-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رواية جديدة لسعيد خطيبي بعد "أربعون عاما في انتظار إيزابيل"

“حطب سراييفو”.. التاريخ الصادم لجزائريين شاركوا في حرب البلقان

حسان مرابط
  • 2209
  • 0
“حطب سراييفو”.. التاريخ الصادم لجزائريين شاركوا في حرب البلقان
ح.م

يعود سعيد خطيبي بعد آخر أعماله الأدبية “أربعون عاما في انتظار إيزابيل”، برواية جديدة عنونها بـ”حطب سراييفو”، صدرت حديثا عن منشورات “الاختلاف” الجزائرية و”ضفاف” اللبنانية، ويرتقب أن تكون حاضرة في سيلا 23 نهاية الشهر الجاري.
وقال خطيبي في تصريح إلى “الشروق” إنّ العمل عن الحرب التي امتدت من البوسنة والهرسك إلى الجزائر.
وبحسب المؤلف تعود رواية “حطب سراييفو” إلى نهاية التّسعينيات من القرن الماضي، وتدور أحداثها، على امتداد عام واحد فقط، فبينما كانت سراييفو تخرج، بتشوّهاتها وآلامها، من حرب شرسة، وحصار طويل، حوّل المدينة إلى ما يُشبه سجناً مفتوحاً، كانت الجزائر تفوح منها رائحة الموت، بسبب حرب أهلية، عُجز عن إيجاد اسم لها.
وعبر الاعتماد على وقائع تاريخية، تعود بعضها إلى الحرب العالمية الثّانية، يُشيّد خطيبي عالماً روائيا، تتقاطع فيه مصائر أشخاص كثر. بحيث يقوم العمل على شخصيتين، إيفانا، التي فقدت والدها في حرب البوسنة والهرسك، وسليم، الذي يعيش سنوات الخوف في الجزائر، قبل أن يلتقيا ويتبادلا الأدوار، في سرد ما عاشاه.
وأشار المتحدث إلى أنّ “حطب سراييفو” لا تركّز على الحرب، في حدّ ذاتها، بل تجعل منها فقط خلفية ومطيّة، لتتبع حيوات أشخاص عاديين، تسحقهم الأحداث الدّامية، تمحو ماضيهم، وتنزع عنهم هوياتهم القديمة، وتحوّلهم إلى أشخاص آخرين، بهويات جديدة ومختلفة.
ولم يخف خطيبي أنّه قضى عاماً، متنقلاً بين الأمكنة، التي تسردها الرّواية. وذكر منها سراييفو، توزلا، بانيا لوكا، موستار، سبليت، زغرب، وكذا في البليدة وأولاد يعيش وتيبحيرين وبرج منايل.
ولفت صاحب “أربعون عاما في انتظار إيزابيل” إلى أنّ هذا النص يكشف واحدة من الحقائق التاريخية المطمورة والمتعلقة بمشاركة جزائريين في حرب البلقان الأخيرة، ويفتح نافذة على زوايا من التّاريخ السوسيو-ثقافي المشترك، بين الجزائر والبوسنة والهرسك.
واعتبر أنّ “حطب سراييفو” التي تلامس هشاشة الإنسان، وحساسيته في لحظات القسوة والتراجيديا، وتشابه الأقدار، تُحيل إلى لحظات حرجة، من التّاريخ المعاصر، وتُحاول تقديم تصوّر مختلف، لحربين، اشتعلتا في مكانين مختلفين، لكنهما يحملان كثيراً من التّشابهات.
ونشر خطيبي مقتطفا قصيرا من الرواية على “الفايسبوك” جاء فيه: “نجوت من الموت، وخرجت من حبس، ظننت أنني سأمكث فيه سنوات طوالا. أزهقت روحًا، والتحقت بالقتلة، ثمّ تعثّرت، وتخيّلت أنني لن أقف على رجليّ، من جديد. شعرت بأن عمري يتبخر، ببطء، ولن أحقّق حلمي، الذي حملته معي، هنا وفي غربتي، كما تحمل أمّ رؤوم جنينها الأوّل. تصوّرت أن الحرب التي مزّقت وجه سراييفو، ستجرفني معها، وتحوّلني إلى خرقة بالية، لا نفع منها. بزغت صورة شقيقتي الصّغرى في ذهني، وخفت أن يختلّ عقلي، وأجنّ مثلها. لكن…”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!