-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بحضور فنانين ورياضيين وسياسيين بوهران

جنازة مليونية.. و”الهواري” يُبكي المشيّعين بعد ما أضحكهم حيّا

سيد أحمد فلاحي
  • 21381
  • 18
جنازة مليونية.. و”الهواري” يُبكي المشيّعين بعد ما أضحكهم حيّا
ح.م
جانب من جنازة هواري بوضو

ووري الثرى جثمان الفنان الكوميدي محمد جديد المعروف بهواري بوضو، ظهيرة الإثنين بمقبرة عين البيضاء بوهران، وسط آلاف من المشيعين قدموا من كل حدب وصوب من وهران وباقي ولايات الوطن، ليرافقوا الفنان الذي منحهم الأمل والابتسامة طيلة سنوات، بحضور معتبر لعشرات الوجوه الفنية والرياضية والسياسية، في صورة مصطفى وحزيم بلا حدود، الشيخ فيزازي والمنشد جلول، حميد عاشوري، مراد خان ومطرب الشعبي الباجي البحري، زيادة على لاعبي المنتخب الوطني سابقا في صورة عبد الحفيظ تاسفاوت، علي ميصابيح وبن زرقة الشيخ، وغيرهم، بالإضافة للسلطات المحلية والولائية.
حيث لم تتسع مساحة التشييع للكم الهائل من المواطنين الذين أبوا إلا أن يؤدوا واجب الجنازة، ومواساة عائلة الفنان الذي غيبه المرض الخبيث، وأنهى مسيرته الثرية التي بدأها سنوات التسعينات في الفرقة الفكاهية الشهيرة ثلاثي الأمجاد، وقد تكفل بحمل جثمان المرحوم هواري فرقة خاصة من الحماية المدنية، وسط تكبيرات الحشود التي توافدت على بيت والد الفقيد مع الساعات الأولى للصباح، فكان ثاني أكبر موكب جنائزي تعرفه وهران، بعد جنازة المرحوم حسني، وهي دلالة واضحة على المرتبة الفريدة التي احتلها هواري بوضو في قلوب الجزائريين، غير أن النقطة السوداء الوحيدة هي غياب ممثلي وزارة الثقافة التي لم تكلف نفسها عناء حضور مراسيم تشييع جنازة عملاق الفكاهة هواري بوضو بحجة أن الوزير ميهوبي لا زال في المغرب في إطار مهمة عمل.

قالو عن الراحل

زهير جديد الشقيق الأصغر للراحل يروي اللحظات الأخيرة في حياته:
“هواري نجا من مصيدة الإرهاب في التسعينيات لكنه وقع في فخ السرطان”
“نفذنا وصيته الأخيرة وهذا آخر ما تمناه الراحل”
قال زهير جديد، الشقيق الأصغر للراحل هواري ثلاثي الأمجاد في لقاء مع “الشروق”: “ما زلنا على وقع الصدمة، رغم علمنا المسبق بحالة شقيقنا محمد الميؤوس منها، بعد فترة علاج طويلة دامت نحو سنة بين فرنسا ووهران، كللت بالفشل وكان القدر أسرع ليضع حدا لحياة ليس شقيقي فقط، بل أعتبره شقيق وابن كل الجزائريين لما قدمه طيلة مسيرته الفنية، التي بدأت تسعينيات القرن الماضي، والأكثر من ذلك أنه ضحى بحياته وكان يقطع مسافات طويلة رفقة زملائه الفنانين خلال العشرية السوداء، للمشاركة في الحفلات والمهرجانات التي كانت تنظم في القرى النائية، وكم من مرة نجا من قبضة الجماعات الدموية، أخطرها ما وقع له بالقرب من نواحي ولاية سعيدة، حين وصلت سيارتهم إلى نقطة كانت قبل لحظات قليلة مسرحا لحاجز دموي مزيف انتهى بذبح بعض المواطنين، ولحسن حظه رفقة زملائه في المهنة أنهم لم يسقطوا في شراك الجماعة الدموية ومع ذلك لم يبال وواصل مسيرته من أجل الجزائريين الذين بكوه اليوم، ولا يسعنا إلا أن نترحم على روحه الطاهرة ونسأل الله أن يرزقنا جميل الصبر والسلوان”.
كما أشار زهير إلى اللحظات الأخيرة في حياته التي كانت عبارة عن وصايا وأمنيات، قدمها للمقربين منه في صورة أشقائه وكذا صديقه المقرب عبد القادر عداد، ومن بين أهم ما أوصى به هواري في مستشفى أول نوفمبر بإيسطو، أن يبقى أفراد العائلة ملتفين ومتلاحمين، حتى لا يحدث الشقاق بينهم، كما أوصى وهو يعلم بدنو أجله بتوجيهه مباشرة إلى مسكنه الجديد الذي لم تطأه قدماه بعد، حيث أوصى بتغسيله هناك، وهي الوصية التي نفذها مقربوه حيث تم توجيه جثمانه من مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى، نحو مسكنه الجديد بحي الدار البيضاء بوهران. وعن آخر مكالمة بينهما قال زهير إن “شقيقه هواري كان مؤمنا وراضيا بقضاء الله وقدره إلى درجة كبيرة، بحيث كان في كل مرة يتحدث عن فترة ما بعد وفاته، وكانت آخر أمنية صرح بها الراحل، هي اشتهاؤه طبق البيض الطازج، غير أن القدر كان أسرع ولم يتمكن من تناوله، لأنه رحل لحظات قبل موعد الزيارة وتحديدا في الواحدة زوالا.

