-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حتى “الدلاع” مجرم!

جمال لعلامي
  • 1539
  • 2
حتى “الدلاع” مجرم!

ثلاثة حوادث وأحبار يجب التوقف عندها والتمعّن فيها: “الدلاع يقتل طفلا ويدخل عائلة من 5 أفراد المستشفى”..”بعوضة النمر تهدد الجزائريين بأربعة أمراض قاتلة”..”جزائريون يقاطعون الأدوية القاتلة ويعودون إلى الأعشاب”!
ألا تنتهي مثل هذه الحقائق المرّة والمؤسفة، بالقنطة والقنوط، وتؤدّي لا محالة إلى الموت “ناقصين عمر”، فهل يُعقل أن يتسبب فلاحون أو مزارعون أو وسطاء أو دخلاء في “قتل الناس” بالدلاع والبطيخ؟ وألم يبق إلاّ “الناموس” ليُقلقنا وينقل الرعب إلينا؟ وهل وصل الحال إلى تحالف الدواء مع الأمراض ضدّ الصحة العمومية، بما جعل المرضى يخافون الطبيب ووصفته؟
الحقيقة، أننا غرقنا في الأخبار المفزعة والمرعبة والمقلقة والمثيرة للتقزز والاستفزاز والاشمئزاز، وأخطر ما في الموضوع أن نصبح نخاف من ظلنا، فنخشى أكل الدلاع وشرب الماء والدواء وعضة “الناموسة”، وكلّ هذه الترهّلات ستزيد من المعاناة بسبب ظهور أوهام تقلب حياة الخائفين على عقبيها وتجعل الضحايا من الأموات الأحياء!
تغيّر أسلوب الحياة اليومية للجزائريين، أدخلهم جميعا في دوامة، ومنهم من دخل المستنقع برجليه، ومنهم من ادخلوه النفق، ثم خاف من الخروج، فظل بداخله، خوفا من ما خارجه، وفي هذا المجال الكثير من الأمثلة والنماذج الغريبة التي حوّلت شرائح واسعة من المجتمع إلى جماد لا يتحرّك ولا يبادر ولا يفكر ولا يشارك في إنتاج الحلول!
من الدلاع القاتل، والدواء القاتل، والناموس القاتل، وجرائم القتل و”الزطلة” والاعتداءات وعمليات النصب والاحتيال، دخل بعضنا أو كلنا في قارورة وتمّ غلقها في ما بعد بـ “فركية”، ولذلك لم نعد نتكلم إلاّ عن أخوات وبنات عمّ وخالات هذه الأخبار السيئة والمحبطة، وحتى الكثير من الشهادات والاعترافات عبر القنوات ووسائل الإعلام والوسائط الاجتماعية والفايسبوك، أصبحت في غالبها صادمة بالجملة والتجزئة!
لعلّ الانحلال الخلقي وتراجع القيّم وأصول الاحترام، ضرب مجتمعنا في مقتل، ولذلك يحدث ما يحدث من تصرفات طائشة واستعراضية أمام الملء، ولم تعد كلمة “كبار الدوّار” مسموعة مثلما كانت عليه في الزمن الجميل، عبر القرى والمداشر والبلديات وكلّ مناطق الجزائر العميقة، التي تحوّل أفرادها وتبدّلت جماعاتها وتكاد تتكيّف نهائيا مع متغيرات مجتمعية عجيبة!
من الطبيعي أن نهتم بالناموس والدواء المسرطن والدلاع “المجرم”، طالما أن الحياة أصبحت مرهونة بالأكل والشُرب، ولم يعد مهما أو من الأولويات، أن يهتمّ هؤلاء وأولئك، بالأخلاق والمشاركة في البناء، وتقويم الاعوجاج الذي ينسف باستقرار العائلات والبيوت، ولعلّ الحلّ يبدأ من هذه المشاكل التي قضت على التفكير السويّ لأغلب الرجال والنساء!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Mohammed H.

    من المسؤول الأول عن الكوارث التي يعاني منها الشعب ؟ أليست العهدات المتتالية والمزيفة ؟ الدكتور طالب الأبراهيمي انسحب من الترشح للأنتخابات الرئاسية ( 1999) وسرح أنه حسب معلومات مؤكدة ،ان المترشح بوتفليقة سيفوز مهمى كانت الظروف....

  • بلاد سايبة

    أين المراقبة و أين المحاسبة و أين القضاء ؟؟؟ هل عجزت الدولة عن محاربة هؤلاء اللصوص الذين يقتلون ابنائنا ؟