-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحت شعار "الفايسبوك فرّقنا والزيتون جمعنا"

جني الزيتون بالبويرة.. حوادث مميتة وطرائف غريبة

فاطمة عكوش
  • 3262
  • 1
جني الزيتون بالبويرة.. حوادث مميتة وطرائف غريبة
ح.م

يحتل موسم جني الزيتون الذي انطلق مؤخرا بالبويرة مكانة اجتماعية واقتصادية مميزة بين السكان من خلال إحياء التقاليد الموروثة التي تعمل العائلات على المحافظة عليها، وإذا كانت أغلبية البيوت لا تخلو من زيت الزيتون، إلا أن موسم جنيه هو الآخر لا يخلو من الكوارث وحتى من الطرائف الغريبة التي تنتقل بين أشجار الزيتون وبين العائلات لتصل إلى القرى والمداشر وتنشر حتى “إلكترونيا”.

سقوط النساء البدينات من أشجار الزيتون!

من كوارث جني الزيتون في هذا الموسم الذي انطلق مبكرا قبل حلول الأمطار والثلوج والذي رفع خلاله الكثير من المشاركين الشباب ولأول مرة شعار “الفايسبوك فرقنا لكن الزيتون جمعنا”، حيث تم خلاله تسجيل عديد الحوادث المتعلقة بالسقوط من فوق الأشجار وخاصة النساء البدينات منهن أغلبيتهن أصبن بالكسور في الأطراف أو العمود الفقري، حيث تم تسجيل وفاة سيدة سقطت من أعلى شجرة زيتون ارتطم رأسها بالأرض وفاضت روحها قبل أن يلتحق ابنها بها ويسقط هو الآخر من فوق الشجرة.

سيّدة أخرى تنتمي إلى فئة النساء من الوزن الثقيل سقطت أيضا وارتطم رأسها بالأرض ليغمي عليها، ولما أفاقت شرعت مباشرة في جمع حبيبات الزيتون دون أن تتلفت الى الحشد الذي بجوارها الذين يتشاورون فيما يجب أن يقوموا به لإسعافها والذهاب بها إلى المستشفى غير أنهم لما شاهدوها عادت إلى العمل هللوا فرحا بنجاتها!

ويتبادل مؤخرا الكثير من سكان إحدى البلديات الشرقية بالبويرة قصة السيدة البدينة التي صعدت إلى شجرة الزيتون وجلست على أحد الأغصان العالية وبدأت في جني الزيتون وكان زوجها وهو من الوزن الخفيف يجني الزيتون معها واختار الغصن الذي جلست عليه زوجته، أمسك بالغصن بيده وفي نفس الوقت انتقلت زوجته الى غصن آخر وارتفع الغصن بعد أن غادرته، وجد الزوج نفسه معلقا بين الأرض والسماء ممسكا بالغصن بيد واحد حتى صرخ وأمر زوجته العودة إلى مكانها الأول واستطاع الزوج أن ينجو من السقوط بأعجوبة، وبالطبع فإن الكثير من الطرائف  التي تحدث يوميا تزيد نشاطا للعائلات المجاورة، حيث تسمع الحديث ينتقل ما بين الأشجار وما بين العائلات لينتقل إلى القرى وينشر حتى في مواقع التواصل الاجتماعي.

كثيرا ما حيّر الحاج “م” كل من عرفه، حيث يقوم يوميا بجلب كيس كبير من البرتقال ويعلقه في إحدى الأشجار الصغيرة ثم يصيح في الأطفال حذار الاقتراب من هذه الزيتونة، فيلتفت الأطفال ويرون الزيتونة أنتجت برتقالا فيصيحون ويهرولون بينما الشيخ يصيح بهم ويلتفتون إليه وكان الشيخ يتصدق عليهم ولكن بطريقته الخاصة أحيانا البرتقال وأخرى التمر أو أنواع من الحلوى ولكنك لا تتحصل على صدقته إلا بعد جهد جهيد.