صديقه المقرب عبد القادر عداد:
“خسرت نصفي الثاني والفن ودع اليوم نجما متواضعا”
رغم ألم الفراق ووجع الموت، إلا أن عبد القادر عداد الصديق الوفي والمقرب لهواري، ظل صابرا محتسبا ولم يرتح إلا وهو ينفذ كل وصايا الراحل، لأنه الوحيد الذي كان يقاسمه السراء والضراء، ولم ينفصل عنه منذ بدايته الأولى سنوات التسعينيات، وحقق رفقته أكبر النجاحات، حتى شبهه الكثير بالثنائي الخالد المفتش الطاهر ولابرانتي، وفي تصريح مقتضب، قال عبد القادر وقلبه يعتصر ألما على فقدان شريك العمل، أحسست بأنني ضيعت نصف جسدي، هواري شقيقي الذي لم تنجبه أمي، وبفقدانه فقد الفن الجزائري عمودا آخر من أعمدة الفكاهة، وسنواصل كما أوصى حمل المشعل من بعده، لأن الرسالة متواصلة ونحتسبه مع الصالحين في جنات الخلد.

حزيم محمد:
تخونني الكلمات في موقف مماثل، أدعو كل الجزائريين أن يترحموا الليلة على روح الفنان محمد الذي وهب شبابه لإسعاد من قهرتهم وحشية الإرهاب، إبان التسعينات، وقدم كل ما في جعبته لخدمة الفن والسينما، كل نفس ذائقة الموت وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المنشد جلول:
ودَعنا أخا وصديقا عزيزا ولعل الحشود الكبيرة التي رافقت جثمانه إلى مثواه الأخير لأحسن دليل على طيبة قلب أخينا هواري الذي أحبه الصغير والكبير وعبر 48 ولاية، ألف رحمة عليه واللهم أرزق أهله وأحبابه جميل الصبر والسلوان.

مراد خان:
نعزي أنفسنا برحيل أخينا هواري الذي ترك بصمته الخالدة في الفن الجزائري، مستحيل أن تمحيها السنوات ونتقدم بأخلص التعازي لكل أفراد عائلته، وأقول أن الفنان لا يموت، بل يبقى حيا في قلوب عشاقه مهما طال الزمن.

علي مصابيح:
هواري عملاق بفنه وعملاق أيضا بأخلاقه وتواضعه وسيترك حتما فراغا رهيبا لن تعوضه الأيام، ولن أنسى وقفته معي الإنسانية حين حاول إرجاعي للساحة بعد محنتي التي قضيتها في السجن فمنحني دورا ثانويا في آخر سلسلة ظهر فيها عيادة حمودة، ولا يفعلها إلا عظيم، نسأل المولى العلي القدير أن يتغمد روحه بالرحمة الواسعة ويرزق أهله وأبناءه جميل الصبر والسلوان.

بختة ويس زميلة الفنان هواري:
“هواري صارع المرض بشجاعة إلى آخر دقيقة وأوصانا بمواصلة المسيرة”

أكدت الفنانة بختة ويس التي رافقت الراحل في أغلب أعماله الفنية، أن هواري رغم هول المرض إلا أنه لم يستسلم وواصل التشبث ببصيص الأمل، بكل شجاعة، ولم يرفع الراية البيضاء بل بالعكس ظل يوصينا بمواصلة حمل المشعل، وإسعاد الجزائريين لأنها رسالة قوية يجب عدم التخلي عنها، ولعل هته الجنازة العظيمة وتوافد الآلاف من أبناء الشعب بكل أطيافه لمواراة هواري لأكبر دليل على المرتبة المرموقة التي احتلها الراحل في قلوب كل الجزائريين بفضل تواضعه وعشقه للفن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
18
  • محمد دخاي- المغرب

    رحم الله الفنان الكوميدي محمد جديد ، الاسمراني ذلك الرجل الذي شكل جزءا من ذاكرتي الثقافية والفنية وانا اتابع اعماله على القناة الجزائرية في بداية التسعينات .
    هو قضاء الله وقدره لكن يبقى سي محمد جديد ممثلا بارعا لا زلت اتذكر لكتته الجميلة ورشاقته ...
    رحمك الله ايها الرجل الجميل وعزاؤنا واحد جميعا للشعب الجزائري الجميل.....

