-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
القرعة بـ 150 دج واللفت بـ 300 دج

حشود بشرية تجتاح الأسواق والغلاء يحرق جيوب المواطنين قبيل العيد

زهيرة مجراب
  • 1215
  • 4
حشود بشرية تجتاح الأسواق والغلاء يحرق جيوب المواطنين قبيل العيد
ح.م

اجتاحت طوفانات بشرية، الجمعة، الأسواق، مستغلين عطلة نهاية الأسبوع واقتراب عيد الأضحى المبارك، لشراء كل ما يحتاجونه من خضر وفواكه ولحم ودجاج ومواد غذائية أيضا، تحسبا للعطلة الطويلة التي سيستفيد منها التجار تمتد لحوالي أسبوع، وهو ماساهم في رفع الأسعار، وتوقع التجار أن ترتفع أكثر مع دخول البضاعة الجديدة.
غصّت الأسواق الشعبية بالعائلات التي تعوّدت على اتخاذ إجراءات استباقية قبيل الأعياد، بعدما أضحى سيناريو غلق المحلات والندرة مرادف للعيد ومشهد يتكرر كل عام، حتى إن بعض العائلات لا تجد ما تطبخه مع لحم الأضحية، وخلال جولة قادتنا للعديد من الأسواق بحسين داي، القبة، علي ملاح وقفنا على الطوابير الطويلة أمام باعة الخضر، فبالرغم من الارتفاع الجنوني للأسعار إلا أن المواطنين أقبلوا على التسّوق بكميات كبيرة غير مبالين ولا مكترثين بالزيادات.

التهاب أسعار الخضر و”القرعة” و”اللفت” لمن استطاع

قفزت أسعار العديد من الخضر لأثمان قياسية في ظرف أسبوع فقط بزيادات تصل حتى 30 دج، حيث تراوح سعر البطاطا بين 70 و90 دج، الطماطم مابين 80 و100دج، البصل 50 دج، الجزر 70 دج، الفاصولياء الحمراء 300 دج، الفاصولياء الخضراء 150 دج، الفلفل الأخضر 120 دج، الخس 120 دج، الخيار 100 دج، في حين تخطت أسعار الخضر الأكثر طلبا في عيد الأضحى حدود المعقول، فقد ارتفع سعر الكوسة “القرعة” بعدما قفز سعرها بين عشية وضحاها من 70 إلى 150 دج، نظرا لكثرة الطلب عليها، حيث تصر غالبية العائلات على شرائها لاستعمالها في تحضير طبق “البكبوكة”، وكذلك الأمر بالنسبة للفت الذي وصل سعره لـ 300 دج.
وكشف لنا أحد التجار بأن هذه الأسعار مرشحة للارتفاع أكثر في الأسبوع القادم، لأن غالبية البضاعة الموجودة في السوق قديمة ولم يتسوّق بعد ويوم السبت والأحد ستكون الأسعار مرتفعة أكثر في سوق الجملة، وبالتالي ستمس هذه الزيادات التجزئة أيضا، وبخصوص البطاطا فأكد محدثنا على أن ثمنها مرتفع في الجملة أيضا، وأضاف المتحدث بأن المشكل في غلق جل تجار الخضر محلاتهم بعد الأعياد، سببه عدم توافر اليد العاملة لجني المحاصيل لذهاب العمال لولاياتهم، وبذلك تنعدم السلعة في الجملة والتجزئة باستثناء البضاعة القديمة.
أما أحد المواطنين فاشتكى من تكرار سيناريو الغلاء في كل مناسبة دينية، ففي رمضان والأعياد الدينية ترتفع الأسعار، ليواصل “لقد تعوّدنا على الأمر، حتى الفواكه هي الأخرى أصبحت ترتفع، لأن المواطنين يحملونها خلال زيارتهم لأهاليهم وذويهم، فمثلا الإجاص كان سعره 100 دج اليوم أصبح بـ 120 دج، العنب أيضا كل شيء زاد ثمنه، وكل هذا يحدث وسط صمت السلطة وعدم تدخلها لحماية المستهلكين المنهكين بسبب الغلاء وانهيار القدرة الشرائية.

طوابير طويلة أمام القصابات وعشرات الطلبيات على اللحم والكبد

غير بعيد عن أسواق الخضر وقف المواطنون في طوابير طويلة أمام القصابات لشراء قطع من اللحم تغنيهم عن انتظار المحسنين وصدقات قد لا تأتي، يحدثنا صاحب قصابة بحسين داي عن تلقيهم أزيد من100 طلبية متنوعة منذ نهاية شهر ذو القعدة، وهو ما اضطره لإقفال القائمة والامتناع عن أخذ أخرى جديدة، وبخصوص ما يتم طلبه، فأخبرنا أن هناك من يشتري “معلاق” كامل فيه الكبد والرئتين والطحال ومعه “الدوارة” و”البوزلوف” فسعرها 7000 دج، أما الكبد فقط فثمنه 3800 دج للخروف والبقر 2800 دج، في حين وصل سعر لحم الخروف 1500 دج، لحم البقر 1400 دج، ويقبل المواطنون على الشراء حسب قدراتهم، فهناك من يشتري خروفا منحورا بالكامل، وهناك من يشتري الكتف أو الفخذ وقليل من لحم الأضلاع، وبسطاء يشترون كيلوغراما أو اثنين فقط كل حسب قدرته.

الدجاج وجهة العائلات تحسبا للعيد

والمشهد ذاته يتكرر أمام محلات بيع الدجاج، حيث استغل بعض المواطنين فرصة انخفاض سعر الدجاج إلى 340 دج للكيلوغرام، حتى يشتروا دجاجة أو اثنين للعيد أو كمية من شرائح الديك الرومي “إسكالوب” بـ 950 دج، حيث تقول إحدى المسنات بأنها تعوّدت على شراء دجاجتين في كل عيد أضحى تتناولها رفقة زوجها المقعد، وكذا ابنتاها اللتان فاتهما قطار الزواج، فهم لا يملكون مصدرا للمال باستثناء منحة التقاعد الخاصة بزوجها ويستحيل عليهم شراء أضحية بها، ولا حتى اللحم، غير أن جيرانهم يزورونهم ويمنحونهم نصيبهم. أما سيدة أخرى فتقول بأنها تشتري الدجاج لابنتها فهي لا تأكل اللحم لذا تعوّدت على شراءه لها في كل عيد أضحى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • Mahmoud

    "...حيث تقول إحدى المسنات بأنها تعوّدت على شراء دجاجتين في كل عيد أضحى تتناولها رفقة زوجها المقعد، وكذا ابنتاها اللتان فاتهما قطار الزواج، فهم لا يملكون مصدرا للمال باستثناء منحة التقاعد الخاصة بزوجها ويستحيل عليهم شراء أضحية بها..."
    اللهم أكنفهم بركنك الذي لا يرام

  • جزائري

    اذا كان هناك حشود من المستهلكين مستعدة للدفع فلماذا اذن البكاء من غلاء الاسعار. شخصيا لا اصدق ان هناك غلاء في الاسعار ما دام الاستهلاك قاىما وبالحشود

  • نتشكي

    انا زوالي نحب نتشكي و نحشر دراهم ههه

  • أيمن

    بكري كانو يقولو:
    ألم تر أن المسك لا شيء مثله ... وأن بياض اللفت حملٌ بدرهم
    وأن سواد العين لا شك نورها ... وأن بياض العين لا شيء فأعلم
    ----------------------------------
    وضرك راه طلع لـ300 دج