-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نتائج أولية للانتخابات اللبنانية:

حزب الله وحلفاؤه في المقدمة

حزب الله وحلفاؤه في المقدمة
رويترز
مسؤولو انتخابات لبنانيون يفرزون صناديق اقتراع الانتخابات البرلمانية في مركز اقتراع في بيروت يوم الأحد 6 ماي 2018

فازت جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران وحلفاؤها السياسيون بأكثر من نصف المقاعد في الانتخابات البرلمانية وفقاً لنتائج غير رسمية، مما يشكل دفعة سياسية للجماعة المدعومة من إيران ويؤكد على النفوذ الإقليمي المتزايد لطهران، حسب ما نقلت وكالة رويترز للأنباء، الاثنين.

وازدادت قوة حزب الله الشيعي المدجج بالسلاح والذي تضعه الولايات المتحدة على قائمة الجماعات الإرهابية منذ انضمامه للحرب في سوريا دعماً للرئيس السوري بشار الأسد في عام 2012.

والنتيجة التي لم يتم تأكيدها رسمياً بعد تنطوي على مخاطر تعقيد السياسة الغربية تجاه لبنان المتلقي الكبير للدعم العسكري الأمريكي والمعتمد على مليارات الدولارات من المساعدات والقروض لإنعاش اقتصاده الهش.

وقال وزير إسرائيلي، إن المكاسب التي لم تتأكد بعد من النتائج الرسمية تظهر أنه لا فرق بين الدولة اللبنانية والجماعة الشيعية مما يشير إلى خطر استهداف الحكومة في أي حرب مستقبلية.

وأظهرت أرقام غير رسمية في أول انتخابات برلمانية منذ تسع سنوات خسائر كبيرة لرئيس الوزراء سعد الحريري المدعوم من الغرب. لكنه ما زال السياسي السُّني الأقوى بحصوله على أكبر كتلة في البرلمان المؤلف من 128 مقعداً مما يجعله المرشح الأوفر حظاً لتشكيل الحكومة المقبلة.

ويبدو أن وسائل الإعلام الإيرانية تبالغ في تصوير نكسات الحريري. فقد نشرت وكالة تسنيم الإيرانية المحافظة تقريراً بعنوان “نتائج الانتخابات اللبنانية تضع حداً لاحتكار الحريري للساحة السُّنية”.

ووفقاً لنظام تقاسم السلطة الطائفي في البلاد فإن رئيس الوزراء ينبغي أن يكون مسلماً سُّنياً. ومن المتوقع أن تكون الحكومة الجديدة، مثل المنتهية ولايتها، تشمل جميع الأحزاب الرئيسية. ومن المتوقع أيضاً أن تستغرق المباحثات حول المناصب الوزارية بعض الوقت.

وقال أندرو تابلر من معهد واشنطن، إن وضع الحريري “سيكون أضعف في أي حكومة قادمة. وقدرته على وضع حد أو كبح جماح حزب الله.. في لبنان ستكون محدودة جداً”.

وأضاف “سيؤدي ذلك إلى مزيد من الانتقاد للمساعدات العسكرية الأمريكية للقوات المسلحة اللبنانية” في واشنطن.

وجرت الانتخابات وفقاً لنظام انتخابي جديد معقد أعاد رسم حدود الدوائر الانتخابية ومثل تحولاً من نظام الأكثرية إلى نظام التصويت النسبي. وقال وزير الداخلية، إن النتائج الرسمية ستعلن، الاثنين، لكن لا توجد مؤشرات على إعلانها.

وفي المقابل خرج حزب “القوات اللبنانية” المناهض لحزب الله وهو حزب مسيحي بفوز كبير زاد تمثيله إلى المثلين تقريباً بحصوله على 15 مقعداً على الأقل مقارنة مع ثمانية مقاعدلل من قبل، وفقاً لمؤشرات غير رسمية.

الحريري يتلقى “صفعة

وحصل حزب الله والجماعات والشخصيات المنتمية إليه على ما لا يقل عن 67 مقعداً وفقاً لحسابات أجرتها رويترز استناداً إلى النتائج الأولية لما يقرب من جميع المقاعد التي تم الحصول عليها من السياسيين والحملات الانتخابية للمرشحين ونشرتها وسائل الإعلام.

ويتم توزيع المقاعد في البرلمان اللبناني وفقاً للتقسيم الطائفي. وبقيت أعداد نواب حزب الله عند حوالي 13 مقعداً أي كما هي أو تغيرت قليلاً منذ عام 2009. لكن المرشحين الذين دعمتهم الجماعة أو المتحالفين معها حققوا مكاسب ملحوظة.

وأظهرت النتائج غير الرسمية أن السُّنة المدعومين من حزب الله أبلوا بلاء حسناً في مدن بيروت وطرابلس وصيدا وهي معاقل لتيار المستقبل بزعامة الحريري. وكتبت صحيفة الأخبار المؤيدة لحزب الله على صفحتها الأولى إن النتائج تشكل “صفعة” للحريري.

