-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فضيلة الفاروق ومحمد ساري وبن التومي وبحري وتليلاني والبقية

حرص على الحجر الصحي وتمسك بالكتابة والتضامن والمحاضرات في زمن كورونا

صالح سعودي
  • 606
  • 0
حرص على الحجر الصحي وتمسك بالكتابة والتضامن والمحاضرات في زمن كورونا
ح.م

لم يستسلم الكثير من الكتاب والأكاديميين والمبدعين للسلوك النمطي الذي فرضته إجراءات الحجر الصحي، حيث حرص الكثير منهم على إضفاء الحيوية وهم في بيوتهم، وهذا من خلال منح قيمة مضافة في مجال الكتابة الإبداعية والنقدية، وكذا تقديم قراءات وإلقاء محاضرات على المباشر، عبر اليوتوب أو على مواقع التواصل الاجتماعي، مثلما حرص عليه اليمين بن التومي ومبروك دريدي واحسن تليلاني وأمين الزاوي ومحمد لمين بحري ومحمد ساري وغيرهم.

حرص الكثير من المبدعين والأساتذة الأكاديميين في الجزائر على استغلال التقنيات التكنولوجية ووسائط التواصل الاجتماعي من أجل تقديم رسالتهم التعليمية والإبداعية لطلبتهم وقرائهم ومحبيهم، مفضلين أن يكون الحجر الصحي فرصة للتصالح مع الكتاب، والحرص على القراءة والكتابة، وبالمرة تفادي مختلف الأشكال النمطية التي قد يخلفها التواجد الطويل في المنازل، بسبب إجراءات الحجر الصحي التي فرضها فيروس كورونا، وفي هذا الجانب دعا الناقد والروائي والأكاديمي محمد ساري إلى الاستعانة بالكتب للتغلب على الضّجر، متسائلا: أوَليس الكتاب أفضل مؤنسٍ؟، وقال محمد ساري في ذات السياق “ماذا لو نستغل انتشار وباء كورونا لنبقى في بيوتنا ونستثمر وقتنا في القراءة والمطالعة، والكتابة على من استطاع، أو مشاهدة الأفلام، عوض مضيعة الوقت في المقاهي والشوارع للثرثرة والنميمة والتشكي من كل صغيرة وكبيرة، وإلصاق كل مصائبنا وإخفاقاتنا، الفردية منها والجماعية، على البلاد وساساتها، ونستغلها فرصة للتأمل والتدبّر ومساءلة أنفسنا أولا، وماذا قدّم كل واحد منّا لنفسه ومجتمعه، قبل محاسبة الغير؟”، هذا الكلام جسدته عديد الوجوه الأكاديمية والإبداعية، من خلال تقديم فيديوهات تضم محاضرات أو قراءات نقدية وإبداعية وتاريخية، سواء عبر اليوتوب أو على مواقع التواصل الاجتماعي، مثلما كرّسه الدكتور احسن تليلاني من جامعة سكيكدة، وهذا منذ عدة أشهر قبل حلول هذا الوباء، وهو نفس المسعى الذي سار فيه الدكتور اليمين بن التومي من جامعة سطيف الذي يتحف أصدقاءه وطلبته بقراءات حول مضامين كتب فكرية ونقدية وإبداعية، أما الدكتور محمد لمين بحري فيفضل المقالات النقدية المكتوبة، حيث حرص هذه الأيام على وضع منشورات تخص قراءات تحليلية حول نصوص إبداعية قرأها مؤخرا، وهو التقليد الذي حرص عليه ابن بسكرة للعام الثالث على التوالي. وفي السياق ذاته فضل أن يكون للجانب التضامني نصيب في مقترحات الدكتور بحري، تصب في خانة القيام باقتطاعات وطنية من رواتب الأساتذة تخصص لمساعدة المحتاجين وضحايا فيروس كورونا.

وبعيدا عن المقترحات والمبادرات التي يحرص على تجسيدها أكاديميون ومبدعون ونقاد على أرض الوطن، فإن الكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق أكدت حرصها على تطبيق الحجر الصحي في مقر إقامتها بلبنان، وشرحت في منشور لها المسائل التي تغيرت في حياتها بعد الحجر المنزلي، حيث قالت “خمسة أيام من الأسبوع كنت أقضيها دوما في الحجر المنزلي، كنت أخرج الأربعاء صباحا للقاء جمهور الكتاب عبر فقرتي التلفزيونية وأعود للبيت. أنا كائن بيتي بامتياز لكن. أما يوم السبت هو ما أفتقده لأني عادة أقضيه مع صديقتي أمل، حيث ننفلت بين شوارع بيروت، وأسواقها، سينما ولقاء الصديقات والأصدقاء…”، وخلصت فضيلة الفاروق إلى القول بأن بعد الحجر المنزلي اكتشفت أشياء كثيرة في بيتها، نسيتها مع الوقت، “ها أنا أخرج ما أحتاجه وما لا أحتاجه، وأعيد ترتيب بيتي على رواق…”، مضيفة بالقول “شيء واحد يجعلني سعيدة بالحجر المنزلي أصبحت أرى ابني كل الوقت، وأتخيل جبران لو عاش في زمننا وهو يرى كل أبناء الأرض ينحسرون إلى بيوتهم هل سيقول أبناؤكم ليسوا لكم؟”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!