حملة لمقاطعة شراء الفحم هذا العيد لقطع الطريق أمام محرقي الغابات

أطلق الفايسبوكيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي يطالبون فيها المواطنين بمقاطعة شراء الفحم، وذلك في رد حاسم منهم على تجار هذه المادة الذين أضرموا النيران في الغابات طوال الأيام الماضية، لتوفيره بكميات هائلة تحسبا لارتفاع الطلب عليه في الأسواق واعتمادهم عليه في إعداد الشواء.

استنكر شباب العالم الافتراضي الجرائم المروعة التي تتعرض لها الغابات والحيوانات هذه الأيام، حيث أتت الحرائق على مساحات كبيرة من الغطاء النباتي وأتلفت الغابات وأحرقت حتى الحيوانات والمحاصيل الزراعية، وهو ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر إزاء الظاهرة المتكررة كل صيف وتزداد حدتها بشكل كبير وواضح في الأيام التي تسبق عيد الأضحى، وبعدما تبين أن هذه الحرائق ليست طبيعية و95 بالمائة منها يقف وراءها العامل البشري، وتم توجيه أصابع الاتهام لتجار الفحم بالدرجة الأولى لوقوفهم وراء هذه المآسي والكوارث البيئية، حيث التهمت ألسنة النيران أشجارا كاملة صار من الضروري التحرك وفقهم ووضع حد لها.

ودعا الشباب من خلال منشورات تحذيرية تم تداولها بشكل كبير لمقاطعة شراء الفحم هذا العيد على العديد من الصفحات الشهيرة وحتى المجموعات الخاصة بسكان بعض الولايات والأحياء حتى تلك التي لم تمسها نيران الحرائق، لكنهم تجندوا للتصدي لهذه الظاهرة.. ففي أحد المناشير كتب: “أصبحت مقاطعة الفحم أمرا ضروريا لحماية الغابات- فلنقاطع الفحم- حتى لا يصير مهنة وتتوسع صناعته وتجارته. حماية الغابات ضرورة وواجب على كل مواطن”. كما كتبوا في منشور آخر: “حملة مقاطعة شراء الفحم، وهذا نتيجة الحرائق التي بدأت تمس الغابات، التي من الأرجح أن تكون بسبب بيع الفحم خلال عيد الأضحى”.

وتعمد أصحاب هذه المناشير خلال الترويج لحملتهم على إرفاقها بصور لغابات محترقة ورجال الحماية المدنية وسط اللهيب يكافحون من أجل إخمادها، زيادة على صور لأضاحي وطاولات تعرض الفحم للبيع كما استخدم الكثير من الفايسبوكيين في هذه الحملة صور مؤثرة للخراب الذي تخلفه ألسنة النيران المستعرة في البيئة، وكيف تحول غابات خضراء إلى رماد وذلك في محاولة منهم للتأثير على المواطن وتشجيعه للامتناع عن شرائها.

وتزامنا مع هذه الحملة التي أخذت حيزا كبيرا في “الفايسبوك” وأيدها غالبية المواطنين الذين رفضوا هذه الجريمة، كما استنكروا أيضا الزيادات في سعر الفحم انتشرت العديد من الوصفات في العالم الافتراضي وموقع “اليوتيوب”، تحمل أفكارا عن سبل تحضير شواء اللحم دون فحم ولا حتى شواية واستبدالها ببعض الطرق الأكثر أمانا وتمنحها لذة ومذاقا رائعا كشواء الطاجين، وكذا الفرن وقدر الضغط وغيرها من الوصفات التي بات يعج بها الموقعان السابقان.