-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حكام موتى ـ قاعدون

الشروق أونلاين
  • 2156
  • 0
حكام موتى ـ قاعدون

العدوان على غزة، لا يجب أن ينسى أو أن يتناساه الناس، حكاما وشعوبا ومنظمات حقوقية! لا ينبغي أن يترك المجرم يفلت من دون عقاب، كما تعود النظام العنصري المقيت في تل أبيب أن يفعله وينجو بجلده بحماية وتغطية دولية على أفعال وجرائم لم تعد تقوم بها اليوم سوى إسرائيل! فقد تعودنا أن ننسى بسهولة والأحداث الجديدة تدفع الأحداث القديمة والجديد عندنا قديم والقديم يغطي الأقدم..! ونحن ما شاء الله، دائما عندنا الجديد في القتل وسفك الدماء والتقاتل والتناحر بين الأشقاء! إلا ضد الأعداء فنحن في سلام وتوافق!

نمت على هذا الألم في الرأس وهذا الغليان في القلب لأجد نفسي أمينا عاما لجامعة الدول العربية وقد طلبت اجتماعا عاجلا على مستوى القمة لمناقشة تبعات “الحرب” بين إسرائيل وفلسطين! (هكذا..لا كلمة عدوان ولا “جرائم” ولا هم يحزنون!..كأن الأمر يحدث بين دولتين وقوتين متعادلتين.. وليس الأمر عدوانا من طرف أقوى دولة في المنطقة على أصغر شعب في أصغر رقعة، محاصر جوا وبرا وبحرا.. ويراد له أن يحاصر من تحت الأرض بعد أن جعل من هذه الأنفاق معابر وحيدة  للتنفس ..).

حضر ممثلو الرؤساء والملوك (عادة لا يحضر الرؤساء في لقاءات القمة، حتى لا يحرجون فيما يقولون، الكثير منهم لا يعرف حتى كيف يقرأ في ورقة، والبعض منهم لا يحسن حتى القراءة والآخرون لا يريدون أن يتورطوا ..)، وسمينا اللقاء، “لقاء قمة”. آخر من أخذ الكلمة، كان ممثل الصومال، ويبدو أنه أخطأ وقرأ ورقة أخرى غير الخطبة التي منحت له وراح يقرأ بعربية مكسرة: نحن كدولة عظمى، من مهانتنا (مهمتنا).. أن نبغي (نبقي) الغوي غويا (القوي قويا) والضعيف ضعيفا..نحن تطورنا وأصبحنا قوة عظمى في العالم بفضل علمنا وعملنا..وإسرائيل هي حلوفتنا.. (حليفتنا) في الشرق السوط (الأوسط)..وأنتم عليكم أن تسكنوا (تسكتوا)..وترخسو (تخرصوا)..حشاكم (عساكم) تكونوا ممن نرضى عليهم. لقد سمعنا بعض الكلام من رئيس عربي تفوووه!! (تفوه) وقال لنا: نحن مع إسرائيل ظالمة أو مظلومة! ونحن نركشه..(نشكره) على هذا العدم (الدعم)..

وقبل أن يكمل، أرسلت إليه من يوقفه وسحب الورقة من أمامه! وأعطيت الكلمة لرئيس الدورة لقراءة بيان الختام، وكان هو رئيس مصر، باعتبار القمة تنعقد في مصر بعد أن عقدت قبل سنة في إسرائيل.. العضو الـ22 في الجامعة والتي أخذت كرسي “دولة فلسطين” التي نصبنا لها خيمة عزاء بجوار مقر الجامعة حضرها المعزون من كل البلدان. فقط رؤساء دول أمريكا اللاتينية هم من وضعوا نعشا لدولة إسرائيل قرب سفاراتها التي أغلقت!)

