حاويات الليمون والتفاح لتهريب 11 طنا من المخدرات!

باشرت محكمة الجنايات بالدار البيضاء في العاصمة، الأحد، جلسات محاكمة اكبر قضية مخدرات في الجزائر منذ الاستقلال التي ستستمر لأيام من المناقشة بحضور قاضي احتياطي، وتعلق الأمر بالبارون المسمى “س. الميقري” وشبكته المكونة من 18 شخصا على رأسهم المدعو “ح. ياريشان”، الأخير توفي منذ أسابيع داخل سجن الحراش بسبب مرض عضال، وكان رفقتهم إلى جانب ضابط جمارك تورطوا جميعهم في تصدير 11 طنا من القنب الهندي نحو أوروبا، وانطلقت، الأحد، أولى جلسات المحاكمة تحت حراسة مشددة واستثنائية على المتهمين بتلاوة قرار الإحالة الذي تضمن 176 صفحة، قبل سماع أقوالهم واستجوابهم .
وبالعودة إلى حيثيات الملف استنادا لما ورد الأحد، استغلت عصابة “الميقري” في وقت سابق ما بين الفترة الممتدة بين 2008 و2009 صفقات وهمية، لاستيراد فاكهتي الليمون والتفاح غطاء لتهريب وتصدير أطنان من القنب الهندي نحو أوروبا بطريقة غير شرعية، تمت بالتنسيق مع أكبر الشبكات العالمية في تجارة المخدرات، وكانت تشحن في حاويات فارغة مجهزة بمكيفات وأجهزة تبريد نحو دول منها بلجيكا واسبانيا، كما حولت الجزائر إلى منطقة عبور قبل تهريبها نحو الميناء، وقبل ذلك تخزن في الميناء الجاف بالرويبة، في انتظار إعادة شحنها عبر باخرة ” راميتا” باتجاه ميناء “أونفرس” ببلجيكا.
ونجحت مصالح الأمن بعد تحريات مكثفة في تفكيك الشبكة والتوصل إلى عناصرها، ومن اجل ذلك تم فتح تحقيق حول القضية أسفرت على أن البضاعة استوردت باستعمال سجل تجاري مستأجر، وحتى لا يتكشف أمرهم نشطوا في تصدير المخدرات ثم تبيض عائداتها في شراء العقارات وقطع أراض بالجزائر وخارجها، وتبين في خضم التحرّي أن الشركة قامت بـ 23 عملية استيراد لمواد موجهة للاستهلاك البشري كلها كانت خطة لتهريب المخدرات.
واعترف أخطر عنصر في الشبكة المدعو “ب، ع” موظف سابق في وزارة التجارة، بعقدهم لجلسات عمل بالمغرب من اجل دراسة مخطط نقل كميات ضخمة من القنب الهندي نحو الجزائر، وتبادل المتهمين الأدوار فيما بينهم كل حسب مهمته، لتسيير عملية شحنها على متن الباخرة، كما اعترف المتهم أن نشاطه كان بصفة قانونية شمل عدة مواد استهلاكية منها اللحوم والفواكه، إلا أن الأمر تغير لاحقا وربطته علاقات مع رجال أعمال هولنديين وألمانيين وتم الاتفاق على تبادل السلع وعقد صفقات لاستيراد الفواكه.
ومقابل ذلك يتم تصدير عشرات القناطير من القنب الهندي التي ترسل في نفس الحاويات وهي فارغة حيث يتم حشوها بين جدران فولاذية وتلحيمها و ضع مواد كيميائية لتفادي انبعاث رائحتها على مستوى الميناء معترفا بقيامه بـ 15 عملية، في انتظار تصريحات أخرى خلال سماع باقي المتهمين حول الملف نهار الإثنين.