-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وجهات نظر

حريّة المرأة

سناء الشعلان
  • 4601
  • 10
حريّة المرأة
ح.م

المرأة كيان له رؤيته ومداركه وحاجاته وآماله المتباينة والمختلفة وفق معطيات ظروفه وزمنه ومتغيرات حياته ووجوده وأولوياته؛ ولذلك فأولويات المرأة ونظراتها في تنشئة الأجيال تختلف وتتباين، ولكن على المرأة، وهي المعوّل الأوّل عليه في التربية وتوجيه دفّة الأهداف ،أن تجعل  من العدل والمساواة والحرّية والتحضّر والسّلام والعلم والارتقاء أهدافاً رئيسية ومركزية في خطتها الإنسانيّة في تربية الأجيال، وبخلاف ذلك،سيكون دورها سلبي، وستتعرقل أو تتشوه أو تحيد عن هدفها السّامي مسيرة الأجيال.

  وفي سبيل تحقيق  المرأة لحريتها عليها أوّلاً أن تحدّد مطالبها، وتنظّمها، ثم تضع آلية وتنتخب أدوات ونساءً ليقمن بدور الرّيادة والتمثيل وتقعيد الحقوق ، ورسم خطط الوصو ل إليها بعيداً عن كلّ الأضواء الحارقة التي هي في حقيقتها ليست أكثر من شرك يضعه الرّجل من أجل استعباد المرأة بأشكال جديدة تحت أغطية التّحرر والفجور وإشباع الرّغبات بكلّ الطّرق البهيمي

ومن أهم أشكال اضطلاع المرأة بهذا الدّور أن تقوم باستبعاد الرّجل الرّجعي الذّكوري السّلطوي الذي بات يعتقد أنّه بذكائه ودهائه يستطيع أن يدجّن المرأة من جديد بسياسة العصا والجزرة عبر لبوس التحضّر الذي يلبسه ليخفي تحته أبويته السّلطوية التي تشتهي استعباد المرأة بكلّ الأشكال والصّور.

والعجب الحقيقي هو أن يعدّ هذا النّوع من الرّجل هو مطالب بحقوق المرأة، بل هو صورة كلاسيكية تراثية مشوهة لا تختلف عن صورة الرّجل المتحّضر المزعوم الذي يخفي خلف قناع تحرّره المزعوم رجلاً سلطوياً حداثياً يريد أن يخدع المرأة من جديد، بإعطاء اسم وشكل جديد لعبوديتها، فيعطيها حريّة الجسد ليعهّرها، ويعطيها حرّية الخيار ليضيّعها، ويعطيها حرّية العمل والمساواة ليستغلّها ويخدّمها. هذان الصنفان من الرّجال هما وجهان قاتمان لعملة واحدة تكرّس عبودية المرأة.

الرّجل المرشّح للوقوف إلى جانب المرأة في حربها الإنسانية العادلة هو رجل يؤمن بإنسانتيه التي لا تكتمل دون اكتمال إنسانية المرأة، ويجعل من موروثه الديني والحضاري والفكري مرجعية داعمة ومشكّلة لأدواته في سبيل حربه المقدّسة إلى جانب المرأة في مأزقها الإنساني الخطير.

لاسيما أنّ الرّجل لايزال  يحاكم المرأة بقانون القبيلة والخطيئة التي هي صفة ذلّ وخزي للمرأة، وصفة رجولة وفحولة للرجل!!! أما آن الأوان أن تسمّى الأشياء بأسمائها الحقيقية: مثل الضحية، الخديعة، الاستغلال ، العقاب؟؟؟ وأن تكال الأشياء بنفس المكيال؟

يبدو أنّ الوقت لا زال بعيداً عن هذه الأفكار الطوبائيّة، ومادام الوضع كذلك، فعلى المرأة أن تستيقظ من غفلتها، وتعمل على بناء ذاتها ووعيها، وترفض بقوة وحزم أن  تلعب دور الضحية؛ لما في ذلك الدّور من مهانة ووضاعة لا تليق أبداً بها ولا بإنسانيتها ولا بدورها الحضاري الخطير.

والأصوات التي تقول من وقت إلى آخر إنّ المرأة قد نالت كلّ حقوقها، تجعلنا نتوقّف عند هذا الإدعاء لنقول إنّ المرأة قد نالت بعضاً من حقوقها بعد كفاح مرير وحرمان طويل، فهذا صحيح، وإن كان المقصود به أنّ المرأة قد أثبت أهليتها وقدرتها في المهمات التي أُنتزعت انتزاعاً مهمة الاضطلاع بها، فهذا صحيح أيضاً، أمّا إن كان المقصود هو أنّ المرأة قد نالت غاية ما تريد وتتمنّى، وقد آن لها أن تركن إلى السكون، فهذا غير صحيح،فالمرأة في المجمل في هذا العالم لا تزال منقوصة الحقوق بشكل أو آخر، ولا تزال حتى في عقر معاقل الحرية المزعومة تتعرّض لأبشع أنواع الاستغلال وأقذرها، لذلك يبدو أنّ الحرب والرحلة لا تزالان طويلتين أمام المرأة. ومن المبكّر للغاية أن نحكم على هذه التجربة الاستثنائية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • مها

    كلما قرأت التعليقات التي تقوم فقط بذكر المرأة عند الغرب وتتجاهل وضع المرأة في المجتمع العربي، أهز رأسي أسفا وأقول لنفسي أن هذه الأمة لن تتطور إلا بعد وفاة أحفاد أحفادي...

