بوظيفة والدهم ألما.

وفي السياق صرح إمام مسجد الكاليتوس، الشيخ كمال بعزيز، أن أبواب الخير مفتوحة على مصرعيها لقوله عز وجل :” مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء”. فالصدقة وردت آيات وأحاديث كثيرة تحث عليها كقوله صلى الله عليه وسلم: “ما نقصت صدقة من مال”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”، ومن فضل الصدقة أيضا إطفائها غضب الرب وتزيد العمر.

وأكد الشيخ أن الإسلام ضبط الصدقة من الناحية التربوية والسلوكية ومن آدابها عدم إظهارها و لا يصاحبها رياء ولا سمعة، فالعمل الخيري يجب أن يكون مباشرة للفقير والمعوز والأرملة في الخفاء دون إحراجهم، حتى لا تبطل لقوله عز وجل “يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى” فهذه الأفعال تبطل الأجر وتذهبه بل ويأثمن صاحبه بدل أن يؤجر عليه.

واستشهد الشيخ بعزيز بالكثير من الأحاديث النبوية التي تحث على إنفاق الصدقات سرا حتى أن المولى عز وجل، سيظلهم يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله ومنهم رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، وحكاية الصحابي عبد الله بن عمر الذي كان يتصدق على الفقراء ولم يخبر أحدا فلما توفي علم الناس أنه هو المتصدق.

ودعا الشيخ الجمعيات الخيرية لجعل عملها سري وتفادي الظهور على الفايسبوك لما فيه من إيذاء للمشاعر، لذا يستحب أن تكون الصدقة سرية ويتحرى المتصدق الفقراء الحقيقيين المذكورين في القرآن الكريم، وهم من يحسبون أنفسهم أغنياء من التعفف ولا يظهر شماتة أو احتقار حتى لا تحبط أعماله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • **عبدو**

    2//
    قد لا يعرف فاعل الخير لكن على الجمعية ايضا الافضل ان لا تلفت الانتباه بطبع معلوماتها على الادوات او الاشياء المتبرع بها أعانهم الله و جازاهم خير الجزاء

  • **عبدو**

    1//
    إن هذا يعد من المنّ و الرياء،مع ان فاعليها ربما ارادوا الاشهار لجمعيتهم من اجل التعريف عن نفسها للناس للحصول على تموين اكثر ، إلا انّ ذلك يسيء الى المتبرع له من حيث لا يدرون،و الافضل وضع تلك المنشورات عند اصحاب المحلات او في اماكن مخصصة للاشهار،و على الاولياء تأديب ابنائهم ونهيهم عن السخرية من زملائهم،و حثّهم على مساعدة الفقراء بدل الضحك عليهم (لأن الفقر قد يزورهم ذات يوم فيجدون من يقف الى جانبهم من هؤلاء الفقراء او يكونون بحاجة الى المساعدة ذات يوم)

    قد لا يعرف فاعل الخير لكن

  • عبد الحكيم الثانى

    هناك امر هام لم تذكره السيدة الصحفية واعتقد ان هذا سهوا منها وهو ان الاشياء التى يتبرعون بها يجب ان تكون من النوع الممتاز .. لان الصدقة كلما كانت قيمة كلما كان اثرها كبيرا على المتبرع ... لاحظنا ان هناك من يتبرع للمساجد مستلزمات رديئة.. وهذا ضد الواجب فعله .. والكارثة ان وزارة التربية امرت بتوزيع الكتب المسترجعة وهى قديمة على المعوزين ... وهناك من بكى وهو يتسلمها.. اهذا هو الاسلام ياوزارة ....