ورغم أن الأوضاع تغيّرت إلى أن كبار السن لا يتغيرون، فقليلون هم الذين يفضلون ركوب الحمار على السيارة رغم التطوّر الذي واكب شتى مناحي الحياة، هي حالة الحاج “ع “من ضواحي بشلول والذي يرفض ركوب السيارة مع أفراد عائلته التي توصلهم إلى أرضه ويفضل حماره الذي يقول عنه لمقربيه “إن موسم جني الزيتون بلا حمار كالخيمة بلا أوتاد” وعادة ما ينقل أكياس الزيتون المعبأة على الحمار نظراً لصعوبة معظم الطرق بين الأراضي الزراعية خاصة في المناطق البعيدة وغير المعبّدة.

موسم عمل لمن لا عمل له وغياب التلاميذ عن المدارس!

كثيرا ما تلجأ النساء للعمل بحقول الزيتون كمصدر للرزق ولتوفير مؤونة البيت من مادة زيت الزيتون، وساعد موسم قطف الزيتون الكثير منهن في تأمين قوت أولادها ويغنيها عن انتظار صدقات محسنين حيث يزاولن عملهن إلى غاية غلق المعاصر، رغم أن هذا العمل عادة ما يكون مضنيا كون النساء يخرجن منذ ساعات الصباح الأولى ويتحملن قساوة العمل حتى عند تساقط الأمطار.

ويعد موسم الجني وغيره من المواسم الزراعية باب رزق تنتظره الكثير من العائلات، لكن ما حيّر الجميع هو أن النساء اللواتي يشتغلن خلال موسم جني الزيتون بقرى ومداشر البويرة يجبرن أبناءهن المتمدرسين على التغيب لعدة أيام قبل العطلة الرسمية، وهذا من أجل مساعدتهن في عملية جمع الزيتون التي انطلقت منذ أكثر من شهر، رغم أن المشاركين الصغار في حملة جني الزيتون ليسوا دائما من أصحاب الأيدي الناضجة أو السواعد المشتدة، بل الظروف الصعبة لعائلاتهم أجبرتهم على التغيب عن المدارس ليقصدوا الحقول، ما يقلص من فرصهم في النجاح المدرسي، فبعد انتهاء الاختبارات فضل الكثير منهم الدخول في العطلة الشتوية قبل الأوان.

شيخ يعتدي على قريبه وآخر على شرطي بسبب شجرة زيتون

كثيرا ما تسجل حوادث أليمة بحقول الزيتون تجر مرتكبيها الى العدالة ومن بينهم المسمى “و. ع” المتابع بجنحة الضرب والجرح العمدي بسلاح أبيض إضرارا بالضحية “س.ي”، حيث توجه هذا الأخير رفقة عائلته الى مسقط رأسه بآيت لعزيز من أجل جمع غلة الزيتون حيث التقوا بالمتهم والذي تقرب منه وقام بالاعتداء عليه بواسطة “قادومة” ما سبب له عجزا عن العمل يقدر بـ 11 يوما وهذا بسبب خلاف حول شجرة زيتون.

وعالجت مؤخرا محكمة الجنح قضية أخرى تورط فيها شيخ يبلغ من العمر 86 سنة، والمتابع من طرف النيابة بتهمة الضرب والجرح العمدي والسب والشتم الإضرار بشرطي، وهذا بسبب شجرة الزيتون، حيث قام المتهم بالاعتداء بطريقة بشعة على الضحية مسبّبا له جروحا وخدوشا على مستوى رأسه ووجهه،  بعد أن قام هذا الأخير بقطع شجرة زيتون توجد بأرضه، وهو ما أغضب المتهم الذي اعتبر ذلك تعديا على ملكه فتهجّم عليه، وأثناء المحاكمة صرّح هذا الأخير أنّ الضحية “يحقره” لأنه شرطي، لكن الضحية صرح للقاضي أنّ الشجرة التي قام بقطعها توجد بأرضه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • karim tlemcen

    normal ses parents sont marocains et il n'a fait que son devoir islamique comme on le sait bien