  • 3alal

    الله يرحمه، لكن المليونية كبيرة شوي، يا صاحبي مليون و الله شوارع وهران كامل ما يكفيوش،

  • العباسي

    البقاء للله الله يرحمه ويوسع عليه

  • الدكتور محمد مراح- الجزائر

    رحم الله الفقيد،ووفق الصحفي للإجابة عن السؤال الآتي : قال (حضور معتبر لعشرات الوجوه الفنية والرياضية والسياسية، في صورة مصطفى وحزيم بلا حدود، الشيخ فيزازي والمنشد جلول، حميد عاشوري، مراد خان ومطرب الشعبي الباجي البحري، زيادة على لاعبي المنتخب الوطني سابقا في صورة عبد الحفيظ تاسفاوت، علي ميصابيح وبن زرقة الشيخ، وغيرهم، بالإضافة للسلطات المحلية والولائية)، السؤال : هل هؤلاء المذكورين هم الذين حضروا أم صورهم فقط؟!!!

  • hrire

    رحمه الله و صبر جميل لاهله
    جنازة مليونية لسبب واحد احبه الناس وا من يحبه الشعب و هى عبرة لاخرين
    قال سيدنا على موت الصالح راحة لنفسه و موت الطالح رحة للناس و الفهم يفهم

  • DILMI Youcef

    رحمه الله برحمته الواسعة ، و أسكنه فسيح جناته...انا لله و انا إليه راجعون

  • قناص قاتِل الشـــــــــــر

    انا لله و انا اليه راجعون ، اللهم برحمتك أدخله فسيح جناتك.

  • cherif

    اللهم ارحمه برحمتك الواسعة -ان لله و ان اليه راجعون- بقيت البارحة على اليوتيوب اتدكر الايام الخوالي مع ثلاثي الامجاد و اجمل السكاتشات الجميلة و الممتعة و الهادفة . ان جيلنا بدا يتناقص شيئا فشيئا .فلم يبق الا ان نعد العدة فلم يبق الا القليل فقد دهب من دهب الى مثواهم الاخير .فمن لم تحصده الة الارهاب هملته الهجرة الى الغربة ومن بقي اكلته الة التهميش و التجويع .ومن بقي على قيد الحياة فانه يموت ببطء .جيلنا قد انتهى قبل اوانه .يقول الشاعر -لكل امرئ ضيف يسري بقربه -و مالي سوى الاحزاني و هم من ضيف-تنائت بنا دار الحبيب اقترابها -فلم يبق الارؤية الطيف للطيف

  • mohamedlondon

    " كل نفس ذائقة الموت " صدق الله العظيم.رحم الله الفنان الكوميدي المرح الذي طالما قدم للفن الفكاهي الكثير من خلال اعماله التلفزيونية الهادفة ايام الحزن و الرعب التي كانت تعيشها البلاد و يتجرع مرارتها العباد.ابتسامه الرائعة و حركاته الشيقة لادخال البهجة و السرور الى البيوت الجزائرية هذه الاخيرة التي كانت تصبح و تمسي على اخبار الذبح و التقتيل فالى جانب اولائك الذين كانوا يدافعون بالسلاح كان هناك في المقابل اناس يزرعون الامل و يرسمون البسمة على افواه جميع اطياف الشعب الجزائري كبيرهم و صغيرهم " بلا حدود " ، " ثلاثي الامجاد " و القائمة تطول.اخينا " هواري بوضو " رحمك الله و اسكنك فسيح الجنان.

  • abu

    جنازة مليونية لفنان...ولرضا مالك العشرات...

  • منير

    إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم اغفر له وارحمهم و اجعل الجنة داره و قراره....اللهم آمييين

  • وردة

    رحمك الله وأسكنك فيه جناتك متل ما اسعدت الملايين بفنك الراقي

  • الموسطاش

    رحمك الله
    الجزائر تفقد خير الفنانين
    أفلامه لكل العائلة لها رسائل تربية و وعي مثل الهجرة والمكسي برزق الناس وغيرها
    أنا اعتبره موهبة و أفلامه محترمة جدا
    اللهم ادخله مدخل صدق مع الصالحين والشهداء والصديقين

  • محمد

    رحمة الله عليه

  • محمد

    رحمه الله

  • MOHAMMED PAROULO

    ربي يرحمه و يرحم أمة محمد الصبر و السلوان
    و تاريخ لا ينسى ابن عمالقة وهران
    حقيقة الاجل وفى لكنه بقى ساكنا بقلوبنا حتى مكاننا

  • Salim el jijeli tamazigh

    Allah yarhmo

  • chorfi nabil

    ALLAH YARHAMOU