كان السي ـ سي، هو الرئيس (الانقلابي) العسكري الوحيد الذي حضر لبعض الدقائق لإلقاء بيان الاختتام. وراح يقرأ: ..أعوذ بالله من نفسي ومن شرور أعمالي..! أنا السيسي، الذي انقلبت على مرسي، أعلن أمامكم أني أنا ما نسواش.. وأن ما قتلته من أبرياء، يقضون مضجعي ونومي اليوم..! ألا لعنة الله على الظالمين. لقد فعلنا مع إسرائيل في غزة ما لم نفعله مع أحد من العالمين! قتلنا في رابعة وقتلنا في غزة..والكل كان من تحت وتخطيط إسرائيل. لعنة الله على هذه الدولة السرطان..!

وهنا أقاطعه بشدة، بعد أن تدخل ممثل دولة إسرائيل العضو 22 في الجامعة ليحتج على هذا الخطاب: لعنة الله عليك أنت وحدك أيها الخائن!..لكد خنت إسرائيل “الشكيكة” (الشقيقة) الكبرى لمصر بعد أن كنت كد (قد) خنت فلسطين “الشكيكة” الصغرى لمصر. توكف (توقف) واخرج! فمن الآن أنت لست رئيسا لمصر..! سينكلب (سينقلب) عليك الجيش كما انكلبت (انقلبت) أنت على من سبكك (سبقك)! أخرج كبل (قبل) أن تنكلب (تنقلب) عليك الكوة (القوة) العسكرية بتاعنا وبتاع مصر!

السيسي استمر يخطب وأخرج مسدسه من جيبه وراح يضيف: لقد أخطأنا، ونعتذر اليوم لشعبنا في مصر من الإخوان ومن شعب مصر كلهم ومن أولياء ضحايا رابعة وطيلة سنوات الحكم الانقلابي الذي ما كان ليحصل لولا تخطيط ومساعدة إسرائيل وتمويلها وترتيبها وضمان سكوت أمريكا والعالم. لقد “فقنا”! استيقظت أخيرا ضمائرنا الميتة..وهذا سلاحي، لن أوجهه بعد اليوم لرأس أخي المصري ولا لرأس أخي الفلسطيني.. بل أوجهه لآخاااي..مردخاي! (طاااااق)..ثم….طااااااااق

لقد قام السيسي بوضع رصاصة في رأس “ميرد ـ آخاااي”، ممثل إسرائيل في الجامعة العربية، قبل أن ينتحر برصاصة في الرأس على منصة الإلقاء!

ويختلط الحابل في الداخل  والنابل…في الخارج!

وفي الخارج..كان الشعب قد هاج وماج بعدما شاهد مباشرة الخطاب والاعتراف الخطير والقتل والانتحار. الجيش لم يخرج هذه المرة… لكن الشعب هو من خرج عن بكرة أبيه ليقبض بزمام الأمر ويستولي على السلطة وعلى كل مفاصل حياة الدولة..التي لم يقم بها في أية وقت من الأوقات! انتهى حكم العسكر!

وأفيق من نومي وقد غرقت في عرق لا مثيل له، لأجد التلفزيون لا يزال يهذي ويصور تفاصيل جرائم إسرائيل وإبادة عرق بأكمله في غزة: من الطفل الذي سيصبح مجاهدا، ومن الأم التي تلد المجاهدين، ومن الرجال الذين ينجبون الأبطال!..


كان المعلق يقول: سياسة إسرائيل المعروفة تحت اسم “زبر الأعشاب”، سينتج عنه نمو أعشاب جديدة أكثر أوراقا وأكثر ثمارا..! الزبر ينجب الحرب.. والحرب تنجب الحياة من تحت الأنقاض!..وطائر الفنيكس…يخرج من تحت الرماد!

كنت لا أزال أتكور من النعاس، أسمع التلفاز والتعليق وأنا “أعلك” على التعليق: “ما نضنش!. العرب ماتوا..من سوى إذا كان هذا الجيل الثوري الحي!..أما أخوتك العرب الشيوخ.. فالموتى يبعثهم الله..”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!