-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مترشحون غادروا مراكز الإجراء باتجاه ساحات الحراك بشعار "رانا جايين"

حراك الطلبة “يخيم” على امتحان البكالوريا في يومه الثالث

نشيدة قوادري
  • 957
  • 0
حراك الطلبة “يخيم” على امتحان البكالوريا في يومه الثالث
ح.م

اغتنم مترشحون، في اليوم الثالث من امتحان شهادة البكالوريا، دورة جوان 2019، فرصة خروج الطلبة الجامعيين كل يوم ثلاثاء لدعم استمرارية حراكهم الشعبي السلمي، للمشاركة فيه لمساندتهم ومساندة “الثورة البيضاء”.
بحيث غادروا مراكز الإجراء باتجاه ساحات البريد المركزي وموريس أودان بالعاصمة لوضع بصمتهم الخاصة في الحراك، فيما أثلجت “بكالوريا التخصص” صدور الممتحنين بسبب سهولة المواضيع، غير أنها أبكت آخرين ليس لصعوبتها، وإنما جراء انسياقهم وراء الإشاعات والمواضيع “المفبركة” التي لا تسمن ولا تغني من جوع. وفي اليوم الثالث على التوالي من امتحان شهادة البكالوريا، لم يتوقف الممتحنون عن ترديد مختلف الشعارات التي ولدت من رحم الحراك الشعبي الذي انطلق في 22 فيفري الفارط، والمعبرة عن مطالبهم ومطالب الشعب الجزائري، بحيث دوت عبارات “بن صالح وبدوي ديقاج”، “جيش شعب.. خاوة خاوة”، “السلطة خاينة والشعب حضارة”، عبر مختلف مراكز الإجراء خاصة العاصمة، لكن الممتحنين لم يتوقفوا عند هذا الحد فقط، بل بمجرد مغادرتهم لقاعات الامتحان، التحقوا مباشرة بساحات الحراك على مستوى البريد المركزي وموريس أودان لمساندة وتقديم الدعم المعنوي للطلبة الجامعيين الذين أخذوا عهدا على أنفسهم بدعم استمرارية الحراك كل ثلاثاء دون توقف إلى غاية تحقيق جميع مطالب الشعب الجزائري، برحيل الباءات الثلاثة وهم رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح، الوزير الأول نور الدين بدوي ورئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب، وتحقيق عدالة وإعلام مستقلين واسترجاع أموال الشعب المنهوبة. كما لم يتردد المترشحون في ترديد عبارة جديدة “رانا جايين.. رانا جايين”، في إشارة إلى مواصلة النضال الذي بدأه زملاؤهم الطلبة الجامعيون، ليعلق أحد الطلبة قائلا: “حراكنا قد خيّم على اختبارات اليوم الثالث للبكالوريا من دون أن ندري”.

بكالوريا التخصص تثلج صدور الممتحنين و”تبكي” آخرين

سجلت عديد المراكز إغماءات لمترشحين، فيما أصيب البعض الآخر بانهيارات عصبية شعبة آداب وفلسفة في اختبار مادة الفلسفة، فيما دخل البعض الآخر في نوبة بكاء وصراخ من شدة التوتر، ليس بسبب طبيعة المواضيع ولا لصعوبتها، وإنما لأنهم انساقوا وراء المواضيع المفبركة عشية الاختبار، والتي تم نشرها وتداولها على نطاق واسع على موقع “بكالوريا الحراك”، بحيث جاءت صياغة أحد الأسئلة الفرعية للموضوع الأول الخاص بالإبداع “مشابهة” للسؤال الحقيقي، فالأول تناول “الإبداع وليد العوامل الذاتية”، أما الثاني تناول الصياغة الآتية “الإبداع وليد العوامل النفسية”، فيما وردت أسئلة مادة الفلسفة شعبة لغات أجنبية في المتناول.
كما قدّم مترشحون آخرون أوراق إجاباتهم شبه فارغة، بحيث اكتفوا بتدوين عبارتي الحراك وهي “يتنحاو قاع” و”ترحلو قاع”..الأمر الذي أثار استغراب الأساتذة الحراس على اعتبار أن المواضيع لم ترد تعجيزية. وبخصوص مواضيع مادة العلوم الطبيعية، فقد أثلجت صدور الممتحنين شعبة علوم، بحيث وردت في المتناول باستثناء التمرين الخاص بدرس “الجيولوجيا” بـ5 نقاط الذي أخلط نوعا ما أوراقهم، على اعتبار أن إدراجه تم لأول مرة في البكالوريا نظرا لصعوبته، بالمقابل، وردت أسئلة مادة التسيير المحاسبي والمالي، شعبة تسيير واقتصاد، متوسطة.