وكان من بين الفائزين الذين يدعمهم حزب الله جميل السيد وهو لواء شيعي متقاعد والمدير السابق للأمن العام وصديق شخصي للرئيس السوري بشار الأسد. وكان السيد واحداً من أقوى الرجال في لبنان في الأعوام الخمسة عشر من الهيمنة السورية التي أعقبت الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

وعلى الأقل فإن خمسة من الشخصيات الذين كانوا قد تولوا مناصب رسمية إبان الحقبة السورية عادوا إلى مجلس النواب لأول مرة منذ انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005 بعد اغتيال رفيق الحريري والد سعد.

وفاز فيصل كرامي ابن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق عمر كرامي المؤيد لسوريا بمقعد للمرة الأولى.

ومن بين الحلفاء الرئيسين لحزب الله حركة أمل الشيعية بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه بري والتيار الوطني الحر الذي أسسه الرئيس ميشال عون وهو حليف لحزب الله منذ عام 2006 ويقول إن ترسانته ضرورية للدفاع عن لبنان.

وفي حين أن حزب الله وحلفاءه لا يتوافقون دائماً على كل المواضيع إلا أن دعمهم لترسانة الحزب يعتبر أمراً إستراتيجياً وحيوياً للجماعة في لبنان.

وقالت قناة المنار التابعة لحزب الله، إن الأمين العام للحزب حسن نصر الله سيتحدث عن “الانتصارات”، في وقت لاحق الاثنين.

ومني حزب الله بخسائر في أحد معاقله وهي دائرة بعلبك-الهرمل الانتخابية. وحصل معارضو حزب الله على مقعدين من أصل عشرة هناك أحدها ذهب لحزب القوات اللبنانية بينما نال تيار المستقبل المقعد الآخر. وفشل حزب الله في إيصال مرشحه الشيعي في جبيل الساحلية القديمة إلى البرلمان.

وكانت نسبة الإقبال 49.2 في المائة مقارنة مع 54 في المائة خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أجريت قبل تسعة أعوام.

وفازت مرشحتان مستقلتان خاضتا الانتخابات ضد المؤسسة السياسية الحاكمة بمقعدين في بيروت.

وفي عام 2009 حصل تحالف مناهض لحزب الله بزعامة الحريري وبدعم من السعودية على الأغلبية في البرلمان.

لكن تحالف 14 آذار تفكك وحولت السعودية اهتمامها ومواردها للتصدي لإيران في أجزاء أخرى في المنطقة لا سيما اليمن. وربما يكون الحريري قد فقد ثلث مقاعده البالغة 33.

وقال سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية، إن “هذه النتائج ستعيش معنا على مدى 4 سنوات وتحدد مسار البلاد وإن شاء الله ستعطينا قوّة ودفع من أجل تصحيح المسار أكثر بكثير مما تمكنا من تصحيح في السنوات المنصرمة، باعتبار أنه من الواضح أن الأرضيّة الشعبيّة في لبنان تؤيد (قوى) 14 آذار”.

وجعجع هو أبرز معارض مسيحي لبناني لحزب الله وهو قائد ميليشيا القوات اللبنانية الذي خاض في السنوات الأخيرة من الحرب الأهلية حرباً مع عون.

ودعا الحريري إلى تشكيل حكومة سريعة بعد الانتخابات حتى يتسنى للبلاد المضي قدماً في الإصلاحات اللازمة لخفض مستويات ديون الدولة التي تعد الأعلى مستوى في العالم.

ويرغب المانحون في رؤية الإصلاح قبل أن يفرجوا عن 11 مليار دولار من المساعدات والقروض الميسرة التي تم التعهد بها في مؤتمر باريس للمانحين في أفريل.

ولبنان كان متلقياً للكثير من المساعدات الخارجية لمساعدته على التأقلم مع استضافة مليون لاجئ فروا من الحرب في سوريا المجاورة وهو ما يعادل واحداً من بين كل أربعة أفراد.

وكان ينبغي أن يجري لبنان الانتخابات البرلمانية في 2013 لكن أعضاء البرلمان صوتوا بدلاً من ذلك على تمديد مدة ولايتهم بسبب عدم اتفاق القادة على قانون جديد للانتخابات البرلمانية.

وفي السنوات الأخيرة تراجعت مسألة أسلحة حزب الله على الأجندة السياسية في لبنان.

ويقول الحريري، الذي قاد صراعاً سياسياً لسنوات مع حزب الله، إنها مسألة يمكن حلها على المستوى الإقليمي عبر الحوار.

ومن المقرر أن تعقب الانتخابات اللبنانية انتخابات في العراق في 12 ماي من المقرر أيضاً أن تبرز توسع نفوذ إيران إذ من المنتظر فوز واحد من ثلاثة زعماء شيعة مؤيدين لطهران بمنصب رئيس الوزراء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!