  • خليفة

    للاسف سناء الشعلان ،تريد الصاق كل مشاكل المراة و مساوىء تحررها بنوعين من الرجال : رجل رجعي و رجعل متحضر ،الاول يربطها بالتقاليد و الثاني يفرض عليها كل اشكال التحلل و الانحراف ،للاسف هذا الكلام فيه نوع من الشطط،هل كل التقاليد ضد المرأة؟ و هل التبرج و الانحراف فرصه الرجل على المرأة؟,ام ان المرأة هي التي اساءت فهم حريتها ؟ فراحت تستعرض مفاتنها امام الجميع و بالتالي صارت كالسلعة المعروضة في الاسواق،بهذه التصرفات صارت المرأة خطر على نفسها و على المجتمع ،و لا يمكن علاج هذا الامر إلا بالفهم المسءول لمعنى حرية المرأة ،و الرجوع المتبصر الى تراثنا الاجتماعي و ااديني في هذا المجال،يجب توعية المرأة .

  • د. معاذة مستشارة أسرية

    كيف وصلت دعوة ( تحرير المرأة ) ? وكيف وصل صوت الحريات (......) الى ديارنا ?
    بعد الثورة الفرنسية رفع شعار ( اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس ) للحصول على الحرية تلك الحرية المنتزعة من الكنيسة المتواطئة مع الملوك المستبدين فكان اللقاء بين مطالب الديمقراطية وحقوق المرأة كما تحب المرأة وكما يحب الرجل ويشتهي أيضا !

  • هرة تطلب الحرية

    انحطت المرأة بانحطاط المسلمين بدأ الانحطاط منذ تدهور نظام الحكم ولم تلبث أن أصبحت سلعة في السوق وجارية في القصور ومحظية وكما مهملا ... لم تنحط المرأة وحدها بل انحطت بانحطاط المجتمع وبالتالي انحطاط الحكم وانحبس الفقه وسد باب الاجتهاد

  • karimalger

    أين تتوقف حريتكن.....
    سؤال بسيط
    المشكل ليس في الرجل كأب أو زوج
    المشكلة أن المرأة لا تعرف ماتريد...

  • dzair

    حرية المرأة هي أن المرأة لا تدخل السجن.
    ولكي المرأة لا تدخل السجن يجب عليها احترام قانون البلد الذي تعيش فيه.

  • مستغرب

    المراة ارادت التحرر فوقعت في فخ اخر هو الحرية الزائفة التي تعتمد على حرية المظهر والشكل
    غير ان الاسلام لم يمنع تحرر المراة فكريا وعلميا ووصولها لما تريد ولكن منع ما يسمى التحرر الذي يدعوا للعهر والفسق ومنعه على الجميع رجل وامراة ولم يستثني او يعطي امتياز لاحد
    الاشكال يبقى بالمراة لليوم لانها لم تدرك بعد ان التحرر يكون بالعلم والفكر وليس بالجسد والتعري
    اغلب النساء للاسف تعرض جسدها لتصل لبعض المراتب المستعصية عليها
    اما من وصلن بفكرهن فهن يحسبن على الاصابع ولا يراد لهن ان يكن قدوة للاخريات
    الاعلام لعب دور في تسليط صورة التفوق للمراة العارية على حساب الاخريات
    ويجب تصحيح هذه الصورة

  • أمين

    الزواج يبنى على الأشياء الأساسية التالية:
    - الإحترام و التقدير
    - الحقوق
    - الواجبات
    للمرأة حقوق على الزوج و على الزوج واجبات تجاهها
    و أهم حقوق الزوج على الزوجة أن تحفظه في حضوره و غيبته و أن لا تنكر له فضلا من أفضاله إن رأت منه تقصيرا مادام مجتهدا في تحمل واجباته
    أما التعدد فهو شرع شرعه الله عز وجل لا شرط عليه إلا ما سبق و الكلام على من ينكر شرع الله بين
    و الكلام عن التعدد في بلادنا كالكلام عن التقلل و الزهد في حضرة الفقير المعدم
    فإتقوا الله يا أولي العقول

  • ,اين احمد

    هل الزوج يتخذ قرار الزواج لوحده ام يستشير زوجته قبل ان تقول له اوكي

  • نتلاقاو

    الحب يصنع المعجزات
    فان كان الشلل معيق فالحب ينصف صاب الشال ليتعافى
    ويقف من جديد