أسئلة “مفبركة” تغزو الفايسبوك

ورغم تهديدات وزارة التربية بعدم تنازلها عن متابعة المتورطين في نشر المواضيع المزيفة أو تسريبها على مواقع التواصل الاجتماعي قضائيا، خاصة عقب استحداث لجنة ردع الغش على مستوى وزارة العدل، إلا أن مسربين لم يكترثوا لا للتهديدات ولا للعقوبات التي قد تسلط عليهم في حال إذا تم ضبطهم متلبسين بالتسريب، بحيث أقدموا عشية إجراء اختبار مادة الفلسفة لشعبة آداب وفلسفة ولغات أجنبية على نشر مواضيع “مزيفة” لا علاقة لها بالمواضيع الحقيقية على موقع آخر يحمل اسم “بكالوريا الحراك”، رغم أن وثيقة السؤال صورة “طبق الأصل” عن الوثيقة الحقيقية، بغية التشويش على المترشحين بتشتيت أفكارهم وإرباكهم لدفعهم لتضييع الوقت في البحث عن أجوبة لمواضيع مفبركة تلهيهم عن المراجعة الحقيقية للدروس التي تبقى السبيل الوحيد لنيل الشهادة وتحقيق النجاح.

فوضى بمراكز إجراء شعبة تسيير واقتصاد بسبب الرياضيات

شهدت مراكز الإجراء في اليوم الثاني من امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2019، فوضى ومناوشات، جراء احتجاج مترشحين شعبة “تسيير واقتصاد” على التمرين الرابع الذي طرح عليهم في اختبار مادة الرياضيات، نظرا لأنهم لم يدرسوه بالأقسام، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع إلى غاية تدخل مصالح مديريات التربية للولايات بصفة مستعجلة.
ورفض مترشحون استكمال الاختبار في مادة الرياضيات، في اليوم الثاني من البكالوريا، بسبب التمرين الرابع بأربع نقاط كاملة، لأنهم لم يتلقوه بالأقسام من طرف أساتذهم، أين قرروا المقاطعة، إلا بعد التدخل المستعجل للمصالح المختصة على مستوى مديريات التربية، التي حاولت تهدئة الأمور حين التزمت أمامهم بتسوية هذه الوضعية العالقة خلال عملية التصحيح من خلال اتخاذ قرارات صائبة تصب لفائدة الممتحن وحده دون السطو على حقوقه.
كما وجدت خلية الأزمة بوزارة التربية الوطنية، نفسها في أزمة، بسبب المواضيع المزيفة في مادة الانجليزية شعبة “تسيير و اقتصاد”، و التي انتشرت على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، و خوفا من تطابقها أو تشابهها مع المواضيع الحقيقية، لجأت الوصاية إلى خيار تأجيل فتح أظرفة الأسئلة ب40 دقيقة كاملة، أين تمت الاستعانة بالمواضيع الاحتياطية، لضرب المشككين في مصداقية الامتحان.
واستمر تغيب المترشحين الأحرار لليوم الثالث على التوالي، بحيث سجلت عديد مراكز الإجراء على المستوى غيابات بالجملة وسطهم، الأمر الذي دفع بالرؤساء إلى إعفاء الأساتذة من الحراسة بالإبقاء على معدل حارسين اثنين بكل قاعة امتحان عوض أربعة حراس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!