-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حملة لمقاطعة الخير!

جمال لعلامي
  • 820
  • 0
حملة لمقاطعة الخير!
ح.م

تنامي وتفشي عمليات النصب والاحتيال، قتلت أفئدة الكثير من الجزائريين، ولعلّ ظاهرة تهريب و”بيع” واستغلال وتجنيد وتوظيف أطفال أفارقة في التسوّل، هي واحدة من جرائم النصب والاحتيال، التي حرّضت مواطنين من ذوي القلوب الرحيمة وفاعلي الخير، على الفرار و”مقاطعة” أفعال الخير !
فعلا، لقد شاعت في المجتمع- وهو فعل معزول وانفرادي وشاذ وغريب- لكن تعرّض للتسمين، نتيجة تفريخ عمليات احتيالية متشابهة ومتقاطعة في الشكل والمضمون والهدف، ولذلك عمّت عبارة “نعرف لمن نصدّق”(..)، أو بعبارة أخرى “نعرف لمن نمدّ دراهمي”!
هذه هي النتيجة الحتمية والموجعة، لأفراد وجماعات، يحترفون النصب والاحتيال، ولكم أن تتصوّروا عندما يتعلق الأمر باستغلال أطفال أبرياء لا حول ولا قوّة لهم، في الشوارع والطرقات، والأمر أصبح مفضوحا، فطريقة اختيار “العصابات” لمواقع اصطياد “الضحايا” والتمثيل عليهم بالأطفال والنساء، تؤكد أن ثمّة مخططا احتياليا يديره محترفون !
عندما تؤكد المعلومات “الرسمية” أن المتسوّلين بالأطفال الأفارقة “الحراقة” يجنون ما بين 3 و6 ملايين سنتيم يوميا، فمن الطبيعي أن يتكاثر “المحتالون”، ويتزايد عدد الأطفال المتسوّل بهم، فـ “أجرة” 180 مليون شهريا، لا يتقاضاها عمليا وفعليا لا وزير ولا وال ولا مير ولا طبيب ولا مهندس ولا صحفي مشهور ولا باحث في النووي، فكيف بمهنة التسوّل تتقدّم شبكة الأجور؟
هل تصدّقون مثلا أن هؤلاء الأطفال المساكين، وتلكم النساء الحزينات المرعوبات، سيصرفون هذه الملايين؟ سواء هنا بالجزائر أم تحويلها إلى “دوفيز” في السكوار وتحويلها أو تهريبها إلى بلدانهم الأصلية؟.. الإجابة دون شكّ تكون بالنفي، وهذا ما يكشف أن شبكات منظمة تسيّر هؤلاء “الموظفين” وتدفع إليهم “البقشيش” مقابل “الشكاير” التي يجنونها بالتسوّل الاحتيالي !
عندما يتمّ إطلاق “نداء” لوقف الصدقات في الشوارع للمتسوّلين “المستوردين”، أو حتى “المحليين”، فهذا إن دلّ فإنما يدلّ على خطورة هذا الملف الشائك، وهذه القنبلة التي يقتات منها “مجهولون”، هم في الحقيقة ليسوا قتلة ولا قطـّاع طرق، لكنهم “لصوص ظرفاء” يسرقون الجيوب دون إدخال الأيدي فيها، ويجمعون الملايين والملايير دون اقتحام البنوك أو سرقة مراكز البريد !
نعم، أغلب الجزائريين يفكّرون بقلوبهم، لا بعقولهم، عندما تتعلق الحال بأوضاع إنسانية واجتماعية ومأساوية، ولذلك من الصعب أن تنجح “حملة مقاطعة” شبكات التسوّل، لأنها تبقى غير معروفة للعيان، وبهذه الطريقة قد يسقط “المحرم مع المجرم”، ويُعاقب المصلّي رفقة تارك الصلاة، لكن أحيانا ليس باليدّ حيلة، فالعين بصيرة واليد قصيرة !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!