-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حزبٌ مٌحلّ وآخر محبَط لدعم مرشح في حكم الغيب

حبيب راشدين
  • 1655
  • 2
حزبٌ مٌحلّ وآخر محبَط لدعم مرشح في حكم الغيب

لو كنتُ في المعارضة لما ترددت لحظة في الدخول دون تردد في السباق حتى مع فرضية اشتغال النظام على عهدة خامسة تبقى تقنيا ممكنة ودستوريا مرخّصة، لن يعوقها حتى غياب الرئيس عن جميع استحقاقاتها، باستثناء واجب الحضور إلى مقر المجلس الدستوري للتوقيع.
وعلى خلاف ما تبديه المعارضة من مخاوف مشروعة، فإنها لم تُمنح من قبل فرصة أفضل من هذا الاستحقاق لتحقيق حضور وازن ضاغط على النظام، حتى لو نفذ الاستحقاق على منوال استحقاق العهدة الرابعة، شريطة أن تنزل مبكرا إلى الميدان، وتعرض بديلا مقنعا، وتدخل بمرشح إجماع تلتفّ حوله أغلب أحزاب المعارضة، ثم تمنحه هامش مناورة واسعاً لطمأنة أبرز مكونات الدولة العميقة، حتى لو تأكدت مخاوفها من استحالة الفوز أمام الرئيس.
أحد المرشحين من خارج صفوف المعارضة يكون قد استشرف هذه السيناريوهات المحتمَلة، فغامر بالترشح رغم التحذير الصريح الموجَّه إليه من قِبل المؤسسة العسكرية؛ فالجنرال المتقاعد علي غديري، الذي كان محل جدل منذ شهور يعلم مسبقا أن حظوظ الفوز أمام الرئيس ضئيلة، لكنها حتما أفضل من مواجهة مرشح آخر لو تراجع النظام عن خيار العهدة الخامسة، لأن ترشيح الرئيس يمنحه فرصة استقطاب دعم النظام في حال امتناع الرئيس عن الترشح، وقد يفوز وقتها في الحد الأدنى بعوائد لعب دور الأرنب، وربما بأكثر من ذلك إن توفرت له فرصة لعب دور البديل في الوقت بدل الضائع.
المؤكد حتى الآن أن أحزاب الموالاة قد وُضعت في موقف لا تُحسد عليه لأن الرئيس قد يؤخر قراره إلى آخر ساعة كما حصل في استحقاق 2014، أو تُحمَل الموالاة في آخر لحظة على نقل التأييد غير المشروط لـ”جوكر” يُخرجه النظام من “دكة الاحتياط”، وقد تكون مثل هذه الحسابات هي التي راهن عليها عمارة بن يونس، الذي رفض حتى الآن التغريد داخل سرب الرفاق في الموالاة، أو يكون قد استرق السمع من “حنجرة عميقة” نصحته بتأجيل التغريد للخامسة مع الجوقة إلى حين.
بقي أنِّي لم أستوعب بعد لماذا لم تتوقف المعارضة عند ما يبدو كخيار أخرق معيق للعهدة الخامسة في ما حصل للحزب العتيد من معالجة فوقية عنيفة بلا مبرر ظاهر حولته إلى ما يشبه “الحزب المُحل” تديره قيادة مجوقلة بلا خبرة، ثم البحث ثانية في ما يخفيه قرار الإبقاء على الأمين العام للتجمع السيد أويحيى على رأس الحكومة وهو في حالة إحباط ظاهر من فوات آخر فرصة، لتوكل الجهة المدبِّرة مهمة دعم “العهدة الخامسة” لحزب شبه مُحل وآخر زعيمه محبط!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • mosmos

    اصبحتم يا أستاذ تتسولون مترحشين معارضين لاضفاء شرعية لانتخاباتكم ولكن هيهات اصبحنا الان نفقه السياسة

  • علي لطرش

    التلاذيس و التريدة
    يحكى أن ، في بلاد تيارت تيهرت، تلاقى التلايدسة ، و التي هي الشعر الملحون ، أو الكلام بالمعنى، تلاقوا على صحن التريدة و ليس البريد الذي بالحجاز، فتغامزوا إلى بعضهم البعض ما مصير الكعكة، و إن لم تحمل المعنى ذاله، ولكن الايد التلو الأخرى ، من تلايد، تابلاط، تيزي أقشوشن ، حتى إنتهى إلى النظارات، أو لغة العصر ، التباهي بإرتداء النظارة الطبية، تلايد.