-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حقيبة وزارة الصحة لروراوة!

حقيبة وزارة الصحة لروراوة!
ح.م
محمد روراوة

الرقم المهول الخاص بعدد الأطباء الجزائريين الذين ينشطون في فرنسا، الذي تفضَّل به المجلس الوطني لعمادة الأطباء الفرنسيين، الذي أشار إلى وجود قرابة خمسة عشر ألف طبيب يمتلكون الجنسية الجزائرية على الأراضي الفرنسية، من بينهم أربعة آلاف تخرَّجوا بعد 2017 من كليات الطب الجزائرية، بقدر ما يثير في النفس الافتخار، بقدر ما يُدخلنا في حزن عميق، فمن غير المعقول أن يسافر المريض الجزائري إلى الأردن وتونس وتركيا، وهو يمتلك “شعبا” من الأطباء في فرنسا يداوون أحفاد باستور وسارتر، ويداوي أبناء عمومتهم من المهاجرين.
جريدة “لوموند” الفرنسية قدَّمت الخبر وتركته من دون تعليق، والجزائريون قرؤوا الخبر وتركوه من دون أدنى تحرُّك، فتركوا الدواء الذي عصرته الكليات الجزائرية هناك، ورضوا بالمرض والوباء هنا.
نجح رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم السابق محمد روراوة في استقدام العشرات من اللاعبين الجزائريين المولودين في فرنسا، وأقنعهم باللعب للمنتخب الجزائري مقابل تحفيزات مادية مهمة، ووجد الدعم من السلطات وخاصة من الشعب، الذي قبِل بطِيب خاطر هؤلاء القادمين من المدارس الكروية الفرنسية، ولا أحد انتقد هذا النهج أو استكثر الأموال الطائلة من العملة الصعبة التي صُرفت على هؤلاء اللاعبين، خاصة بعد أن جنت الجزائر تأهُّلين لكأس العالم، في جنوب إفريقيا والبرازيل من صنع مزدوجي الجنسية ومواليد فرنسا.
لكن في المقابل تصلنا الأرقام من فرنسا عن الناجحين في مختلف القطاعات من الذين تعلموا في الكليات الجزائرية، ولا نتحدَّث هنا عن مواليد فرنسا، ومع ذلك ترضى الجزائر بالداء وترفض الدواء.
كلنا نعلم، ووزير الصحة أول العارفين بأن الطب المجاني هو مجرد شعار قديم، لم تجنِ منه الجزائر غير تسلّط بعض الناس وثراء آخرين، ومزيد من الألم للمرضى، أمام أطباء من القطاع العمومي يتقاضون مرتبات تقلُّ عما يتقاضاه “حارس باركينغ”، فيهربون ويُهرِّبون مرضاهم إلى القطاع الخاص أو “يبيعونهم” لعيادات تونسية أو تركية، وكلنا نعلم ووزير الصحة يدرك بأن القطاع الخاص لا يمكنه أن يقدِّم مشروع صحة كبير يجعل الجزائر تنافس الجيران على الأقل، ومع ذلك تبقى الدولة تتلقى هذه الأخبار العابرة للقارات عن عدد أطبائها “المُكرّمين” هناك بالعمل، وترضى هي بأن “تذلّ” نفسها ومرضاها بالكوليرا والتيفوئيد ولدغ العقارب…
بلغت آخر فاتورة علاج أبناء المسؤولين الجزائريين في الخارج 1500 مليار صُرفت في فرنسا وأعلنت عنها السلطات، ولا أحد يعلم ما صرفه الجزائريون من عامة الناس من جيوبهم للعلاج في تونس وتركيا والأردن وفرنسا من ملايين الدولارات.
لا أفهم لماذا انتقد بعض الناس الرئيس بوتفليقة عندما استقبل زين الدين زيدان الذي منح فرنسا كأس العالم، وأشاد نفس المنتقدين بالرئيس التركي رجب أردوغان عدما استقبل مسعود أوزيل الذي منح ألمانيا كأس العالم؟
ربما لأن تركيا لم تتوقف عند كرة القدم، واستقدمت أطباءها الأكفاء وعلماءها من الذين صنعوا ربيع العلم الألماني!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • مجبر على التعليق - بعد القراءة

    الرياضة تخدم السياسة و العكس غير صحيح فلا تخلط يا هذا .................. مشكلتنا الاولى ان نخبتنا تحب تقرا باطل و تستنى في اول فرصة بالمختصر المفيد يحبوا غير صلاحهم ........ خونة لوطنهم و اقراها كيمن حبيت

  • فؤاد

    المقارنات لا تفيد شيئا.المهم أن نفهم أن كل مآسينا نتيجة لأزمة سياسية عويصة بدأت بعد الاستقلال ولم نخرج منها حتى الساعة. لا يمكن لبلد أن يقلع ويتقدم إن كان حكامه من الأسافل والمغامرين و الجهلاء الذين لا يفهمون العالم ولا يعرفون عنه وعن أنفسهم شيئا. الأمة المريضة التي لا يحكمها خيرة أبنائها وأفاضلهم قدرها أن تحيا في الحفر وتعيش تائهة تهرول كالمجنون وراء الأوهام و وتحلم أحلام الآخرين و تبحث عن طريقها بالجري وراء كل القوافل.