-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حرب ترامب على الأنظمة الإسلامية

حرب ترامب على الأنظمة الإسلامية
ح.م

هل هي مصادفة، عندما تخوض الولايات المتحدة الأمريكية نزاعا مازال في إطاره السياسي، مع تركيا وإيران في وقت واحد، مستبعدة أي توافق مرن يحافظ على سيادة البلدين المجبرين على القبول بإملاءات البيت الأبيض تحت سوط التهديد والعقاب؟

المصادفة حالة تأتي دون حساب أو تخطيط، وهذا ما لا يندرج في إدارة الشأن السياسي الذي تحكمه رؤى وخطط استشرافية دقيقة تحقق الهدف المرسوم في بُعد زمني محدد، تتوفر له وسائله وأدواته.

خارطة طريق تسير على هداها الولايات المتحدة لتحقيق مخططاتها الرامية إلى تغيير المشهد الذي يغيّر التاريخُ وشخوصه، وفقا لمصالحها المتغيرة حتما، فقد نقلتنا من قبل إلى عصر العولمة دون أن نشعر، وحصرتنا في عالم اتصالي برغم انفتاحه على فضاءات واسعة.

تعدَّدت الجبهات الأمريكية في مواجهة العالم، حرب تجارية ترافقها حربٌ تكنولوجية مع الصين، خلافات حول فائض النقد الأجنبي في اليابان وألمانيا، ضغوط على أوروبا، وتحميل أعضاء حلف الناتو أعباء مالية أكبر، مظاهر عودة الحرب الباردة مع روسيا، وإحياء الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط.

وما يثيره الآن الرئيس دونالد ترامب من أزمات، هو مخطط يسعى إلى تحقيقه في مرحلته الرئاسية، يقلب العالم رأسا على عقب، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، من آسيا إلى أوروبا، رغبة منه في إعادة تأهيل الدور الأمريكي العالمي، على أنقاض ما بناه رؤساء سبقوه وفق توازن مرحلي في العلاقات مع القوى العالمية والإقليمية.

تركيا كما إيران وضعهما ترامب في مرمى المدافع الأمريكية، صناعة نووية لا يريدها البيت البيض أن تنهض في طهران، ورغبة تركية في إتمام صفقة منظومة دفاع صاروخي “أس 400” تعارض واشنطن إتمامها.

عقوباتٌ اقتصادية وتهديدات عسكرية برزت مظاهرها في تحشيدات حربية أمريكية غير مسبوقة في الخليج العربي، تستهدف إيرانَ ونظامها السياسي الذي تصفه واشنطن بأنه “أكبر داعم للإرهاب”، وإنذارات تحاصر تركيا أدخلت خللا في عجلتها الاقتصادية فضلا عن انتقاد سياساتها ونظامها القضائي، بما يهدد علاقات التحالف التقليدية الأمريكية – التركية في ظل حكم الرئيس الطيب رجب أردوغان.

جون بولتن مستشار الأمن القومي الأمريكي لا يخفي رغبة واشنطن في تغيير نظام الحكم في إيران بقوله “يكفي أنهم حكموا 40 عاما”! وسلطة الكونغرس التشريعية لم تتردد في إصدار قرار يعبِّر عن مخاوف حيال التحالف الأمريكي التركي وينتقد سياسة أردوغان الخارجية ويشكك بسلطاته القضائية، وكأنه يعلن استحالة استمرار العلاقة مع نظامه.

النظامان في تركيا وإيران مستهدفان أمريكيا وفق المعطيات الراهنة، ولا يرغب الرئيس ترامب ببقائهما أو التواصل معهما، فالأمر لا يتوقف عند حدود انتقاد أو رفض سياساتهما، بل يتعداه إلى تنفيذ مخطط يقضي بإنهاء الأنظمة الإسلامية، وقواعدها التنظيمية إيذانا بدخول مرحلة جديدة في الشرق الأوسط بدأت ترتسم معالمها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!