-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حقائق وأرقام عن الحراك السلمي الجزائري

الشروق أونلاين
  • 480
  • 0
حقائق وأرقام عن الحراك السلمي الجزائري
ح.م

من كان يصدق أن الشعب الجزائري سينتفض بهذا الشكل السلمي ضد “البوتفليقية” التي عاثت فسادا طيلة عشريتين وكادت أن تنتهي بنا بوثنية عبادة الإله “الكادر” -أي صورة الرئيس – مدة خمس سنوات نحو “الاستحمار” هذه المرة؟

وللجمعة الثانية عشرة على التوالي ما يزال الحراك، في أوجه لم يضعف لا من حيث التعبئة، ولا من حيث المطالب وقوة الشعارات، إذ حمل في طياته العديد من الحقائق والأرقام نذكر من بينها:

1- يخرج كل يوم جمعة نصف الشعب الجزائري تقريبا 22 مليون شخص للشارع، في حراكهم السلمي للمطالبة برحيل النظام، وهو رقم قياسي عالمي بإمكانه أن يُسجَّل في كتاب قنيس.

2- يتواصل الحراك للأسبوع الثاني عشر بنفس الزخم البشري التوَّاق للحرية والعدل، رغم أنه لا أحد يعرف مؤطريه. وهو ما يطرح علامات استفهام كبيرة.

3- تشارك كل الفئات العمرية من الشعب الجزائري ذكورا وإناثا في المسيرات السلمية للتعبير عن طموحاتهم التحررية من بقايا النظام الاستعبادية التي دفعت بأفراد النظام إلى “تقديس الكادر” في محافل رسمية حتى خُيل للشعب الجزائري أنهم سيعبدونه كعجل السامري في عهد سيدنا موسى عليه السلام.

هناك ثلاثة شعارات قوية بقيت ترددها حناجر الجماهير في الحراك كل مرة، لم تتغير منذ البداية لما فيها من دلالات رمزية في هذه المسيرات وهي: سلمية.. سلمية، جيش شعب خاوة.. خاوة، تتنحاو ڤاااااااااع..

4- كل سكان الولايات الجزائرية الـ48 دون استثناء يشاركون بقوة في المسيرات للتعبير عن إرادتهم في التغيير.

5- استقطبت ولاية برج بوعريريج اهتمام الإعلام المرئي بسبب الكثافة الكبيرة لمشاركة سكانها حتى صارت تنافس سكان العاصمة. وما يلفت الانتباه تلك العمارة الشاهقة التي هي في طور الانجاز والتي أطلق عليها اسم “قصر المؤتمرات” لأنها تمتلئ بالحراكيين كل يوم جمعة.

6- كانت الراية الجزائرية “إيقونة” الحراك تُرفع بالآلاف على الأكتاف وفي كل مكان حتى صار “الحراكيون” يتنافسون فيما بينهم، من حيث العدد والشكل والطول. وقد حطم سكان ولاية الوادي الرقم القياسي في رفع أطول راية وطنية على المستوى الوطني رفعها السكان على أكتافهم طولها نحو 200 متر.

7- الراية الفلسطينية هي بدورها كانت حاضرة في كل المسيرات وظاهرة للعيان بأعداد كبيرة تزيِّن الحراك في كل الولايات دون استثناء، ما يبيّن أن القضية الفلسطينية حاضرة في قلوب الشعب الجزائري رغم انشغالهم بمستقبلهم. ما يذكرنا بمقولة “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”.

8- لوحظ في هذا الحراك عودة شهداء ثورة التحرير رحمهم الله بقوة من خلال رفع صورهم في كل المسيرات للتعبير عن “نوفمبرية حراكهم” والعودة إلى منابعها الأصيلة.

9- ينطلق الحراك كل يوم جمعة عبر كل الولايات، مباشرة بعد الانتهاء من صلاة الجمعة، حسب توقيت كل ولاية ويتوقف ساعة قبل صلاة المغرب، لإتاحة الفرصة لفرق تنظيف المحيط، وبطبيعة الحال ولايات أقصى الشرق الجزائري هي التي ينطلق فيها الحراك، وآخرها ولايات الغرب وذلك بسبب طلوع الشمس.

10- أسقط الحراك الفتنة العرقية التي كانت تراهن عليها “البوتفليقية” لتفتيت الشعب الجزائري وتحريف مطالبه وضرب سلميته مثلما كانت تعمل طيلة عشريتين، حيث تبين أن فلسفة “البوتيفليقة” كانت تعمل بمبدأ فرق تسد، على العكس وحدت الشعب الجزائري.

11- صحّح الحراك صورة الشعب الجزائري بسلميته وحسن تنظيمه، لدى ذهنية المجتمع الدولي، حتى عادت هذه الأمة محل اهتمام وسائل الإعلام العالمية، وبتصدره نشرات أخبار كبريات وسائل الإعلام.

12- كل متتبعي وقائع الحراك لاحظوا أن “الحرقة” الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا تراجعت كثيرا بسبب عودة الأمل للشباب وحتى نسبة الجريمة في البلاد انخفضت.

13- عدد المحاكمات التي طالت “رجال الأعمال” في أسبوع يضاهي عددها في العشرتين الماضيتين رغم اختلاف نوعية “الشخصيات” الفاسدة.

14- برزت وجوه سياسية شابة في هذا الحراك بمستوى عال من حيث التواصل وتحليل الأحداث واستشرافها وهي قادرة على تحمل مسؤوليتها في تسيير البلاد كانت هذه الطاقات في طي النسيان …

15- لأول مرة منذ عشريتين كاملتين تنفتح القناة الوطنية “اليتيمة” على الحراك والمعارضة بالتغطية والتحليل رغم جمود عقلية بعض صحافييها الذين ما زالوا يعملون في اتجاه الفكر الواحد ولم يتعوّدوا على طرح الأسئلة ذات الاتجاهين.

هذه بعض الحقائق عن الحراك التي استوقفتنا، نتمنى أن لا يطول عمر الحراك ويحقق مطالبه عاجلاً حتى يتفرَّغ الشعب الجزائري لبناء دولته، دولة الأمل والحرية والمعرفة والعمل والكفاءات والعدل… شريطة أن يتسلم الشعب السلطة حتى يقرر مصيره بنفسه بعيدا عن كل وصاية أو ضغوط محلية أو دولية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!